يميل ميزان القوى العسكري الميداني بشكل كبير إلى روسيا في الهجوم الذي أطلقته الخميس على أوكرانيا، إذ تتمتع بقدرات ساحقة بالمقارنة مع جارتها التي تملك منظومة دفاع جوي ضعيفة رغم المساعدات العسكرية المتزايدة من الغرب، حسب تقييم "ميليتاري بالنس" الذي ينشره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية البريطاني.

ولاحظ المستشار الخاص لمؤسسة البحوث الاستراتيجية في باريس فرنسوا إيسبور أن "الأوكرانيين في وضع استحالة عسكرياً بفعل سيطرة الروس الكاملة على الأجواء".

ووصف الهجوم بأنه "أشبه بنسخة القرن الحادي والعشرين من الحروب الكبرى في أوروبا خلال القرن العشرين"، مذكّراً بأن "القوات الروسية دخلت عبر خاركيف (شرق أوكرانيا)" خلال الحرب العالمية الثانية "للالتفاف على القوات الأوكرانية من الخلف في خنادقها، فلم يعد أمام الأخيرة حل آخر سوى الاستسلام بعدما دافعت عن نفسها بشراسة".

وحشدت روسيا حسب الغربيين 150 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا و30 ألفاً آخرين في الشمال عند حليفها البيلاروسي، منها وحدات استراتيجية مزودة بأحدث الأسلحة، تملك خبرة قتالية واسعة لمشاركتها منذ عام 2015 في النزاع في سوريا.

كذلك نشرت روسيا وحدات بحرية في البحر الأسود، ومنعت الملاحة في بحر آزوف الذي يحد الأراضي الأوكرانية والروسية من الجنوب، وبدأت الخميس بتنفيذ ضربات في عمق الأراضي الأوكرانية.

- تطويق شبه كامل

في المقابل، فإن أوكرانيا المطوّقة بدرجة كبيرة إذ لم يتبق لها سوى منفذ إلى بولندا وسلوفاكيا من الغرب، والمجر ورومانيا ومولدوفا إلى الجنوب، لديها في المجموع ما يقرب من مئتي ألف مقاتل.

وعمدت هذه الجمهورية السوفييتية التي لا تزال مجهزة إلى حد كبير بمعدات سوفييتية، إلى تحديث سريع لقواتها المسلحة، مع الامتثال لمعايير حلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ العملية العسكرية الروسية الأولى التي ضمت على إثرها روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها عام 2014.

وقدمت الولايات المتحدة لها 2,5 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ ذلك الحين، بما في ذلك أكثر من 400 مليون دولار عام 2021. وأقر الكونغرس الأمريكي 500 مليون دولار إضافية كمساعدة للتعامل مع أي غزو روسي.

ويتولى جنود أمريكيون تدريب نظرائهم الأوكرانيين على التعامل مع الأسلحة التي قدمتها واشنطن لأوكرانيا، بما فيها أسلحة صغيرة وسفن حربية وقاذفات صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات، ما قد يحد من التوغل البري الروسي.

كما سلمت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا قاذفات صواريخ "جافلين" المضادة للمدرعات وصواريخ "ستينغر" الأمريكية المضادة للطائرات إلى كييف. كما قدمت بريطانيا التي تحتل أيضاً موقعاً طليعياً على صعيد حجم المساعدات العسكرية، قاذفات صواريخ "جافلين" ودربت 22 ألف جندي أوكراني منذ عام 2015.

كما أن الجيش الأوكراني الذي تقلص عدده بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، بات أكبر بكثير وأفضل تدريباً مما كان عليه عام 2014، ويمكنه الاعتماد على 900 ألف جندي احتياطي، ما ينبئ بمقاومة داخلية قوية ضد الروس.

ويمكن أن يترافق الهجوم الروسي التقليدي أخيراً مع موجة هجمات إلكترونية تستهدف البنية التحتية الإستراتيجية الأوكرانية. وجرى حجب العديد من المواقع الحكومية الأوكرانية الأربعاء، بعد استهدافها سابقاً في يناير/كانون الثاني. وتعزو كييف هذه الهجمات إلى جهات مشغلة روسية، وهو ما تنفيه موسكو.

في هذا الصدد، خطط الاتحاد الأوروبي لتفعيل فريق الرد السريع على الهجمات الإلكترونية من أجل مساعدة أوكرانيا.

وفيما يلي استعراض لقدرات الجيشين.

- روسيا

عناصر الخدمة الفعلية: 900 ألف عنصر

عناصر الاحتياط: مليونا عنصر

القوات شبه العسكرية: 554 ألف عنصر

الدبابات: 2927

الطائرات (سلاح الجو): 1846

الطوافات: 832

الغواصات: 51

الجيش الأوكراني في وضع عسكري ضعيف أمام الجيش الروسي (AP)

- أوكرانيا

عناصر الخدمة الفعلية: 196 ألف عنصر

عناصر الاحتياط: 900 ألف عنصر

القوات شبه العسكرية: 102.000 عنصر

الدبابات: 858

الطائرات (سلاح الجو): 187

الطوافات: 46

الغواصات: 0

TRT عربي - وكالات