أدان "بشدةٍ" غالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي العملية العسكرية التي شنتها روسيا ضدّ أوكرانيا فجر الخميس، واعتبروها تشكّل "ازدراءً للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة".

جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة التي عُقدت بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك،وذلك بناء على طلب من أوكرانيا لمناقشة تداعيات طلب الانفصاليين شرقي أوكرانيا الحصول على الدعم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لصد ما يقولون إنه هجوم عسكري قادم من كييف.

وخلال انعقاد الجلسة وصلت أنباء إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق عملية عسكرية في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا.

وفي بداية الجلسة ناشد أمين عامّ الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن يوقف قواته عن مهاجمة أوكرانيا.

وقال الأمين العامّ في كلمته خلال الجلسة موجهاً حديثه إلى الرئيس الروسي: "لدي شيء واحد فقط أقوله من صميم قلبي: الرئيس بوتين، قف قواتك عن مهاجمة أوكرانيا وامنح السلام فرصة. لقد مات كثير من الناس بالفعل".

بدورها قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد في إفادتها خلال الجلسة: "بينما نجتمع هنا في هذا المجلس سعيا لتحقيق السلام، شنّ بوتين الحرب، وذلك في ازدراء كامل لهذا المجلس".

وأضافت: "سوف نطرح عليكم غداً مشروع قرار، وسوف يحاسب العالم روسيا. إن هذا الهجوم هو في حقيقته هجوم على كل دولة عضو بالأمم المتحدة وأيضاً على كل دولة عضو في هذا المجلس".

بدوره أدان المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نيكولاس دي ريفيير الهجوم الروسي، وقال في إفادته خلال الجلسة: "قرار الرئيس الروسي بشن عملية عسكرية في دونباس بهدف تعجيز أوكرانيا عسكرياً يدلّ على عدم اكتراث روسيا بالقانون الدولي والأمم المتحدة".

وأضاف: "الرئيس الروسي أطلق عمليته العسكرية بينما نجتمع هنا في القاعة. إن فرنسا سوف تنضمّ في عملية الإعداد لمشروع نُدين فيه هذه الحرب وندعو كل الأعضاء إلى دعم مشروع القرار هذا كما ندعو روسيا إلى احترام القانون الدولي".

وأكد مندوبو الإمارات العربية المتحدة والهند والبرازيل وكينيا والجابون في كلماتهم "أهمية الحوار ومركزية ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".

وتبادل المندوبان الروسي فاسيلي نيبيزيا والأوكراني سيرغي كيسليتسيا كلمات غاضبة خلال الجلسة.

وقال السفير الأوكراني في إفادته لأعضاء المجلس: "فات وقت الدعوات إلى التهدئة، لقد أعلن الرئيس الروسي الحرب، وتقع على هذا المجلس مسؤولية وقف الحرب".

وقال السفير الأوكراني مخاطبا نظيره الروسي: "أيها السفير، لا مطهّر لمجرمي الحروب، إنهم يذهبون مباشرة إلى الجحيم".

وتتولى روسيا الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن للشهر الجاري.

وردّ السفير فاسيلي نيبيزيا على كلمة المندوب الأوكراني قائلاً: "نحن لسنا معتدين على الشعب الأوكراني، نحن فقط ضد المجلس العسكري الحاكم في كييف".

وأضاف السفير الروسي: "ما يحدث الآن ليس حرباً، ما يحدث حالياً يُسمَّى عملية عسكرية في إقليم دونباس".

"عقوبات جديدة قاسية"

قال الاتحاد الأوروبي إن قادة الدول الأعضاء سيبحثون فرض عقوبات جديدة قاسية على روسيا في اجتماع طارئ اليوم الخميس رداً على "هجومها الوحشي" على أوكرانيا.

وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية: "سنحاسب الرئيس (فلاديمير) بوتين على ذلك".

وأضافت في بيان لوسائل الإعلام: "بهذه الحزمة سنستهدف قطاعات استراتيجية في الاقتصاد الروسي بحرمانهم من الحصول على تكنولوجيات رئيسية ودخول أسواق رئيسية... سوف نُضعِف القاعدة الاقتصادية لروسيا وقدرتها على التحديث".

وتابعت: "بالإضافة إلى ذلك سنجمد أرصدة روسية في الاتحاد الأوروبي ونمنع دخو ل البنوك الروسية إلى سوق المال الأوروبية".

وكانت دول الاتحاد أقرّت يوم الأربعاء مجموعة أولى من العقوبات من بينها إدراج أسماء ساسة روس في القوائم السوداء وتقييد التجارة بين الاتحاد الأوروبي ومنطقتين منشقّتين في شرق أوكرانيا اعترف بوتين باستقلالهما.

الموقف الأمريكي

ندّد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعملية العسكرية التي أطلقتها روسيا ضد الأراضي الأوكرانية، معرباً عن دعم واشنطن لكييف.

جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الأوكراني فولودمير زيلسينكي فجر الخميس، حسب بيان صادر عن البيت الأبيض.

وقال بايدن في مكالمته الهاتفية: "أدنت الهجمات غير المبررة وغير المشروعة للقوات العسكرية الروسية".

وأضاف: "زيلينسكي طلب مني أن أدعو زعماء العالم إلى معارضة هجوم بوتين علناً ودعم الشعب الأوكراني، واليوم سألتقي زعماء مجموعة السبع وواشنطن وحلفائها، وسيفرضون عقوبات قاسية على روسيا".

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل دعم أوكرانيا وتأمين المساعدة للشعب الأوكراني.

أما الصين فناشدت مجدداً جميع الأطراف المعنية بالوضع في أوكرانيا التحلّي بضبط النفس ورفضت مصطلح "الغزو" الذي أورده بعض وسائل الإعلام الأجنبية عن تحركات روسيا ضد أوكرانيا.

جاءت التصريحات على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحفية.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إنها تراقب الوضع في أوكرانيا من كثب.

في سياق ذلك طالب وزراء خارجية دول البلطيق بمنع وصول روسيا إلى نظام سويفت للدفع، وتزويد أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة.

فيما قالت وزارة خارجية لاتفيا: "يجب أن نستعدّ لتدفق عدد من اللاجئين وتهديدات سيبرانية وهجمات تشويه وتحديات ذات صلة بموارد الطاقة، بعد غزو القوات الروسية لأوكرانيا".

وفجر الخميس أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق عملية عسكرية في إقليم دونباس.

وقال إن "المواجهة بين روسيا والقوى القومية في أوكرانيا لا مفرّ منها"، وفق موقع سبوتنيك الروسي.

وأضاف الرئيس الروسي: "مجمل تطورات الأحداث وتحليل المعلومات يُظهِر أن المواجهة بين روسيا والقوى القومية في أوكرانيا لا مفر منها، إنها مسألة وقت".

ومساء الاثنين أعلن بوتين اعتراف روسيا رسمياً باستقلال منطقتَي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، اللتين كانتا خاضعتين لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو، وأنه أمر بإرسال قوات عسكرية "للحفاظ على السلام" بالمنطقة.

والثلاثاء صدّق البرلمان الروسي على قرار إرسال قوات إلى خارج البلاد.

TRT عربي - وكالات