كتبت- هدى الشيمي:

يستمر الهجوم العسكري الروسي على الأراضي الأوكرانية لليوم الثاني، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت مبكر من صباح أمس الخميس، شن هجومًا عسكريًا بهدف "حماية الناطقين باللغة الروسية وتلبية مطالب الانفصاليين والدفاع عن نفسها من التهديدات".

قال وزير الصحة الأوكراني أن نية روسيا هي تدمير دولة أوكرانيا، وهي ديمقراطية تتجه نحو الغرب وتعتزم الخروج من فلك موسكو.

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال خطابه الأخير قبل قليل الرئيس فلاديمير بوتين للتفاوض، ووجه بعد أن أشاد بشجاعة القوات الأوكرانية نداءً مباشرا باللغة الروسية إلى بوتين ، داعيا إياه إلى الدخول في مفاوضات مع حكومته.

وقال زيلينسكي: "أود أن أخاطب رئيس الاتحاد الروسي مرة أخرى، القتال مستمر في جميع أنحاء الأراضي الأوكرانية، دعونا نجلس إلى طاولة المفاوضات لوقف قتل الناس."

وفيما يلي استعرضت صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية أبرز مستجدات الحرب في أوكرانيا، محاولة الإجابة على عدد من الأسئلة التي يكثر طرحها خلال الفترة الحالية.

لماذا غزت روسيا أوكرانيا؟

يزعم بوتين أن الهدف من الهجوم العسكري على أوكرانيا هو حماية المتحدثين بالروسية على أراضيها، خاصة هؤلاء الموجودين في جمهوريتي دونتيسك ولوهانسك، اللتين أعلنتا انفصالهما عن كييف في عام ٢٠١٤.

في المقابل، نفت أوكرانيا مزاعم موسكو، وقالت إنها لا تحاول فرض سيطرتها على الولايتين بالقوة.

يعتبر بوتين- على حد قوله- أن احتمال انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو "عملا عدائيًا"، وأعطى الرئيس الروسي، في ديسمبر الماضي، للناتو قائمة بالمطالب الأمنية، كان من بينها ضمان عدم انضمام كييف أبدًا إلى الحلف، علاوة على تقليص تواجدها العسكري في شرق ووسط أوروبا، غير أن الولايات المتحدة وحلفائها رفضوا هذه المطالب فورًا.

علاوة على ذلك، رفض الرئيس الروسي حق أوكرانيا في الوجود خارج روسيا، مشيرًا إلى أن البلدين يجمعهما تاريخ وثقافة مشتركين، وقد أدعي بوتين – في مقال كتبه- أن أوكرانيا الحديثة أسستها روسيا بالكامل.

وقال محللون، إن أوكرانيا ليست مجرد دولة حدودية ولكنها أقرب دولة للعمق الروسي، بالإضافة إلى التداخل السكاني والتاريخي للبلدين، وتريد موسكو ضمان أمنها بشكل كامل من هذه الجهة، لاسيما بعد إعلان رئيسها أن بلاده ترغب في الانضمام إلى الناتو والحصول على أسلحة نووية.

ما هدف فلاديمير بوتين من الغزو؟

قال بوتين إن انضمام أوكرانيا إلى الناتو يشكل تهديدًا مباشرًا لروسيا، ويعتبر الرئيس الروسي أوكرانيا وروسيا دولتين لا تنفصلان.

كانت أوكرانيا جزءًا من الاتحاد السوفيتي قبل انهياره في نهاية الحرب الباردة في عام ١٩٩١.

هدد بوتين مباشرة النشطاء المؤيدين للديمقراطية وموظفي الخدمة المدنية الذين قادوا الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في البلاد بعد ثورة ٢٠١٤ التي أطاحت بحكومة موالية للكرملين.

وقال:"نعرف أسمائهم وسنجدهم ونقدهم للعدالة.

في الأسابيع القليلة الماضية، نشرت وسائل الإعلام الحكومية الروسية مزاعم عن تعذيب السكان بسبب ما وصفته بـ"العدوان الأوكراني".

وقالت الكرملين إن بوتين مستعدًا لإرسال وفد روسي إلى مينسك لإجراء مفاوضات مع الوفد الأوكراني، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في رده على طلب الرئيس الأوكراني زيلينسكي العودة إلى طاولة المفاوضات: إن الغرض من العملية هو مساعدة الجيش في جمهورية دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، ويشمل هذا نزع السلاح من أوكرانيا. وهذا جزء لا يتجزأ من أي حوار.

هل تبدأ حرب عالمية ثالثة؟

كتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الخميس،:"روسيا هاجمت دولتنا غدرًا في الصباح، كما فعلت ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، بلادنا على جوانب مختلفة من تاريخ العالم".

وقال رئيس الوزراء الأوكراني السابق أوليكسي هونشاروك إن الغزو الروسي قد يشعل حربًا عالمية ثالثة، ووصف المسؤول الأوكراني هجمات الخميس على أوكرانيا بـ"اللحظة الحاسمة"، زاعمًا أن بوتين لا يعترف ألا بالقوة وأن العنف بين الدول لن يتوقف.

وأضاف هونشاروك- الذي شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي ٢٠١٩ و٢٠٢٠-:"قد تكون بداية حرب عالمية ثالثة، لأن بوتين لن يتوقف".

وحث المسؤول الأوكراني السابق الناتو والدول الحليفة لأوكرانيا على مساعدتها لمواجهة روسيا.

كيف يؤثر الغزو على الولايات المتحدة؟

رغم أن الولايات المتحدة لا تعتمد على روسيا للحصول على الواردات الرئيسية، قال محافظو البنوك المركزية في اجتماع عُقد مؤخرًا إن المخاطر الجيوسياسية:"يمكن أن تسبب زيادات في أسعار الطاقة العالمية أو تفاقم نقص الإمدادات العالمية".

في الوقت نفسه، قد يعني الغزو الروسي تأخير لعودة الحياة إلى طبيعتها في الولايات المتحدة بعد أكثر من عامين من الإغلاق والقيود المتعلقة بكوفيد-١٩، حسبما ذكرت يو إس إيه توداي.

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تستورد القليل جدًا من النفط الروسي، إلا أن حدوث تغير في سعر النفط سيؤثر على الأسعار في جميع أنحاء العالم.

قال بايدن، أمس الخميس، إن إدارته تستخدم كل أداة تحت تصرفها لحماية العائلات والشركات الأمريكية من ارتفاع الأسعار الخاصة بالنفط والغاز.

وأضاف:"أننا نتخذ خطوات فعالة لخفض التكلفة، ولا ينبغي لشركات النفط والغاز الأمريكية، ولا ينبغي استغلال هذه اللحظة لرفع أسعارها لزيادة الأرباح".

ماذا يعني الغزو للاقتصاد العالمي؟

تعتبر روسيا منتجًا رئيسيًا للنفط والغاز الطبيعي، ما يزيد من القلق وعدم اليقين في جميع أنحاء العالم، حسب الصحيفة الأمريكية.

علاوة على ذلك فأن موسكو أكبر مصدر للقمح في العالم، ومورد رئيسي للأغذية إلى أوروبا.

تنتج روسيا ١٠ ملايين برميل من النفط يوميًا. أي ما يقرب من ١٠٪ من الطلب العالمي، وهي أكبر مورد للغاز الطبيعي في أوروبا، والذي تستخدمه في وقود محطات الطاقة وتدفئة المنازل والشركات.

وبينما شهدت أسواق الأوراق المالية انخفاضًا حادًا، قفزت أسعار النفط إلى حوالي ٦ دولارات للبرميل الواحد.

ماذا يفعل الناتو؟

أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج أن الحلف العسكري سيدافع عن كل شبر من أراضيه حال مهاجمة روسيا لأحد أعضائه، ولكن أوكرانيا ليست جزءًا منه.

وقال بايدن يوم الخميس إن الناتو يعقد الجمعة قمة للجمع بين الزعماء ٣٠ دولة حليفة وشركاء مقربين لتأكيد تضامنهم مع كييف وتحديد الخطوات المقرر اتخاذها.

أكد بايدن أن القوات الأمريكية ليست ولن تشارك في صراع مع روسيا بأوكرانيا، لكنها ستدافع عن حلفائها في الناتو وتطمئن هؤلاء الحلفاء في الشرق.