هاتف رئيس أوكرانيا تحول إلى سلاحه الأقوى في مواجهة الغزو الروسي


أصبح هاتف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي لا ينقطع ولا يكف عن استخدامه، السلاح الأكثر فاعلية بالنسبة له لبلاده الذي دخل يومه الخامس.

وعبر سلسلة من المكالمات الهاتفية من كييف المحاصرة، استطاع زيلينسكي إقناع الغرب بالموافقة على مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا، لم يكن من الممكن تصورها قبل أسبوع، ولم تكن واردة قبل ذلك لأسباب عدة.

وبجانب تواصله الدائم مع القادة الغربيين، يستخدم زيلينسكي تويتر الخاص به مرة لإقناع حلفائه، ومرة لتشجيعهم، وأخرى لتوبيخهم، أو الثناء عليهم.

ونقلت صحيفة "الغارديان" عن مكتب أحد القادة الغربيين: "نحن نخشى منه. قد لا يتمكن في النهاية من إنقاذ أوكرانيا، أو تغيير روسيا، لكنه يغير أوروبا".

السبت على سبيل المثال، قال زيلينسكي إنه افتتح يوما آخر على خط المواجهة الدبلوماسية بمكالمة هاتفية مع إيمانويل ماكرون، تلاها مع تقدم اليوم بمكالمات مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، ورئيس سويسرا، إغنازيو كاسيس، ورئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا، والرئيس البولندي أندريه دودا، وأخيراً رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

وفي اليوم السابق، كان عدد المكالمات متشابها، وكلها ركزت على طلبات الأسلحة وفرض عقوبات أكثر صرامة، مما يثير التساؤلات حول كيفية تمكن زيلينسكي من إجراء كل هذه المكالمات، وحشد الجبهة الداخلية، وتوجيه جيشه، في آن واحد.

وحسب "غارديان"، ربما كان من الصعب فهم كيف ينام زيلينسكي مع كل ذلك، لكن مكالماته الهاتفية أنتجت مكافآت ذهبية وساعدت في تحول مواقف بعض الدول.

ما يدل على ذلك، هو رؤية كيفية تغير موقف ألمانيا، في غضون أسبوع، بما يقترب من 180 درجة، من مسألة مبيعات الأسلحة إلى أوكرانيا، وتعهد بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، والموافقة على قطع روسيا عن نظام سويفت المصرفي.

هذه المجموعة من التغيرات غير العادية في السياسة، تمثل نقطة تحول في عقلية ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي إيطاليا، أكد رئيس الوزراء، ماريو دراغي، في وقت سابق من الأسبوع، على الحاجة إلى حلول طويلة الأجل ضرورية لفطم بلاده عن الغاز الروسي، وأدرك أن المعارضة السياسية السابقة لاتخاذ إجراءات فورية أكثر صرامة قد تبخرت.

والأحد، قال ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: "نحن أمام لحظة تاريخية لأن الحرب أصبحت على أبوابنا"، مشيرا إلى أنه تقرر تقديم 450 مليون يورو مساعدات عسكرية فتاكة لأوكرانيا و50 مليون يورو مساعدات عسكرية غير فتاكة"، واضعا حدا "لمسألة كانت تعتبر من المحرمات وتقوم على امتناع الاتحاد الأوروبي عن توفير أسلحة لأطراف متحاربة".

ويرى البعض بأن زيلينسكي، من خلال حنكته، سلم المبادرة إلى دول مثل المملكة المتحدة وكندا وفرنسا للتأثير على الآخرين لقبول إمكانية عزل روسيا عن أنظمة المدفوعات سويفت ليلة السبت، في حين لا تزال بعض العقوبات الأكثر صرامة في الجيب الخلفي.

ورغم اعتراف البعض في الغرب بأن فرص الجيش الأوكراني في الصمود أمام القوات الروسية المتفوقة على المدى الطويل محدودة، فإن الهدف الحقيقي هو رفع الثمن الذي يدفعه بوتين اقتصاديا وسياسيا، مقابل ذلك، إلى درجة تجعله مجبرا على إدراك أنه لا يستطيع الفوز بشروطه.

طباعة
تاريخ الخبر: 2022-02-28 18:18:08
المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

بانجول.. المغرب والـ “إيسيسكو” يوقعان على ملحق تعديل اتفاق المقر

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-05 18:25:06
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية