بعد خمسة أيام من القصف الشرس، والهجوم الروسي الذي يتقدّم من ثلاث جهات لإسقاط العاصمة كييف، قدمت أوكرانيا رسمياً طلب انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، إذ وقّع الرئيس الأوكراني طلب الانضمام الاثنين، مطالباً بروكسل بالاستجابة "الفورية" له.

وقال زيلينسكي في خطاب عقب توقيعه: "نناشد الاتحاد الأوروبي ضمّ أوكرانيا فوراً إلى الاتحاد الأوروبي، عبر إجراء خاصّ جديد، هدفنا أن نكون معاً في صف جميع الأوروبيين، والأهمّ أن نكون على قدم المساواة. أنا متأكد من أن ذلك منصف وممكن".

فيما تبقى نداءات زيلينسكي معلقة بقرار الدول الـ27 الأعضاء، مع دعوة ثمانية منها بروكسل إلى الاستجابة. يأتي هذا الطلب في خضمّ الحرب التي تعيشها البلاد كمحاولة لوضعها تحت الحماية المباشرة للاتحاد، وكورقة ضغط على موسكو خلال المفاوضات الجارية معها.

طلب تحت القصف

وخاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي البرلمان الأوروبي يوم الثلاثاء، داعياً نوابه إلى دعم بلاده أكثر ضد العدوان الذي تتعرض له، حاثّاً إياهم على الاستجابة الفورية لطلب بلاده الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال زيلينسكي للبرلمان الأوروبي: "الاتحاد الأوروبي سيكون أقوى بكثير معنا، هذا مؤكَّد. من دونكم ستكون أوكرانيا وحيدة". مضيفاً بنبرة مستجْدِية: "أثبتوا أنكم معنا وأثبتوا أنكم لن تسمحوا لنا بالرحيل وأثبتوا أنكم أوروبيون حقاً، ومن ثم ستنتصر الحياة على الموت وسينتصر النور على الظلام. المجد لأوكرانيا".

وأوضح مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي الاثنين، أن زعماء الاتحاد قد يناقشون احتمال ضمّ أوكرانيا خلال قمة غير رسمية تُعقَد يومَي العاشر والحادي عشر من مارس/آذار، معتبراً أن هذه القضية "مهمة لأوكرانيا في المناقشات مع روسيا بشأن إنهاء الصراع".

وبعث رؤساء إستونيا وبلغاريا والتشيك ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا، رسالة مفتوحة إلى المفوضية الأوروبية يناشدونها فيها بالموافقة على منح أوكرانيا عضوية الاتحاد على الفور وبدء مفاوضات لقبولها رسمياً.

وقال الرؤساء الثمانية في رسالتهم: "ندعو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى تقديم أقصى درجات الدعم لأوكرانيا ولتمكين مؤسسات الاتحاد الأوروبي من بدء خطوات فورية لمنح أوكرانيا عضوية الاتحاد وبدء عملية المفاوضات"، مشيرين في هذا السياق إلى أنهم "في هذه اللحظة الحرجة، نجدّد تأكيد تضامننا الكامل مع أوكرانيا وشعبها".

ورحَّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في حديثها مع يورونيوز الأحد، بفكرة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد، قائلة إن "الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى الترحيب بانضمام أوكرانيا إليه (...) والاتحاد يعمل على إدماج السوق الأوكرانية ضمن السوق الأوروبية الموحَّدة، لدينا تعاون وثيق للغاية، فأوكرانيا جزء من أوروبا، نتطلع إلى أن تكون ضمن التكتّل".

ماذا يعني طلب أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؟

يُعَدّ سعي أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أحد أبرز النقاط الخلافية في علاقاتها مع موسكو التي تعارض ذلك بشدة، وإحدى النقاط التي بدأت منها الأوضاع في البلاد تتدحرج نحو الحرب التي تعيشها حالياً، فيما يأتي تسريع طلب كييف انضمامها، ودعوتها الاتحاد إلى قبول طلبها فوراً، أداة تحاول بها حكومة زيلينسكي الضغط على الجانب الروسي خلال المفاوضات.

يؤكّد ذلك أيضاً قول مسؤول أوروبي: "أعتقد أن من المحتمَل أن يكون أحد أسباب أهمية هذا الأمر للرئيس زيلينسكي، المباحثات مع روسيا للتوصل إلى حل"، في إشارة إلى المحادثات لإنهاء الصراع التي بدأت أمس على الحدود الأوكرانية البيلاروسية.

فيما لا تسمح الآلية الحالية للاتحاد الأوروبي بتحقيق الانضمام الفوري لأوكرانيا، غير أن حدوث هذا الأمر سيفرض على الدول الأوروبية التدخل المباشر في الحرب الحاصلة، وفقاً لبند الدفاع المشترك بين الدول الـ27، الذي ينص على أنه على الأعضاء الآخرين مساعدة دولة إن كانت "ضحية لاعتداء مسلح على أراضيها".

ويضيف البند، كما هو منشور على موقع الاتحاد الأوروبي، أن "الدفاع المتبادَل مُلزِم لجميع دول الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك فإنه لا يؤثر في حياد بعض دول الاتحاد الأوروبي ويتوافق مع التزامات دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء في الناتو".

ووقّعَت أوكرانيا والاتحاد الأوروبي سنة 2014، اتفاقية شراكة تعزّز الاندماج الاقتصادي للبلاد مع نظيراتها الأوروبية، وتتضمن منطقة تجارة حرة عميقة وشاملة تغطّي الوصول الخالي من الرسوم الجمركية إلى السوق الأوكرانية والسوق الموحدة الأوروبية، والتدابير اللازمة لتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الأوكرانية وانضباطها للمعايير القانونية والاقتصادية للاتحاد الأوروبي.

TRT عربي