من أبرز الوجوه النسائية التي قدمت الأدوار الشريرة في السينما المصرية، ومن ينسي دورها الأشهر في رائعة المخرج صلاح أبو سيف "ريا وسكينة" في العام 1953، والتي شاركتها البطولة زوزو حمدي الحكيم، وأنور وجدي. إنها الفنانة الراحلة نجمة إبراهيم، والتي تحل اليوم الذكري الثامنة بعد المائة علي ميلادها، حيث ولدت في مثل هذا اليوم من العام 1914.

وفي كتابه "شخصيات مصرية بين التهميش والنجومية"، يرسم الباحث والمؤرخ الفني خطاب معوض خطاب، الملامح الشخصية والفنية لنجمة أدوار الشر الأولي في السينما المصرية. حيث يذهب إلي أن نجمة إبراهيم: قيل إنها أسلمت و تصوفت، أسمها الأصلي "بولينى أوديون"، يهودية رفضت أن تهاجر لإسرائيل و أوصت أن تدفن فى مصر.

"الولية عضت إيدى وأنا بخنقها تقولش عدوتها، قطيعة ماحدش بياكلها بالساهل، حتى أنت يا أعرج بتحب". كلمات مازالت عالقة بالأذهان جاءت على لسان الفنانة نجمة إبراهيم التى أرعبتنا بنظرات عينيها النارية وصوتها القوى الحاد وملامح وجهها التى تنطق بالقسوة وكانت تحرمنا من النوم خوفا من أن تأتى لنا فى أحلامنا بل كان منا من يغمض عينيه إذا ظهر وجهها على الشاشة خشية منها .

ولدت بولينى أوديون وهذا إسمها الحقيقى، عملت بالفن اقتداء بشقيقتها الكبرى سيرينا إبراهيم وهى رائدة من رائدات المسرح المصرى، عملت نجمة إبراهيم مطربة وممثلة فى فرقة فاطمة رشدى وشاركت بالغناء فى مسرحية شهرزاد، العشرة الطيبة لسيد درويش، و سافرت مع الفرقة للعراق وقدمت أول دور مسرحى فى حياتها بعنوان ابن السفاح كما جاء فى حوار لها مع مجلة المسرح سنة 1965.

ويضيف "معوض": قال عنها محمد شكرى فى كتابه "السجل المصرى للمسرح والسينما": كانت تلقى المقطوعات المطربة والمنولوجات الإجتماعية ذات الصبغة الأخلاقية وكانت تقابل فى كل مرة تقف فيها على المسرح بعاصفة من التصفيق ولو لم تكن ممثلة لكانت أم كلثوم أخرى .قدمت ما يقرب من 60 فيلما، 100 مسرحية بالإضافة لبعض المسلسلات منها : الضحية والساقية .

برزت نجمة إبراهيم سينمائيا وتميزت فى أدوار الشر وفى حوار لها مع مجلة الكواكب سنة 1953 قالت: أعتقد أن السبب الوحيد الذى يجعلنى بهذه البراعة فى أدوارى العنيفة الشريرة هو أننى أتمثل الشر واقعا على فيتجسم فى رأسى و يتضخم و أؤكد لنفسى أن الشر سيلحق بى إن لم أصبه على غيرى فتكون العملية عملية دفاع عن النفس". من أبرز أدوار الشر التى أدتها دور "ريا" فى فيلمين، دور الأم القاسية فى فيلمى الليالى الدافئة، اليتيمتين ،بالإضافة لدورها فى فيلم 4 بنات و ضابط، فيلم أنا الماضى، دور دواهى فى فيلم جعلونى مجرما .

ــ نجمة إبراهيم تؤسس فرقة مسرحية وتخصص إيرادها للمجهود الحربي
أسست نجمة إبراهيم فرقة مسرحية سنة 1955 و قدمت من خلالها عروضا ناجحة و خصصت إيراد أولى حفلاتها للمجهود الحربى و التبرع لتسليح الجيش المصرى و حضر الإفتتاح عضو مجلس قيادة الثورة وقتها محمد أنور السادات، حيث اشتهرت بوطنيتها و حبها لمصر و رفضت أن تهاجر لإسرائيل كما فعلت أختها الكبرى سيرينا إبراهيم .

كرمت نجمة إبراهيم، بمنحها وسام العلوم و الفنون و وسام الإستحقاق و منحها معاشا إستثنائيا و حين كادت تفقد البصر تم تسفيرها لأسبانيا و علاجها هناك على نفقة الدولة حتى تم لها الشفاء ، لكنها أصيبت بالشلل بعد ذلك و اعتزلت التمثيل و اختفت عن الأضواء حتى ماتت فى 4 يونيو 1976م عن عمر تجاوز 62 عاما .