هل تساءلت يوماً مَن يعيش في مدينة تشيرنوبل المهجورة بعد مرور 35 عاماً على الكارثة النووية؟

لم يتوقع أحد الحراس الذين ذهبوا للعمل هناك منذ عامين أن يجد رفاقاً غير عدد قليل من زملائه، إلا أنه في الحقيقة وجد عدداً لا بأس به من الكلاب الأليفة.

كشف تقرير لشبكة BBC الإخبارية أن أحفاد الحيوانات الأليفة التي هجرها أصحابها قبل الفرار من تشيرنوبل، يقيمون علاقة استثنائية مع الحراس القليلين الموجودين هناك.

بعض الكلاب يبقى في أماكن قريبة من الحراس، البعض الآخر طوّر عادات منفصلة تماماً عن البشر، فيظل بعيداً، يأتي ويذهب كما يحلو له.

يقدم لها الحراس الطعام والمأوى والرعاية الطبية من حين إلى آخر، وحين تموت يقومون بدفنها ويحزنون لفراقها.

جميع هؤلاء الكلاب بمنزلة لاجئين منذ كارثة تشيرنوبل، التي انفجر فيها المفاعل رقم 4 في محطة الطاقة النووية مخلفاً دماراً هائلاً، حينها تم إجلاء عشرات آلاف الأشخاص من مدينة بريبيات الأوكرانية، وأمرتهم السلطات بترك حيواناتهم الأليفة وراءهم.

أطلق الجنود السوفييت النار على العديد من الحيوانات المهجورة حينها، منعاً لانتشار التلوث الإشعاعي، لكن نجحت بعض الحيوانات في الهرب والاختباء، فنجت.

وبعد مرور كل هذه السنوات تتجول مئات الكلاب الضالة في المدينة التي ما زالت محظورة حتى اليوم، في المنطقة المحددة لتقييد حركة مرور البشر داخلها وخارجها التي يبلغ طولها نحو 2600كم.

الكلاب المنبوذة تواجه الكثير من التحديات، فهي معرضة لخطر التلوث الإشعاعي وهجمات الذئاب المتكررة، وحرائق الغابات والمجاعة، بينما يبلغ متوسط عمر الكلب منها 5 سنوات فقط، وفقاً لمنظمة Clean Futures Fund، التي ترعى الحيوانات في منطقة الاستبعاد.

اكتشف بعض الباحثين الفضوليين، علاقة دافئة تجمع بين الحراس وكلاب المنطقة، يقول أحد الحراس: إن "الاتصال بيننا في هذه المنطقة المنكوبة أعمق بكثير"، مضيفاً: "إنها تمنحنا الفرح، رمز لاستمرار الحياة في هذا العالم المشع، لحياة أتت من رحم الكارثة المروعة".

وقد أقام الأوكرانيون، الاثنين، مراسم تأبين لضحايا حادث تشيرنوبل النووي الذي وقع عام 1986، وشارك العشرات من عمال محطة تشيرنوبل وأقربائهم في المراسم التي أقيمت بالعاصمة كييف، بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين للانفجار.

ويعاني العديد من الناجين من مشكلات صحية ويحتاجون إلى علاج طبي منتظم، كما لديهم أبناء يعانون متاعب صحية.

TRT عربي - وكالات