يظهر المصريون فى الغربة دائمًا كالبنيان المرصوص.. ففى أوقات الأزمات تتجلى قدرتهم على مد يد العون لبعضهم بعضًا وللآخرين، وقد أثبتت أزمة الحرب الأوكرانية الجارية مدى صلابة هذا الشعب، وكيف سارع أبناء المحروسة الموجودين فى الدول الحدودية لفتح منازلهم وتوفير ملاذات ومساكن آمنة لإخوتهم النازحين من ويلات الحرب فى أوكرانيا.

واستقبل المصريون أشقاءهم خاصة من الطلاب الدارسين فى الجامعات الأوكرانية، بكل ترحاب ومودة ونبل، موفرين لهم احتياجاتهم الكاملة من الإعاشة والمستلزمات الأساسية، محتضنين إياهم، حتى تتضح الأمور وتنتهى هذه الأزمة. «الدستور» تواصلت مع عدد من المصريين فى دولتى المجر ورومانيا الحدوديتين، والذين استقبلوا أو ساهموا فى استضافة عدد من الطلاب المصريين.

تادروس باسيلى: وفرنا معلومات دقيقة عن الطريق ووسائل المواصلات

قال تادروس باسيلى، طالب مصرى يدرس فى المجر، إنه وزملاءه كتبوا أرقام هواتفهم فى منشورات فى إحدى مجموعات موقع «فيسبوك» وعملوا على ترويجها وتعميمها، بحيث تصل إلى أكبر عدد من الطلاب المصريين الذين نجحوا فى العبور من الحدود الأوكرانية إلى حدود المجر، من أجل مساعدتهم واستقبالهم لحين توفير وسيلة آمنة لعودتهم سالمين إلى مصر. 

وذكر «باسيلى» أنه تواصل بالفعل مع عدد من هؤلاء الطلاب، وأدلى لهم بمعلومات دقيقة عن الحدود ووسائل المواصلات داخل المجر، وحين وصلوا إليه عمل على تسكينهم معه، وكذلك أصدقاؤه، فى الشقق التى يقطنون بها لحين تدبر أمورهم والعودة إلى مصر. 

وأضاف: «إحنا مجموعة كبيرة هنا من المصريين وبنحاول على قد ما نقدر إننا نساعد»، مشيرًا إلى أنهم يحاولون التواصل أيضًا مع مؤسسات أو كنائس أو أى مكان قادر على تقديم الخدمات للعائدين من أوكرانيا. وروى أن المجر جعلت ركوب القطارات والتاكسى مجانًا لجميع القادمين من أوكرانيا، فى لفتة إنسانية لمساعدة هؤلاء المنكوبين.

أحمد القزاز: هواتفنا على الفيسبوك للتواصل

أحمد القزاز، الطالب فى السنة النهائية بكلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة ديبرتسن المجرية، شارك مع زملائه فى نشر أرقام هواتفهم على مواقع التواصل الاجتماعى، حتى يتواصل معهم الطلاب القادمون من أوكرانيا، ليتمكنوا من مساعدتهم حتى العودة إلى مصر.

وأوضح أنه استقبل فى محل إقامته طالبين مصريين قادمين من مدينة خاركيف بشرق أوكرانيا، بعدما استقبلوا قطارًا إلى مدينة لفيف الأوكرانية، ومنها تاكسى إلى الحدود المجرية ومعبر Tiszabecs، مؤكدًا أنهما فى ضيافته حتى يتم توفيق أوضاعهما أو يتمكنا من العودة إلى الوطن.

محمد العيسوى: مساندة أبناء بلدى فى الغربة واجب وطنى

فى موسكو، خرج محمد العيسوى بمبادرة أيضًا لاستقبال المصريين فى منزله، الذى أكد أنه يكفى لاستقبال ٨ أفراد.

يعمل «العيسوى» فى مجال التجارة بين مصر وموسكو، ومقيم فى روسيا منذ ١٦ عامًا، وأكد فى حديثه مع «الدستور»، أن عددًا من الطلاب المصريين تواصلوا معه لعبور الحدود الأوكرانية الروسية إلى العاصمة موسكو، مع اختيار وسيلة النقل التى يفضلونها للتأكد من جدية المساعدة. 

قال لـ«الدستور» إن مساندة المصريين فى الغربة واجب وطنى، مضيفًا: «مع تبادل القصف المدفعى بكثافة فى الناحية الشرقية مع الحدود الروسية، ظهرت تحذيرات من الخروج من تلك الجهة، ومن تواصلوا معى يحاولون إيجاد أى معبر آمن للوصول إلى موسكو».

عبدالرحمن إيهاب: أقف بسيارتى على الحدود لنقل أشقائى

نشر عبدالرحمن إيهاب، طالب مصرى يدرس إدارة الأعمال فى رومانيا، منشورًا على عدد كبير من مجموعات «فيسبوك» يعلن فيه عن استعداده لاستقبال أى مصرى فى منزله، فهو يقيم فى شقة تتسع لـ٣ أفراد.

قال لـ«الدستور»: «لقد أحضرت كل ما يلزم من غطاء وطعام وشراب، ومنزلى مُهيأ لكل مصرى وعربى، أنا متاح على مدار اليوم».

وأضاف «إيهاب»، أنه نقل بعض الأثاث إلى غرف منزله ليكون جاهزًا لاستقبال ٣ طلاب مصريين تواصلوا معه وفى طريقهم إليه، مشيرًا إلى أن ما مروا به هو أصعب موقف فى حياتهم، يقفون على الحدود على مدار أكثر من ٤ ساعات فى انتظار السماح لهم بالدخول.

وأوضح أنه سيقف بسيارته على الحدود كل يوم ليقل أى مصرى ينجح فى الدخول إلى رومانيا، ليستضيفه فى منزله، أو يقله إلى حيث يريد.

خالد جلال:استقبلت 4 طلاب من مصر والمغرب 

ذكر خالد جلال، الطالب المصرى الذى يدرس علوم الحواسيب فى جامعة ديبرتسن بدولة المجر بمنحة مشتركة من الحكومتين المصرية والمجرية، أنه استقبل فى مقر إقامته ٤ طلاب من أوكرانيا، هم ٣ مصريين ومغربى. وأوضح أن الطلاب الأربعة كانوا يقيمون فى مدينة لفيف الأوكرانية، واتفقوا بعد اندلاع الأزمة مع سائق تاكسى أقلهم إلى حدود دولة المجر، لافتًا إلى أن الطلاب عبروا الحدود الأوكرانية المجرية عند معبر Tiszabecs.

مينا جرجس:تواصلت مع الكنيسة لتوفير سكن للضيوف

أشار مينا جرجس، الطالب بقسم هندسة الميكاترونكس بجامعة ديبرتسن المجرية، إلى أنه استقبل حتى الآن ٤ طلاب مصريين، ليكونوا فى ضيافته لحين تحسن الأحوال وعودتهم إلى مصر.

وأوضح أن هؤلاء الطلاب استقلوا تاكسى من مدينة لفيف الأوكرانية إلى الحدود المجرية، وأوضح «مينا» أنه تواصل مع الكنيسة لتوفير سكن دائم لهم، مضيفًا: «كلنا فاتحين بيوتنا للى يقدر ييجى عندنا».

أم أحمد:شاب مصرى استضاف ابنى فى رومانيا

حدثتنا أم أحمد، وهى ولية أمر أحد الطلاب فى أوكرانيا، اشتعلت الحرب فى قلبها حين علمت بما حدث فى أوكرانيا، واستشرت نارها لأنها لا تعلم مصير ابنها الذى يدرس الصيدلة هناك ولم يتبق له سوى أشهر قليلة تفصله عن الانتهاء من الدراسة، وعلى الفور حاولت التواصل مع ابنها، ونجحت فى ذلك بعد انقطاع الاتصالات أكثر من ١٠ ساعات. 

«فى أيدٍ أمينة»، هكذا وصفت «أم أحمد»، الطالب عمرو، الذى استضاف ابنها فى رومانيا، الذى يدرس فى مدينة «بوخارست»، حيث وفر له الطعام والشراب والسكن، كما ساعده فى التواصل مع شركة طيران لحجز تذكرة العودة إلى مصر.