في أعقاب تهديده باستخدام السلاح النووي، باشرت وكالة الاستخبارات الأمريكية دراسة الحالة العقلية والنفسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقاً لتقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية قبل أيام.

ونقلت الشبكة عن مصدرين حكوميين قولهما إن هذا السعي لفهم الحالة العقلية لبوتين يندرج في إطار محاولة فهم كيف تؤثّر صحة بوتين العقلية في تعامله مع الأزمة في أوكرانيا وتصاعدها السريع في الأيام القليلة الماضية بعد الردّ غير المتوقع الذي لقيه من الجيران الأوروبيين والحلفاء حول العالم.

ووسط الجهود الاستخباراتية التي تبذلها الوكالة الأمريكية لاعتقاد بات شبه راسخ لدى المراقبين المكلَّفين مراقبة بوتين استخباراتياً، الذين يرون أن الرئيس الروسي أصبح بشكل متصاعد غريب الأطوار ولا عقلانياً، نأخذكم في جولة لاستعراض طفولة رجل الاستخبارات السوفييتي الذي يهدّد بشنّ حرب نووية قد تأتي على الأخضر واليابس.

فلاديمير الأب

كان فلاديميروفيتش بوتين (1911-1999) مجنَّداً في البحرية السوفييتية، وخدم في أسطول الغواصات في أوائل الثلاثينيات، قبل أن يعاني مشكلات صحية ويأخذ إعفاء من المشاركة في الخدمة العسكرية، لكن ذلك لم يمنع السلطات السوفييتية من فرزه للعمل في الصناعة الدفاعية في مدينة لينينغراد (سانت بطرسبرغ الآن).

وفي وقت مبكر من الحرب العالمية الثانية خدم والده في كتيبة التدمير التابعة للمفوضية الشعبية للشؤون الداخلية، ثم نُقل إلى الجيش النظامي حيث قضى الجنود الألمان على فرقتة بالكامل تقريباً قبل أن يتمكن من النجاة مع ثلاثة آخرين من رفاقه، بعد أن تمكن في مشهد سينمائي من الاختباء داخل مستنقع لساعات وهو يتنفس من خلال قصبة. وفقاً لرواية بوتين في حديثه لمجلة Russky Pioner عام 2015.

لكن الحظّ لم يحالفه في عام 1942 عندما أصيب خلال مناوشة مع الجنود الألمان في منطقة نيفسكي بياتاشوك بالقرب من لينينغراد، حيث أصيب بجروح بليغة كادت تودي بحياته لولا أنقاذه من رفيقه الذي حمله إلى المستشفى.

عادت من الموت لتنجب فلاديمير الابن

في قصة أشبه بالمعجزة، روى بوتين كيف تَعرَّف والده الذي عاد لتوه من المستشفى على زوجته ماريا إيفانوفنا بوتينا (1998) من بين أكوام الجثث بفضل حذاء كان اشتراه لها. وعلى الفور طلب من المسعفين إعادتها إلى البيت ظنّاً منه أنها ما زالت على قيد الحياة، وهناك رعاها حتى تماثلت للشفاء.

وبعد 8 سنوات من تلك "المعجزة" أنجبت ماريا الطفل فلاديمير بوتين يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في مدينة لينينغراد، وكان أصغر من شقيقيه فيكتور وألبرت اللذين وُلدا في منتصف الثلاثينيات وتوُفّيا قبل ولادة بوتين، إذ توُفّي ألبرت في طفولته، فيما توُفّي فيكتور بسبب الدفتيريا في أثناء حصار القوات الألمانية النازية للينينغراد في الحرب العالمية الثانية.

وخلال مقابلته أشار بوتين إلى أن والده كان من عائلة من 6 أشقاء، توُفّي 5 منهم في الحرب، وكان جده سبيريدون بوتين يعمل طباخاً شخصياً لفلاديمير لينين وجوزيف ستالين.

شكوك في رواية بوتين

عقب مجيء بوتين إلى رأس السلطة في روسيا بداية الألفية الجديدة، ظهرت سيدة تعيش في جورجيا تُدعى فيرا بوتينا، زعمت أنها الأم البيولوجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وادّعَت أن والده يُدعَى بلاتون بريفالوف، روسي الجنسية، حملت منه فيرا وهو يعمل في جورجيا.

وتقول فيرا إنه بعد زواجها بجندي جورجي بعثت ببوتين الطفل إلى والدتها في روسيا، حيث تبنته العائلة التي ذكرها بوتين في سيرته الذاتية. لإثبات ادعائها أعلنت استعدادها للخضوع لفحص DNA.

تجدر الإشارة إلى أن الطائرة التي كان يستقلها الصحفي الروسي آريتوم بوروفيك الذي كان يُعِدّ وثائقياً عن حياة بوتين، تحطمت في أثناء توجهها إلى العاصمة الجورجية تبليسي في مارس/آذار 2000. وبعد أقلّ من 7 أشهُر وُجد الصحفي الإيطالي أنتونيو روسو الذي كان يُعِدّ تقريراً عن طفولة بوتين مقتولاً بالقرب من تبليسي.

TRT عربي