حثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الشعب الروسي اليوم الجمعة على تنظيم احتجاجات على سيطرة قوات روسيا على أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.

وقالت السلطات الأوكرانية اليوم الجمعة، إن حريقاً اندلع في مبنى داخل محطة زابوريجيا للطاقة النووية خلال قتال ضار، مما أثار مخاوف من حدوث كارثة نووية. وأُخمد الحريق لاحقاً.

وقال زيلينسكي في خطاب بثه التلفزيون وأعاد إلى الأذهان ذكرى أسوأ كارثة نووية في التاريخ: "أيها الشعب الروسي.. أناشدك: كيف يكون هذا ممكناً؟ بعد أن وقفنا معا عام 1986 في مواجهة كارثة تشرنوبيل".

وأضاف "يتعين عليكم أن تخرجوا إلى الشوارع وتقولوا إنكم تريدون الحياة، تريدون أن تعيشوا على الأرض بدون تلوث إشعاعي. الإشعاع لا يعرف أين توجد روسيا. الإشعاع لا يعرف أين حدود بلادكم".

"بوتين يلعب بالنار"

في سياق ذلك، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، اليوم الجمعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلعب بالنار بمهاجمة محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، وطالبه بوقف استهداف مثل هذه المواقع.

وقال والاس في مؤتمر صحفي خلال زيارة لكوبنهاغن: "نطالب الرئيس الروسي بأقوى العبارات الممكنة بالكف تماماً عن مهاجمة مثل تلك المواقع، إنها شديدة الخطورة، لا تمثل خطورة على أوكرانيا وروسيا فحسب، إنما هي خطورة على أوروبا، وهي لعب بالنار يتجاوز حقاً كل ما له علاقة بالمنطق أو الضرورة".

تحقيق دولي في الغزو الروسي

صوّت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الجمعة بغالبية كبيرة لصالح إطلاق تحقيق عالي المستوى في الانتهاكات التي ارتُكبت في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وصوّت 32 من أعضاء المجلس الذي يضمّ 47 مقعداً لصالح إطلاق تحقيق على أعلى المستويات في الانتهاكات المفترضة لحقوق الإنسان، على أمل تحميل مرتكبيها المسؤولية. ولم تصوّت غير دولتين هما روسيا وإريتريا ضد الخطوة.

وامتنعت باقي الدول الأعضاء عن التصويت بما فيها الدول الداعمة تقليدياً لموسكو وهي الصين وفنزويلا وكوبا.

وقال مندوب أوكرانيا "أشكر جميع من صوّتوا لصالح القضية المحقّة".

فيما رحب الرئيس الأوكراني بفتح التحقيق وقال: "سيُحاسب مجرمو الحرب الروس".

ودان المجلس الذي يتخذ من جنيف مقراً "بأشد العبارات انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاك القانون الإنساني الدولي الناجم عن عدوان جمهورية روسيا الاتحادية على أوكرانيا".

ودعا النص الذي عرضته كييف إلى "انسحاب سريع وقابل للتحقق منه لقوات جمهورية روسيا الاتحادية والمجموعات المسلحة المدعومة من روسيا من كامل الأراضي الأوكرانية".

ولعل الأهم هو أن تصويت الجمعة يمهّد لتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، ما يعد التحقيق الأعلى مستوى الذي يمكن أن يأمر به المجلس "للتحقيق في جميع الانتهاكات المحتملة، في سياق عدوان جمهورية روسيا الاتحادية على أوكرانيا".

ويدعو إلى تعيين ثلاثة محققين "لتحديد وقائع وملابسات والأسباب الجذرية لأي انتهاكات من هذا القبيل" ولجمع الأدلة "على أمل ضمان محاسبة المسؤولين عنها".

في الأثناء، بدأت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بالفعل التحقيق في جرائم حرب محتملة قد تكون ارتكبت في أوكرانيا.

وألقت وزارة الدفاع الروسية مسؤولية هجوم على موقع محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا على مخربين أوكرانيين ووصفته بأنه استفزاز وحشي.

واستولت القوات الروسية التي غزت أوكرانيا الأسبوع الماضي على مفاعل تشرنوبل النووي المعطل الواقع شمالي كييف، والذي تسبب في انتشار نفايات مشعة فوق معظم أنحاء أوروبا عقب انفجاره في أبريل/نيسان عام 1986.

TRT عربي - وكالات