تباينت آراء اقتصاديين حول أثر العقوبات، التي فرضتها الدول على روسيا ما بين مَن وصفها بأنها مؤثرة، وآخر يرى أنها جزئية، واتفقوا على جانبين الأول أثرها المباشر على الروبل الروسي، وأيضاً على اتخاذ روسيا العديد من التدابير المسبقة، التي تحد من تلك الآثار.
وأكدوا خلال حديثهم لـ «اليوم» احتمالية انكماش الاقتصاد الروسي بنسبة 20 % بالربع الثاني من هذا العام، محددين 3 مستويات للعقوبات الاقتصادية، التي تم فرضها كان أقواها إقصاءها من نظام السويفت المالي، ووقف الطيران لأكثر من 37 وجهة، وأيضاً عقوبات طالت شخصيات روسية بارزة.
وأكد المتخصص في العلاقات الدولية د. لؤي الطيار أنه في حال تطبيق العقوبات على روسيا سيكون هناك أثر جزئي على اقتصادها، خصوصاً على عملتها الروبل، التي قوبلت بإجراء تاريخي روسي أعلن عنه البنك المركزي الروسي لتحقيق الاستقرار المالي في البلاد لدعم العملة الروسية الروبل وتوفير الاستقرار المالي في روسيا، وحماية ودائع المواطنين الروس.
وتوقع عدم تطبيق العقوبات بشكل كبير على روسيا أو بشكل كامل لكل العقوبات، التي تم الإعلان عنها بسبب الوزن والثقل العالمي للاقتصاد الروسي، مشيرا إلى أن الاكتفاء الروسي من الاحتياطات النفطية وقطاع الطاقة بشكل عام وقطاع الأغذية يجعل منها درع حماية للتصدي لمعظم تلك العقوبات، إضافة إلى أن روسيا لديها تدابير مسبقة وخيارات اقتصادية وصناعية متعددة، بالإضافة إلى قوتها العسكرية كأحد أقوى دول العالم.
وقال الباحث الاقتصادي والتقني عبدالعزيز التركي إن حزمة العقوبات الاقتصادية تجعل القيادة الروسية تواجه ضغوطا تجعل احتمالية انكماش الاقتصاد الروسي بنسبة 20 % بالربع الثاني من هذا العام واقعية حسب ما يرى محللو بنك JP Morgan، مشيرا إلى أن أقسى العقوبات كانت إقصاء روسيا من نظام الحوالات الدولية «SWIFT» إذ يعد هذا النظام هو الرابط بين الدول في الحوالات الدولية وإقصاء روسيا من هذا النظام بمثابة عزلها ماليًا عن غالبية الدول، التي تعتمد على هذا النظام العالمي في الحوالات.
وأضاف إن من ضمن تداعيات العزل كان هبوط سعر العملة الروسية «الروبل» بعد إعلان القرار بنسبة وصلت لـ 41 % للعملة مقابل الدولار مما جعل البنك المركزي الروسي يرفع نسبة الفائدة في محاولة لإنقاذ توازن سعر العملة، وفي نظرة سابقة تم طرد إيران من نظام السويفت عام 2012، وأثر ذلك فيها مباشرة، سواءً في صادراتها النفطية أو اقتصادها المباشر، ومن الواضح أنه سيكون له أثر سلبي في الاقتصاد الروسي، ولكن ذلك لم يُسقِط إيران واقتصادها لم ينهَر أو حتى يدفع النظام الإيراني إلى تغيير موقفه.
ونوه بأن تعطل خدمة الدفع الإلكتروني ApplePay لدى روسيا في اليوم التالي لقرار الحظر إذ إن تلك الخدمة تندرج تحت مظلة الحوالات الدولية لنظام السويفت العالمي، مشيرا إلى أن ثاني العقوبات تأثيرًا كان منع شركات الطيران الروسية من التحليق فوق دول الاتحاد الأوربي وكندا، حيث يشكل المنع توقف الطيران الروسي الوطني والتجاري لأكثر من 37 وجهة في هذه الدول، فيما شملت ثالث العقوبات المفروضة على روسيا، التي طالت شخصيات بارزة وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف لدى البنوك الأوروبية.
وقال المستشار الاقتصادي د. سالم باعجاجة إنه بعد فرض كل من الولايات الأمريكية والاتحاد الأوروبي واليابان وبريطانيا وكندا عقوبات صارمة على روسيا وهي تجميد الأصول في بعض البنوك الروسية في إجراءات لردع روسيا من القيام بأعمال تجارية، فإن عددا من البنوك والشركات الروسية ستتأثر من هذه العقوبات مما يضع الاقتصاد الروسي تحت ضغط من أجل أن تتوقف الحرب في أوكرانيا.
