صفحات كتابية 12 …” صوت الله “
صفحات كتابية 12 …” صوت الله “
هأنذا واقف علي الباب وأقرع.
أن سمع أحد صوتي وفتح الباب,
ادخل إليه وأتعشي معه وهو معي (رؤ3:14).
الكتاب المقدس يمتلئ بفعل السمع أو الاستماع, منها:
+ في العهد القديم: أميلوا آذانكم وهلموا إلي. اسمعوا فتحيا أنفسكم. وأقطع لكم عهدا أبديا, مراحم داود الصادقة (إش55:3) وفي صموئيل الأول: هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة, والإصغاء أفضل من شحم الكباش (1صم15:22).
+ وفي العهد الجديد: اليوم, إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم (مز95:9).
+ خلاصة هذه الآيات أن الله يتكلم, ولكن من يسمعه؟!
+ كلمة اسمعوا أو فعل السمع مرادف للطاعة, ولأن هذا الفعل تكرر كثيرا في الكتاب المقدس, تكون طاعة صوت الله هي من أولويات حياة الإنسان المسيحي.
أولا:ـ ما هو صوت الله؟
1- صوت الله في العهد القديم كان من أجل الإرشاد والتوجيه.
2- كانت وسيلة صوت الله في العهد القديم الشريعة المكتوبة وأصوات الأنبياء.
3- في العهد الجديد استمر صوت الله يصل للبشر من خلال الأسفار المقدسة والكنيسة وآبائها, لأن روح الله يعمل كل يوم.
ثانيا:ـ كيف نسمع صوت الله؟
1- طاعة إيمانية: بالرغم من صعوبة الأحداث المحيطة بنا.. هل كان أبونا إبراهيم يعرف المكان الذي طلب منه الله أن يذهب إليه؟! أو لديه فكرة عن إمكانيات المكان؟! (تكوين 12).
2- انفتاح قلبي: ليديا بائعة الأرجوان, امرأة من قمة السلم الاجتماعي في مدينة فيلبي, عندما استمعت إلي بولس الرسول فتحت قلبها فصارت أول مؤمنة في مدينة فيلبي (أع16).
3- عمل بالوصية: الحياة المسيحية حياة عمل, حياة فعل, فالسيد المسيح علمنا العمل, تعمل بما استجبت له إيمانيا وفتحت له قلبك.
ثالثا:ـ أسباب عدم سماع صوت الله
1- غلظة القلب: أو بمعني أصح قلبه ليس فيه محبة, والمثال القريب هو مثال الشاب الغني. قال: ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟. فنظر إليه يسوع وأحبه, وقال له: يعوزك شيء واحد: اذهب وبع كل ما لك وأعط الفقراء, فيكون لك كنز في السماء, وتعال اتبعني حاملا الصليب (مر10:21), فيقول عنه الكتاب: إنه مضي حزينا. ولا نعرف كيف انتهت حياته!
2- الكبرياء: أحيانا الإنسان لا يري إلا ذاته ولا يسمع إلا ذاته.. وأقرب مثال هم الكتبة والفريسيون الذين رأوا حقائق كما في قصة شفاء المولود أعمي (يوحنا9) ومع ذلك بدأوا يحققون معه.
3- العناد: أمر مدمر في حياة أي خادم أو بيت أو في كنيسة من الكنائس.
4- الخوف: مثال بيلاطس الذي عرضت عليه القضية, وهو لم يستطع أن يحكم, وغسل يديه, ولكنه لم يستمع بسبب الخوف.
رابعا:ـ مواصفات صوت الله
1- قريب جدا: قد يتكلم إليك الله من قرب إنسان إليك, أو من طفل صغير, وربما من الشريك أو من الصديق. هو فعلا علي الباب يقرع والباب هو باب القلب والقلب هو كيان الإنسان, قريب جدا.. الله يقرع وينتظر الاستجابة.. لذلك عندما تكون حاضرا في قداس أو اجتماع, كن في غاية الإصغاء فقد تأتي لك كلمات الله في رسالة.. فلا تضيع الفرصة.
2- يشتاق للإنسان: كم من مرة قرع الله علي باب قلبك؟ كم من مرة قرأت ووجدت رسالة؟ أعلم أيها الحبيب أن صوت الله يشتاق إليك دائما.
+ إن قرعات الله تختلف. هناك قرعات رقيقة.
+ وله أيضا قرعات شديدة كالتجارب وأحيانا المرض أو المشاكل والمتاعب, كلها طرق لصوت الله المشتاق إليك.
3- مستعد أن يعمل معك جدا: لن يعاتبك لتأخرك أو معرفتك له في آخر سنين عمرك أو بعد أن عشت الحياة طولا وعرضا.. بل إن من حلاوة صوت الله أنه لا ينظر إلي الماضي, هو يبدأ صفحة جديد كما نصلي كل يوم فلنبدأ بدءا حسنا.
+ فصوت الله يأتيك بحب, يأتيك بشوق, يأتيك باستعداد للعمل معك, فلا تهمل صوت الله, وأعط فرصة لصوت الله أن يتكلم.
تدرب وأنت تصلي أن تجعل في صلواتك فترات صمت, لكي تعطي فرصة لله أن يتحدث إليك.