«بوتين» في أوكرانيا: بين نفس «متهجسة» وعقل «مستريب»


ركن نقاش

«بوتين» في أوكرانيا: بين نفس «متهجسة» وعقل «مستريب»

عيسى إبراهيم

«بوتين: أعطني شرفك أعطِك ساعة تعرف بها وقت اغتصابك».. عندما سُئِل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن رده في إتهام الغرب له بأنه ديكتاتور ومهووس بالتسلح كانت إجابته بأن حكى قصة من التراث الروسي وقال يا سادة: كانت هناك عائلة تملك مزرعة واسعة، فيها خيول وأبقار وأغنام وتنتج حقولها وبساتينها غلات وخيرات وكان في كل أسبوع يذهب رب العائلة مع أولاده الكبار إلى السوق لبيع محاصيل المزرعة وجلب المال.. وكانوا يتركون شاباً يافعاً يحرس المزرعة والبيت الذي تبقى فيه النساء، وكان الشاب مدرباً باحتراف على استخدام السلاح.. وفي أحد الأيام بينما هو يجوب أرض المزرعة ويحمي حدودها جاءه نفر من رجال ليكلِّموه فأوقفهم بسلاحه على مسافة منه، فلاطفوه بكلام معسول وقالوا له بأنهم مسالمون ولا يريدون سوى الخير له، ولم يكن أولئك الرجال إلا عصابة متمرِّسة في النهب والسرقة والسطو…

أروه ساعة يد فاخرة وجميلة، وأغروه وهم يزينون له سلعتهم.. أعجب الفتى بتلك الساعة وأبدى رغبته في امتلاكها، فحين وثقت العصابة من تعلّقه بالساعة وهو يسألهم عن ثمنها، قالوا له بأنهم يعرضون عليه مبادلتها ببندقيته.. فكر الفتى قليلا وكاد يقبل… لكنه تراجع ليقول لهم: انتظروني إلى يوم آخر.. انصرفت العصابة بعد أن فشلت في خداع الفتى.. في المساء حين عاد أبوه وإخوته حكى لهم القصة، وراح يذكر لأبيه فخامة الساعة وجمالها.. فقال له أبوه: طيب… أعطهم سلاحك وخذ الساعة.. وحين يهاجمونك ويسرقون قطعان ماشيتك وينهبون مزرعتك، ويغتصبون أمك وأخواتك، انظر في ساعتك الجميلة وقل لهم وأنت تتباهى: آهـ إنها تشير إلى كذا وكذا من الوقت.. فهم الولد وتمسّك بسلاحه بقوة وأدرك أن الغباء والاندفاع وراء العواطف يعني الضياع والموت المحقّق على يدي أعدائه.. وأضاف بوتين: والآن الغرب يستخدم الديموقراطية وحقوق الإنسان والحرية مثل ساعة فاخرة يريد لبسها الخونة ليحطِّموا ما في أيدي الشعوب من سلاح الوطنية وتماسك الصف ورفض بيع بلدانهم.. والبعض الآخر يغرون السُذّج بشعارات وممارسات عقدية يستغبون بها بعض من يصدقهم.. فلا تبيعوا وطنكم لتشتروا ساعة تعرفون بها مواقيت اغتصابكم ونهب بلادكم..

عالم يحكمه مجانين:

بوتين الرئيس الروسي ولأنه كان مسؤولاً عن جهاز الـ«كي جي بي» جهاز المخابرات في الاتحاد السوفيتي أيام تقاسم العالم بين معسكري الغرب الرأسمالي والشرق الشيوعي ورث من منصبه ومهامه آنذاك في مراقبة ومتابعة المعسكر الغربي الذي يناصب الشرقي العداء نفساً متهجسة من الغريب المعادي وعقلاً مجنوناً مستريباً حارساً لأسلحة أكثر جنوناً من حارسها، أسلحة دمار شامل نووية وهايدروجينية..

قبل سنوات وأثناء النزاع والصراع الروسي الأوكراني على الحدود ووقوف الغرب الأوروبي بجانب أوكرانيا، سطا بليل وبخطوات محسوبة بعناية على جزيرة القرم والتهمها في لحظات.. المهم نحن الآن إن كنا هنا في السودان نُكابد عساكر لجنة البشير الأمنية التي احتلت البلاد في الخامس والعشرين من اكتوبر وأبعدت المدنيين أو كنا هناك في الغرب الأوروبي المتاخم والمحيط بأوكرانيا يراقب وينظر ولا يتحرك لمنع المعتدي من اتمام أهدافه المجنونة وعلينا أن نعلم يقيناً أننا محكومون بمجانين ذاهبةٌ عقولهم وغائبة ضمائرهم وعلى اعتاب زلزلة بذر نووي لا يبقي ولا يزر!!، وهاهم عساكرنا الحاكمون البلاد «وفي موقف خائب غير مدروس» يمتنعون عن التصويت في الجمعية العمومية للأمم المتحدة المخصّص لإدانة غزو روسيا لأوكرانيا!!..

eisay1947@gmail.com

تاريخ الخبر: 2022-03-04 03:21:41
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية