حاول سكان العاصمة الأوكرانية «كييف»، مع بدء اليوم الثانى من الهجوم الروسى على أوكرانيا، الفرار من العاصمة، فيما وقف آخرون فى طوابير طويلة قرب المتاجر لتخزين السلع الأساسية أو سحب الأموال من المصارف، وسط تزايد علامات التوتر مع تحليق طائرات فى سماء المدينة وسماع دوىّ انفجارات فى كل أرجائها، بعد أن دوّت صفارات الإنذار فى الساعات الأولى من صباح اليوم، وفقاً لـ«رويترز».

وصمم معظم سكان العاصمة الأوكرانية على مغادرة المدينة إلى الأمان النسبى فى غرب أوكرانيا، بعد أن فاجأ التحرك الروسى البعض فى المدينة التى يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة، وحمل البعض حقائب أثناء البحث عن وسيلة لمغادرة المدينة إما بالحافلات أو السيارات أو الطائرات، فيما قال شهود عيان لـ«رويترز» إن حركة المرور توقفت على الطريق الرئيسى المؤدى إلى مدينة لفيف الغربية البعيدة عن المناطق التى قد تتعرض للهجوم.

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، اليوم، أن البطاقات الائتمانية وبطاقات الخصم لا تزال تعمل فى «كييف»، وتشكلت طوابير طويلة عند أجهزة الصرف الآلى، ووثقت أيضاً محاولات النزوح وانتظار السيارات فى الدور لتعبئة الوقود.

ويقول نيكيتا (34 عاماً)، الذى يعمل فى مجال التسويق، وهو ينتظر فى طابور طويل عند متجر سوبر ماركت وقد امتلأت عربة التسوق بجانبه بزجاجات مياه عن آخرها: «لم أتوقع ذلك، وحتى صباح اليوم كنت أعتقد أنه لن يحدث شىء»، بحسب «رويترز». بينما تقول أولجا (36 عاماً)، المدرّسة فى معهد كييف للبوليتكنيك: «سمعتُ دوىّ الانفجارات بالقرب من المبنى الذى أسكن فيه فحزمت حقائبى بسرعة وأخذت كل شىء معى تقريباً»، وفقاً لشبكة «فرانس 24».

انتعاش في الأسهم العالمية بعد 24 ساعة من الحرب

وفى سياق متصل، أشعل الهجوم الروسى على الأراضى الأوكرانية، أمس الأول، موجة ذعر واسعة النطاق بكل أسواق المال العالمية، وتذبذبت أسواق الأسهم، وأصبحت أسواق السلع بلا ضابط، إلا أنه بعد 24 ساعة من الهجوم الروسى، انتعشت أسواق الأسهم العالمية نسبياً أمس، بعد الخسائر الفادحة المتراكمة، لكن أجواء السوق لا تزال غير واضحة ومرتبطة بتطورات الغزو الروسى لأوكرانيا.

وبدأت أسعار النفط، أمس، تستقر بعد ارتفاعها الحاد مع بداية الهجوم، وتجاوز خاميه الأساسيين 100 دولار للمرة الأولى منذ صيف عام 2014. بينما تراجعت أسعار القمح فى التعاملات الأوروبية، أمس، غداة سعر قياسى عند الإقفال الخميس، فيما تُعتبر روسيا وأوكرانيا من أكبر منتجى القمح فى العالم. وحذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولى كريستالينا جورجييفا من أن النزاع الذى تسبب فى تراجع أسواق الأسهم الأوروبية وارتفاع أسعار السلع، يشكل «خطراً اقتصادياً كبيراً على المنطقة والعالم».

«العمدة»: البورصة المصرية تأثرت

فيما قال الدكتور كريم العمدة، الخبير الاقتصادى، لـ«الوطن»، إن ما يحدث فى أوكرانيا «ليس حرباً، لكنه عملية عسكرية سريعة، بسبب عدم وجود توازن أو تكافؤ بين الجانبين»، موضحاً أن البورصة المصرية تأثرت بهذه الحرب بشكل مبالغ فيه.