ارتفعت أسواق الأسهم العالمية أمس بعد الخسائر الفادحة المتراكمة منذ بداية الأسبوع، لكن أجواء السوق لا تزال غير واضحة ومرتبطة بتطورات الغزو الروسي لأوكرانيا.
وارتفع مؤشر الأسهم الرئيس في أوروبا أمس بعدما وصل إلى أدنى مستوياته خلال تسعة أشهر، متأثرا بصعود في أواخر معاملات بورصة وول ستريت أمس الأول مع تصيد المستثمرين أسهما تراجعت أسعارها عقب عمليات بيع مكثفة هذا الأسبوع، وسط أجواء قلق من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبحسب "رويترز"، ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.8 في المائة بعدما سجل أدنى مستوى منذ أيار (مايو) الماضي في الجلسة السابقة. وأنهى المؤشر الأسبوع على انخفاض حاد.
كانت الأسهم الأمريكية أغلقت على ارتفاع الخميس في اتجاه معاكس لما كانت عليه بعدما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عقوبات جديدة قاسية على روسيا، وقال بعض المحللين "إن الإجراءات لم تكن بالشدة التي كانت السوق تخشاها".
إلا أن وضع السوق ظل هشا، وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية.
وفي أوروبا، قادت شركات صناعة السيارات المكاسب الصباحية، وقفزت أسهم "بورشه" و"فولكسفاجن" بأكثر من 4 في المائة بعد أن أوضحت الشركتان تفاصيل إدراج محتمل لأسهم "بورشه".
وهبط سهم "سويس ري لإعادة التأمين" 5.5 في المائة مع تحقيق الشركة أرباحا أقل من المتوقع لـ2021.
وبحسب "الفرنسية"، ارتفعت بورصات باريس 0.91 في المائة ولندن 1.47 في المائة وفرانكفورت 0.62 في المائة وميلانو 0.30 في المائة خلال التعاملات أمس. أما بورصة موسكو، فبعد خسارة تجاوزت 30 في المائة الخميس، ارتفعت الجمعة 20 في المائة.
وجاء تحسن البورصات بدفع من "وول ستريت" التي فتحت الخميس على انخفاض حاد لكن مؤشراتها الثلاثة الكبرى أقفلت على ارتفاع بلغ 0.25 في المائة لـ"داو جونز" وأكثر من 3 في المائة لـ"ناسداك" و1.50 في المائة لـ"إس آند بي 500" الأوسع 1.50 في المائة.
وبدفع من "وول ستريت" أيضا سجلت البورصات الآسيوية في جلساتها الجمعة ارتفاعا.
ومن أسباب الانتعاش في المؤشرات، ذكر جون بلاسار الخبير في الاستثمار في مجموعة "ميرابو"، "السعي عن صفقات جيدة"، وكذلك الخطاب الذي "يعد معتدلا" للرئيس الأمريكي جو بايدن.
وتستهدف العقوبات الغربية بشكل أساسي قطاعي المال والتكنولوجيا الروسيين، لكنها تستثني المحروقات والحد من الوصول إلى شبكة سويفت بين المصارف.
لكن إيبك أوزكارديسكايا المحللة في مصرف "سويسكوت" ترى في ذلك "تقلبا كبيرا ناجما عن بيئة شديدة التوتر". وقالت "من المستحيل تحديد اتجاه السوق في الدقائق الخمس المقبلة. الشيء الوحيد المؤكد هو عدم اليقين".
وقال محللو مجموعة "أموندي" في مذكرة "إن الأسواق العالمية لم تتوقع سيناريو حرب، وهي تتكيف الآن مع حجم هذا العمل العسكري".
وتشكل مكافحة ارتفاع الأسعار أولوية لدى المصارف المركزية منذ أسابيع.
واستأنفت أسعار أسهم المجموعات الكبرى للمعادن ارتفاعها ومن بينها "إيفراز" (38 في المائة) و"بوليميتال" (6.71 في المائة) في لندن و"ارسيلور ميتال" (3.59 في المائة) في باريس.
وسجلت أسعار أسهم المصارف الروسية التي تراجعت الخميس، تحسنا محدودا، ومن بينها سبيربنك "3.62 في المائة".
لكن القطاع الأوروبي ظل هشا على غرار مصرف سوسييتيه جنرال الموجود في روسيا، خسر 0.97 في المائة في باريس بعد انخفاض نسبته أكثر من 10 في المائة الخميس.
وفي الصين القارية، بدأت أسواق الأسهم جلسة الجمعة على ارتفاع بعد انخفاضها الحاد الخميس.
وسجلت بورصة شنغهاي ارتفاعا 0.45 في المائة لتصل إلى 3445.34 نقطة وبورصة شنتشن 0.85 في المائة إلى 2301.92 نقطة.
في هونج كونج وفي المبادلات المبكرة كان مؤشر البورصة "سينج" المركب مستقرا بعد تقدمه 6.54 نقطة إلى 22908.1 نقطة.
وفي اليابان، أوقفت الأسهم اليابانية سلسلة خسائر استمرت خمس جلسات أمس بدعم من أسهم التكنولوجيا ذات الثقل وبعد انتعاش كبير في "وول ستريت" البارحة الأولى.
وصعد مؤشر نيكاي القياسي 1.95 في المائة ليغلق عند 26476.50 نقطة، لكنه تراجع 2.3 في المائة خلال الأسبوع.
وزاد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1 في المائة إلى 1876.24 نقطة لكنه تراجع 2.5 في المائة خلال الأسبوع.
وقادت الأسهم المرتبطة بالرقائق الارتفاعات، فصعد سهم طوكيو إلكترون 5.79 في المائة وأدفانتست 7.71 في المائة. وزاد سهم مجموعة سوفت بنك التي تستثمر في قطاع التكنولوجيا 5.56 في المائة.
وارتفع سهم شركة خدمات المنصات الطبية إم3 بنسبة 5.37 في المائة.
وهبطت أسهم البنوك وشركات التأمين 2.21 و3.27 في المائة على التوالي بعد انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية البارحة الأولى.
وفي كوريا الجنوبية، بلغ مؤشر سوق الأوراق المالية الكورية الجنوبية "كوسبي" 2676.76 بزيادة 27.96 نقطة 1.06 في المائة عند الإغلاق أمس.
بينما مؤشر كوريا الآلي لتحديد الأسعار للمتعاملين في الأسهم "كوسداك" بلغ 872.98 بزيادة 24.77 نقطة 2.92 في المائة عند الإغلاق.
وعربيا، استقرت أسواق الأسهم في الإمارات أمس، تماشيا مع ارتفاع الأسهم العالمية، إذ رحب المستثمرون في جميع أنحاء العالم بالعقوبات الغربية المنسقة ضد روسيا التي استهدفت البنوك، لكنها تركت قطاع الطاقة في موسكو دون مساس إلى حد كبير.
كان الهجوم الروسي، عبر البر والبحر والجو، الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ما دفع عشرات الآلاف إلى الفرار من منازلهم، بينما هزت الانفجارات وإطلاق النار المدن الرئيسة الأوكرانية.
وفي دبي، ارتفع مؤشر الأسهم الرئيس 1.2 في المائة بعد يوم من تسجيله أكبر انخفاض يومي له في شهر.
وارتفع سهما بنك دبي الإسلامي وإعمار العقارية 2.7 في المائة و1.6 في المائة على الترتيب.
واستقرت سوق الأسهم في دبي بعدما هوت الخميس فيما يقيم المستثمرون بحذر تأثير الصراع في أوكرانيا في الاقتصاد العالمي.
وزاد مؤشر أبو ظبي 0.4 في المائة مدعوما بقفزة 0.6 في المائة في أسهم بنك أبوظبي الأول، أكبر بنك في البلاد.
ومع هذا، خسر كلا المؤشرين 4 في المائة حتى الآن هذا الأسبوع.
وقال مصدران مطلعان لـ"رويترز"، "إن مجلس أبوظبي للاستثمار المدعوم من الدولة وشركة الأسهم الخاصة الأمريكية لايم روك بارتنرز يدرسان بيع حصتهما في شركة أويل سيرف لخدمات حقول النفط ومقرها دبي".
وقال المصدران - اللذان طلبا عدم نشر اسميهما لأن الأمر غير معلن - "إن مجلس أبوظبي للاستثمار المملوك لشركة مبادلة للاستثمار الحكومية وشركة لايم روك بارتنرز يدرس خيارات لاستثماراتهما".
وأضاف المصدران أن "المناقشات ما زالت في مراحل مبكرة للغاية، ويفكر الطرفان في خيارات مثل البيع أو الطرح العام الأولي".
وفي الأردن، انخفض الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية 1.45 في المائة، لينهي تداولات الأسبوع عند مستوى 2130.7 نقطة.
وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمّان خلال الأسبوع الماضي نحو 4.8 مليون دينار أردني مقارنة بـ6.4 مليون دينار أردني الأسبوع السابق، بنسبة انخفاض 24.4 في المائة، فيما بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي نحو 24 مليون دينار أردني، مقارنة بـ31.8 مليون دينار للأسبوع السابق.
أما عدد الأسهم المتداولة التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع المنصرم فبلغ 20.3 مليون سهم، نفذت من خلال 13086 صفقة.