أشار تحليل نشرته مجلة أمريكية إلى أن القادة مثل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هم أكثر عرضة لارتكاب أخطاء في السياسة الخارجية، لافتاً إلى أن مجازفته في الهجوم على أوكرانيا قد تعني "بداية نهايته".

وأضاف التحليل الذي أعدته أندريا كيندال-تايلو من مركز الأمن الأمريكي الجديد، مع إيريكا فرانتز، من جامعة ميشيغان، لمجلة فورين أفيرز أنه على الرغم من أن "سقوط بوتين" قد لا يأتي في القريب العاجل، ولكن قبضته على السلطة أصبحت أكثر هشاشة مما كانت عليه قبل غزو أوكرانيا.

وقال إن "أمثال بوتين يحيطون أنفسهم بأشخاص لا يخبرونهم إلا ما يريدون سماعه، ويحجبون الأخبار الحقيقية والسيئة عنهم، حيث تشهد روسيا استياء متزايداً بين المواطنين، ناهيك عن وجود انشقاقات بين نخبتها".

ولم يستبعد التحليل أن يبقى القادة السلطويين لفترات طويلة في الحكم، وهو ما شهدناه في أكثر من دولة حول العالم، مثل ما يحدث في فنزيلا حيث يكافح رئيسها للبقاء في منصبه، أو مثلما حدث في مصر أو تونس حيث جرت الإطاحة برؤساء حكموا البلاد لعشرات السنين.

ويوضح أن القادة الديكتاتوريين هم أكثر استعداداً من غيرهم للتسامح مع النزاعات العسكرية ذات الخسائر العالية، وهو ما شهدته روسيا خلال عهد الاتحاد السوفيتي عندما ساعد غزو طويل لأفغانستان على نزع الثقة في نظام الحزب الشيوعي حينها. فإذا أصبحت أوكرانيا مستنقعاً يغرق فيه بوتين، فستؤدي إلى استنزاف صبر الجمهور الروسي ببطء.

ورأى التحليل أنه حتى إن لم تفض أفعال بوتين إلى إبعاده عن السلطة على الفور، فإن الحرب في أوكرانيا ستخلف نقاط ضعف طويلة الأمد، حيث بدأت العقوبات الاقتصادية بالتأثير بشكل كبير على عملة الروبل الروسية، وبمرور الوقت قد يؤدي ذلك إلى إضعاف بوتين محلياً.

وبمرور الوقت قد تجد النخبة في روسيا نفسها أمام خيار التخلي عن بوتين، وتقرر أنه لم يعد قادراً على ضمان مصالحهم المستقبلية، ما يزيد من احتمالية استبداله بقائد سينسحب من أوكرانيا لدفع الغرب إلى إلغاء تجميد أصولهم، حسب المجلة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أمريكي في البنتاغون، فضل عدم ذكر اسمه، أن حوالي 82% من القوات العسكرية التي حشدتها موسكو على مدى أسابيع عديدة على حدود أوكرانيا أصبحت الآن داخل أوكرانيا.

ولفت إلى عدم وجود "أي تحرك ملحوظ" للقوات الروسية تجاه كييف أو خاركيف مقارنة باليومين أو الأيام الثلاثة الماضية.

وجدد المسؤول الأمريكي تأكيد أن القوات الروسية لم تتمكن حتى اليوم من أن تسيطر بشكل كامل على المجال الجوي الأوكراني، كما أنها ما زالت تعاني من مشاكل لوجستية، بما في ذلك من نقص في الوقود والغذاء.

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، قراراً "يطالب روسيا بالتوقف فوراً عن استخدام القوة ضد أوكرانيا"، وذلك بأغلبية أصوات 141 دولة فيما عارضته 5 دول وامتنعت 35 عن التصويت من بينها الصين، بين 193 دولة عضواً.

ويطالب القرار الذي صدر بعد أكثر من يومين من المداخلات موسكو "بأن تسحب على نحو فوري وكامل وغير مشروط جميع قواتها العسكرية" من أوكرانيا، و"يدين قرار روسيا زيادة حالة تأهب قواتها النووية".

TRT عربي - وكالات