هل تخلى الناقد المسرحى عن دوره؟

يشهد تاريخ النقد المسرحى على أنه لعب دورًا بالغ الأهمية فى توطين العمل المسرحى بالمجتمع، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بالإضافة إلى تنمية ذائقة المتلقى من أجل فهم أفضل للعملية الفنية المسرحية.

زادت فى الآونة الأخيرة بمصر حدة المناقشات بين المبدعين والنقاد حول غياب دور النقد وعدم قيام النقاد بوظيفتهم التثقيفية والتنويرية، ووصل الشطط بتحويل الخلافات إلى اتهام النقاد بأنهم من أسباب غياب الحضور الفعال للمسرح وعدم شغف الجماهير به كما كان فى الماضى، لأنهم تخلوا عن وظائفهم المتعارف عليها فى تاريخ النقد المسرحى، وعدم قدرتهم على قراءة العمل الفنى.. وبصرف النظر عن هذه الاتهامات الموجهة إلى النقاد، إلا أنها تكشف عن دليل وعى أطراف العملية الإبداعية بأهميته.

وحتى لا ننزلق فى متاهات سجال معرفى بين المبدعين والنقاد ولا يفضى إلا إلى حالة من الضجيج بلا طحن، تنطوى على حالة تشاحن أطراف العملية والتناحر، تؤدى فى النهاية إلى نفى كل منهم لبعضهم البعض، علينا أن نقوم برصد دور الناقد المسرحى فى المجتمع من جهة، ومن جهة أخرى فهم طبيعة القراءة النقدية. 

فى البداية، يتأسس حضور الناقد فى المجتمع على مفهوم الوساطة، فهو شخص وسيط بين أطراف العملية الإبداعية والقراء لصناعة المعنى فى المجتمع، وإقامة حوار معرفى/ جمالى حول الإبداع الفنى، لذلك تعد وظيفة الناقد شديدة الأهمية بالنسبة للإبداع؛ لأنها بمثابة عين أخرى موازية للمبدع ترى فى إبداعه ما لم يره هو نفسه، لأن طبيعة إبداعه الفنى تقوم على عوامل واعية ولا واعية، وإرادية ولا إرادية، وبالتالى يتحول النقد إلى إبداع موازٍ لكتابة المبدع. 

بدأ الخلل فى دور الناقد المسرحى حينما حول الفهم الخاطئ لطبيعة القراءة النقدية من بعض النقاد، لأنهم نصّبوا أنفسهم سلطة قامعة أشبة بسلطة الديكتاتور فى صناعتهم للمعنى، للعمل الفنى، وأصدروا قراءات أحادية منغلقة تقوم على منطق ما ينبغى أن يكون عليه العمل والبحث عن سلبيات العمل ونواقصه ومحاولة تصويبه، بدلًا من الحوار الخلاق مع المبدع والتفكير معه لكشف ما هو معتم وتفسير دلالته. أما بالنسبة للمبدع فيعتبر عمله الفنى صورة شخصية له ويسحبه إلى ذاته، فأى نقد له يعتبر إهانة شخصية له لأنه يريد من قراءة الناقد أن تمجد فى إبداعه.. هذا الفهم الخاطئ لطبيعة القراءة النقدية يشترك فيه المبدع أيضًا، خاصة أن بعض المبدعين يرون أن دور القراءة النقدية الحقة من وجهة نظرهم ذات بُعد تسويقى لذواتهم يقوم على التمجيد فى شخصيتهم الفنية للحصول على مكتسبات مسرحية وليس قراءة لمنتوجاتهم الإبداعية من أجل فهم أفضل.

تاريخ الخبر: 2022-02-24 21:21:12
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

توقعات أحوال الطقس اليوم السبت

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-27 12:25:40
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية