كتبت صحيفة هآرتس العبرية تقريراً قالت فيه إن إسرائيل "تهتم بالمال"، على حساب الشعب الأوكراني. ففي وقت كان فيه الاتحاد السوفيتي في أوج قوته، بادرت إسرائيل عام 1970 بالدخول في مواجهة عسكرية معه وقد كانت كياناً صغيراً آنذاك. ونفذت عملية "ريمون 20" في سماء الجبهة الجنوبية في كمين خططته بعناية، قام سلاح الجو الإسرائيلي بإغراء طائرات "ميغ" السوفييتية بالإقلاع تجاهها في سماء مصر وأسقطت خمساً منها.

وحتى بعد مرور 12 سنة على ذلك، هاجمت إسرائيل، في اليوم الأول لحرب لبنان، في عملية “عرتسيف”، منظومة المضادات للطائرات السورية ودمرت 12 بطارية صواريخ أرض – جو من إنتاج روسي، محطمة بذلك عقيدة الدفاع الجوي السوفييتية إلى شظايا. في حينه، لم يفكر أحد بتجنب تنفيذ هذه العملية من أجل “عدم إغضاب الروس”.

والآن، لا أحد يدعو إلى إرسال قوات من الجيش الإسرائيلي إلى أوكرانيا، ولكن بعد أسبوع على الغزو الروسي لدولة سيادية مجاورة، تبدو الصورة واضحة. تلعثم إسرائيلي وتردد ونفعية ماكرة. حتى إن رئيس الحكومة نفتالي بينيت جرى استدعاؤه من جلسة للرد على مكالمة هاتفية مطولة من بوتين. بدعوى "جهود وساطة"، بدلاً من إغلاق الخط في وجه الديكتاتور القاتل والمشوش عقلياً. إذ تتصرف إسرائيل كدولة تحت حماية روسيا، تقريباً كحليفة.

كما تتجنب إسرائيل الانضمام كدولة مؤيدة لمشروع قرار الإدانة الأول في مجلس الأمن. حتى إن المساعدة الإنسانية المحدودة لضحايا العدوان الروسي بأوكرانيا، جرى إرسالها بخوف.

فقد صاغ بينيت ذلك بشكل جيد، "نساعد أوكرانيا، لكن بصمت". في الوقت الذي تفتح فيه دول أوروبا أبوابها لمئات آلاف اللاجئين من مناطق القتال والقصف، تطلب إسرائيل من كل لاجئ كفالة بمبلغ 10 آلاف شيكل مع التعهد بعدم البقاء. تقول هآرتس "هذا مقرف ويبرر الادعاءات اللاسامية الخبيثة بشأن جشع اليهود للمال".

وفي اليوم الذي فرضت فيه الدول الغربية عقوبات اقتصادية شديدة على روسيا والأوليغارشيين فيها، سارعت إسرائيل إلى طلب خفض رسوم دخول رومان أبراموفيتش، لأنه يتبرع بالملايين لـ“يد واسم” تشاهد ولا تصدق، المؤسسة الوطنية لتخليد الكارثة تتطوع لتبرير بروتوكولات حكماء صهيون. تلك التبرعات أهم بكثير من مصير ملايين اللاجئين الأوكرانيين. وعندما قصف الروس هذا الأسبوع موقع التخليد في “بابي يائر”، نشرت إسرائيل احتجاجاً رسمياً؛ لقد بلغ السيل الزبى.

تقول هآرتس إن كل تلك التصرفات من قبل دولة إسرائيل تجاه الوضع الراهن، "يسحب الأساس القيمي والأخلاقي للادعاءات التي لا تنتهي لإسرائيل تجاه شعوب العالم بخصوص الكارثة".. "لماذا صمت العالم؟ لماذا لم يقصفوا أوشفيتس؟ لماذا أغلقوا الأبواب أمام اللاجئين اليهود؟ ليس عبثاً أن اختار الرئيس اليهودي زيلينسكي، أمس، نشر رسالة استنجاد بالعبرية. فهو يفهم الأمر".

TRT عربي - وكالات