أصدر مجلس الأمن الدولي الاثنين، بدعم من دولة الإمارات، قراراً يوسّع الحظر على إيصال الأسلحة إلى اليمن ليشمل جميع الحوثيين المتحالفين مع إيران، بعدما كان مقتصراً على أفراد وشركات محدّدة.

واعتبر القرار، الذي صوّتت لصالحه 11 دولة بينما امتنعت 4 دول عن التصويت هي النرويج والمكسيك والبرازيل وإيرلندا، الحوثيين "جماعة إرهابية"، وذلك للمرة الاولى.

وفسّر دبلوماسيون تصويت روسيا المقرّبة من إيران التي تدعم الحوثيين، لصالح القرار على أنه "ثمرة اتفاق" بين موسكو وأبو ظبي هدفت موسكو عبره لضمان امتناع الإمارات عن التصويت في مجلس الأمن ضد الغزو الروسي لأوكرانيا الخميس الماضي.

وكانت الإمارات امتعنت عن التصويت على القرار الذي قوبل بفيتو روسي، إلى جانب الهند والصين، وفسّرت قرارها بانه نابع من رغبتها في عدم تأييد أي طرف في النزاع، داعية إلى حل دبلوماسي.

وينص القرار الذي صاغته المملكة المتحدة ويمدّد حظر الأسلحة حتى 28 فبراير/شباط 2023، على أنّ "الكيان المحدد في ملحقاته (الحوثيين) سيخضع لإجراءات تتعلق بحظر الأسلحة المفروض على اليمن منذ عام 2015".

واعتبرت البعثة الإماراتية لدى الامم المتحدة، في تغريدة على تويتر، أن القرار "سيحد من القدرات العسكرية للحوثيين ويدفع نحو وقف تصعيدهم في اليمن والمنطقة. كما أنه سيمنع أنشطتهم العدائية ضد السفن المدنية والتهديدات لخطوط الشحن والتجارة الدولية".

ووفقاً لمصدر دبلوماسي، يُعتبر توسيع نطاق الحظر مهما على الصعيد السياسي، لكنه لن يغيّر الكثير من الامور من الناحية العملية بالنسبة إلى الحوثيين الذي يسيطرون على مناطق واسعة في اليمن بينها العاصمة صنعاء.

وانتُخِبت الإمارات، الدولة النفطية الثرية الطامحة إلى لعب دور سياسي أكبر على الساحتين الاقليمية والدولية، عضواً في مجلس الأمن لعامي 2022 و2023، وستتولّى رئاسة مجلس الأمن الدولي لمدة شهر ابتداءً من الثلاثاء.

وتعرّضت الإمارات مؤخراً لهجمات من الحوثيين بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، تمكّنت دفاعات الدولة الخليجية من إسقاطها، لكنّ الهجوم الاول تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص في العاصمة أبو ظبي.

وغالباً ما يهاجم الحوثيون السعودية كذلك، وقد تسببت هجماتهم بمقتل وإصابة عشرات المدنيين في المملكة. وتتهم منظمات حقوقية أطراف النزاع اليمني كافة بارتكاب "جرائم حرب".

ويدين القرار 2140 "بشدة الهجمات العابرة للحدود التي تشنها جماعة الحوثي الإرهابية، بما في ذلك الهجمات على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وضرب المدنيين والبنية التحتية المدنية، ويطالب بالوقف الفوري لمثل هذه الهجمات".

ووفقاً للأمم المتحدة، لقي حوالي 380 ألف شخص مصرعهم في النزاع في اليمن معظمهم بسبب العواقب غير المباشرة مثل نقص مياه الشرب والجوع والأمراض بينما نزح ملايين آخرون.

والإمارات عضو في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويقاتل الحوثيين في اليمن منذ 2015، إلا أنها أعلنت سحب قواتها منه في 2019، لكنها تبقى لاعباً مهماً.

TRT عربي - وكالات