قال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إن المعهد يمتلك الإمكانات العلمية والبشرية والمادية، التي تؤهله لرصد المجال والحطام الفضائي المختلف، لافتا إلى أن مصر وفقا للحسابات الفلكية، لن تتأثر بأي حطام فضائي يخرج عن مداره، نظرا لوقوعها في مدار آمن.وأوضح أنها بعيدة عن أية مشكلات متعلقة بالصاروخ فالكون، الذي جرى إطلاقه من شركة «إيرن سبيس» الفترة الماضية، وأن المؤشرات ترجح إلى احتمالية اصطدام الصاروخ بسطح القمر أقرب للواقع، مؤكدا أنه حال الاصطدام بسطح القمر، سيحدث حفرة يتراوح عمقها من نحو 10 أمتار إلى 20 مترا وسنكون في الجهة البعيدة لسطح القمر عن الأرض.

الصاروخ فالكون يسير بسرعة 9 آلاف كيلو في الساعة الواحدة 

أضاف رئيس «البحوث الفلكية»، خلال إلقاء كلمته بالندوة التي عقدها المعهد عبر تقنية «زووم»، بشأن خروج الصاروخ فالكون عن مداره، وعدم السيطرة عليه، بحضور عدد من أساتذة المعهد، أن أي صاروخ فضائي يجري إطلاقه، يكون محملاً بعتاد فضائي أو قمر صناعي، أو أدوات مهمة لرصد المجال الكوني، لافتا إلى أن صاروخ فالكون 9 كان يؤدي هذه المهمة، مشيرا إلى أن التطور التكنولوجي في مجال الفضاء، شهد مؤخرا تحديثا كبيرا في هذا المجال، وتطورا في الإمكانات.أكد القاضي أن الصاروخ يسير بسرعة 9 آلاف كيلومتر في الساعة في المجال المظلم، ما يتعذر رصده، ما يرجح اصطدامه بالقمر أقرب، وأنه لا توجد خطورة على سطح الأرض، ولن يصدم بسطح الأرض، إذ أشارت الإحصائيات الناتجة عن أنه حال اصطدامه بسطح القمر، سيكون وزنه 4 أطنان، وأن الاصطدام سيكون في جزء بعيد عن الجزء المواجه للأرض، وأن هناك متابعة من كبرى المراصد العالمية للحدث.

الحقيقة العلمية لطبيعة الصاروخ

وأشار إلى أن الصاروخ فالكون كان يحمل مرصد المناخ الفضائي، وبصفة عامة ممكن أن يحمل أكثر من مهمة واحدة، نظرا لتقدم الإمكانات الحالية في صناعة الأقمار لأداء المهمات الفضائية، موضحا أن الهدف من الندوة، توضيح الحقيقة العلمية لطبيعة الصاروخ، ومدى عمله في الفضاء، ومدى خطورته، لمنع انتشار الإشاعات وإثارة البلبلة للمواطنين، لافتا إلى أن الجيولوجيين في انتظار حدث اصطدام الصاروخ بالقمر لدراسة طبيعة تربة القمر، ومعرفتها، ومعرفة مدى إمكانية الاستفادة منها واستخدامها، ومعرفة الطبيعية الجيولوجية لسطح القمر.

وتابع «القاضي»، أن مصر ليس بها منصة إطلاق أقمار صناعية أو صواريخ، نظرا لطبيعة الجيولوجيا الأرضية، وجميع الإطلاقات التي حدثت للأقمار الصناعية المختلفة، كانت من الخارج، ومصر كونها عضو في منظمة تصنيع الأقمار الصناعية، نجحت في إطلاق أكثر من قمر، بداية من أغسطس 2019، مؤكدا أن الفترة المقبلة، ستشهد تطويرا في تكنولوجيا الفضاء المصري.

لا يوجد دليل علمي على وجود أكوان موازية للأرض 

وقال رئيس معهد البحوث الفلكية، إن الفترة الحالية تشهد وجود دراسات علمية عن احتمالية وجود أكوان موازية، ووجود مياه على المريخ، قد تؤدي إلى وجود حياة، والدراسات ستثبت ذلك من عدمه، لكن حاليا لا يوجد دليل علمي قاطع في هذا الشأن، يثبت وجود أكوان موازية، مشيرا إلى أن التلوث الفضائي ناتج عن الإنسان، وأن مشكلة إطلاق الأقمار وحدوث تلوث ليس لها حل حاليا، والأقمار يجري إطلاقها دوما لخدمة الإنسان لمختلف المجالات.

وأكد أن الدراسات تجرى حاليا، لمعرفة اذا كانت هناك حياة خارج الفضاء، ولم تثبت بالدليل القاطع، وجود كائنات فضائية، لافتا إلى أن تجربة دولة الإمارات العربية تجاه المريخ، واكتشاف مياه قيد الدراسة، ولم يثبت وجود حياة على المريخ أو أي كوكب.

وعن وجود كوكب يشبه الأرض، أوضح: «الفترة الحالية البعض يتحدث عن وجود كوكب يشبه الأرض في إحدى المجموعات النجمية، لكن لم تؤكد حتى الآن»، خاصة أن الدراسات أشارت إلى وجود 200 مجموعة نجمية، كالمجوعة التي ينتمي لها كوكب الأرض، مشيرا إلى أن عمر الأرض حتى الآن 4 مليارات عام، لافتا إلى أن ما يجري ترديده من شائعات عن قرب نهاية الكون والأرض، لا أحد يعلمها إلا الله، وأنه ما زال أمام كوكب الأرض فترة للبقاء، وفقا للدراسات والحسابات الفلكية والأرصاد.