في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة وبقية حلفاء الناتو على فرض مزيد من العقوبات المشددة على موسكو، وذلك بعد شن القوات الروسية هجوماً عسكرياً على أوكرانيا، يرجح خبراء ومختصون، أن تساعد الصين روسيا "من وراء الكواليس". وبالتالي يمكن أن تصبح هذه المساعدة، عاملاً مؤثراً في مسار الأزمة.

ويشير تقرير نشرته صحيفة "دايلي ميل" إلى أنه في حال قررت الصين المساعدة فعلاً، فإنه سيتيعين عليها "السير على خط رفيع" تجنباً لإضرارها بصلاتها مع الغرب.

وحققت كل من الصين وروسيا تقارباً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، على خلفية التوترات المتزايدة التي واجهها كلاهما مع الغرب.

وفي آخر زيارة أجراها، بوتين إلى بكين، بداية شهر فبراير/شباط الجاري، خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، أصدر الرئيسان بياناً مشتركاً أعلنا فيه أن "الصداقة بين الدولتين لا حدود لها".

ودعمت الصين في الأثناء الموقف الروسي، المعارض لما وصفه بتوسع "الناتو"، واتهمت الدولتان، في السياق ذاته، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى، بتبني "مقاربات أيديولوجية للحرب الباردة" في العلاقات الدولية.

ومع ذلك، لم تدعم الصين روسيا علناً بشأن الأزمة الأوكرانية، وبدلاً من ذلك حثت "جميع الأطراف" على التحلي "بضبط النفس"، معتبرة أن الوضع في أوكرانيا "نتيجة لعديد من العوامل المعقدة".

واليوم، وبعد أن بدأ الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، يستبعد محللون، أن تدعم الصين علناً سياسات بوتين، ولكن من غير المرجح أيضاً أن تنتقده.

وعقب إعلان بوتين العملية العسكرية في أوكرانيا، ناشدت الصين على لسان المتحدثة باسم خارجيتها جميع الأطراف المعنية بالوضع في أوكرانيا التحلي بضبط النفس ورفضت مصطلح "الغزو" الذي أوردته بعض وسائل الإعلام الأجنبية عن تحركات روسيا ضد أوكرانيا

وحسبما جاء في تقرير الصحيفة، فإن عديد الخبراء يعتقدون بأن الصين ستساعد روسيا مع بدء تأثير العقوبات التي فرضها الغرب عليها.

وقد يعني هذا بالتالي، أن البنوك الصينية ستقرض الأموال لموسكو، كما ستشتري بكين المزيد من النفط والغاز الروسي.

ونقلت الصحيفة عن توم رافيرتي، المحلل المقيم في بكين لدى وحدة إيكونوميست إنتليجنس، تصريحه لصحيفة "فاينانشيال تايمز" الأمريكية الذي أكد فيه أن "مستوى الدعم الصيني للإجراءات الروسية يمكن أن يكون عاملاً مؤثراً في تشكيل أزمة متطورة".

فيما أكد خبراء ومحللون آخرون للصحيفة أنه "ما لم يضع الغرب تكلفة ملموسة حقاً على الصين، ستظل الصين تساعد روسيا وراء الكواليس".

ويتوقع عديد من الآراء، أن يؤدي تصاعد التوترات مع الغرب إلى تسريع توجه روسيا المستمر نحو الشرق، وخاصة عندما يتعلق الأمر ببيع النفط والغاز.

واتفقت بناء على ذلك شركات الطاقة الروسية على اتفاقيات إمداد طويلة الأجل جديدة مع الصين في بداية فبراير/شباط الحالي.

ومن بينها شركة غازبروم، التي وقعت ثاني صفقة غاز طويلة الأجل مع الصين والتي ستشهد قيام الشركة بتسليم 10 مليارات متر مكعب سنوياً على مدار 25 عاماً عبر خط أنابيب جديد.

TRT عربي