كشفت صحيفة عبرية الثلاثاء أن مسؤولين أمريكيين أخبروا تل أبيب بأن الإدارة الأمريكية ستنظر بإيجابية إلى تزويد إسرائيل أوكرانيا بالسلاح لمواجهة الغزو الروسي استجابة لنداء صريح وجهه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن إسرائيل وعلى الرغم من الإشعار الأمريكي لا تزال حذرة وتحظر تزويد أيّ من أطراف النزاع في أوروبا بالسلاح، وقد اكتفى رئيس الوزراء نفتالي بينيت بالتأكيد أن تل أبيب سترسل مساعادت إنسانية لأوكرانيا.

وذكرت أن المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن خيبة أملهم، لكنهم قالوا: "لن نضغط أكثر من هذا".

وتقول الصحيفة إن "إسرائيل تخشى اتخاذ موقف أو إجراء من شأنه أن يجعلها تُصنّف كأنها أخذت جانباً في هذه الحرب مع إحدى الجهات. بوضوح أكثر إسرائيل تخشى إغضاب الرئيس فلاديمر بوتين".

وتشير رغم ذلك إلى أنه ومع مرور الوقت تزداد الرقابة العالمية على الموقف الإسرائيلي "سواءً داخل إسرائيل نفسها ومن قبل الولايات المتحدة".

الرئيس الأوكراني يرتدي خوذة من صناعة إسرائيلية (ynet.co.il)

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أعلن الاثنين أن إسرائيل ستنضم إلى إدانة روسيا في الأمم المتحدة، لكن مسؤولاً إسرائيلياً رفيع المستوى قال "كلهم يعرفون أن هذا قليل ومتأخر، علينا أن نفعل أكثر من ذلك بكثير، توجد دول لديها ما تخسره أكثر منّا ورغم ذلك تتخذ موقفاً واضحاً".

وأضاف: "ألمانيا على سبيل المثال غيّرت مواقفها المعتادة وبدأت تزويد أوكرانيا بالسلاح، لكن إسرائيل التي تحاول دائماً تذكير الآخرين بأنهم لم يقفوا إلى جانبها أو إلى جانب الشعب اليهودي في أيامه المظلمة، والتي لديها قدرة على أن تساعد أوكرانيا بالسلاح على الأقل والدفاع عنها، تفعل كل ما بوسعها كي لا تفعل شيئاً".

وكشف رونين بيرغمان الصحفي في "يديعوت" أن أوكرانيا كثّفت خلال الأشهر الماضية طلبها من إسرائيل تزويدها بالسلاح والوسائل التكنولوجية المتطورة، ولكن غالبية هذه الطلبات لم تحدث الاستجابة لها بسبب الحساسية المتعلقة بالجاليات اليهودية وكذلك حاجة إسرائيل الماسة إلى التنسيق مع روسيا في الأراضي السورية.

وفي أغسطس/آب الماضي وصل إلى تل أبيب وفد أوكراني رفيع المستوى لعقد صفقات وسائل دفاعية، وطلب الوفد لقاء مسؤولين في شركة "ألبيت" للصناعات الدفاعية للحصول على طائرات مسيرة هجومية، لكن الوفد لم يحصل على موافقة.

ووافقت وزارة الدفاع الإسرائيلية على بيع بعض أنواع السلاح الدفاعي لأوكرانيا فقط، من ضمنها خوذ للجيش الأوكراني، وقد ظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخراً وهو يرتدي واحدة منها وهي من صناعة شركة "حاجور" الإسرائيلية.

وطلب الوفد الأوكراني الرفيع أيضاً عقد لقاءات مع ممثلين عن شركات تكنولوجية إسرائيلية كبيرة من ضمنها شركة " NSO" المصنعة لبرنامج بيغاسوس التجسسي سيئ السمعة، وذلك لشراء برامج تساعد بجمع المعلومات حول غزو روسي محتمل، لكن وزارة الدفاع الإسرائيلية رفضت حتى السماح لأعضاء الوفد بعقد اجتماع حول الموضوع.

وبعد شهر من هذه الزيارة وعندما زار الرئيس الأوكراني واشنطن جرى بحث تزويد كييف بمنظومة القبة الحديدية الدفاعية الإسرائيلية، ولكن تقول "يديعوت" إن "إسرائيل أبدت خشيتها معارضة روسيا وأوضحت ذلك للإدارة الأمريكية، ما دفع أوكرانيا إلى التنازل عن هذا الطلب".

وتقول الصحيفة إن "الخشية في إسرائيل من مواجهة مع روسيا تزايد مؤخراً، إذ كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي أن الروس ضاعفوا خلال الأيام الأخيرة تحليق طائراتهم على الحدود بين سوريا وجاراتها، لكن حرية العمل الإسرائيلي في سوريا لا تزال حتى الآن قائمة، بيد أن إسرائيل ترى الخطوات الروسية بأنها مساعي لاستعراض عضلات أمام أمريكا وحلف الناتو في ظل التوتر في أوروبا، وترى أن بوتين من خلال هذا الاستعراض يحاول الربط بين ما يجري في الشرق وما يجري بأوروبا".

وتشير يديعوت إلى أن الرئيس الأوكراني طلب مرة أخرى من إسرائيل أن تزود بلاده بالسلاح، وذلك بعدما عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الوساطة بين زيلينسكي وبوتين.

وحسب الصحيفة فقد أكد الرئيس الأوكراني أن بلاده بحاجة إلى صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ مضادة للدروع، "ولكن في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يحيطون بسرية تامة الطلبات الأخرى التي تقدم بها الرئيس الأوكراني، وقد أكد بينيت أن إسرائيل لا تزال تحافظ على التوازن في التعامل مع الطرفين".

TRT عربي - وكالات