نظم الملتقى العربي لرواد الكاريكاتير بدورته الخامسة، ندوة تكريمية لكل من الفنان الكبير ورائد فن الكاريكاتير الكسندر صاروخان ضيف شرف الدورة، والفنان الكبير فرج حسن رئيس قسم الكاريكاتير بجريدة الأهرام سابقا، وتقام فعالياته بالفترة من 2 حتى 8 مارس الجارى، بقاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا .

تحدث فيها الفنان الكبير فرج حسن، والفنان عبدالله الصاوى، وأدارها مؤسس ومدير الملتقى الفنان والكاتب الساخر عماد جمعة، وسط حضور لافت من فناني الكاريكاتير يتقدمهم الفنان محمد عمر وعمرو عبد العاطي ورغداء حجازى وسالى القصاص وعبد الوهاب الشهاوى ونخبة من الإعلاميين.

أكد مدير الملتقى عماد جمعة فى بداية حديثه، أنه سعى إلى تأسيس هذا الملتقى ويسعى الى تأسيس المتحف العربي للكاريكاتير، لإنقاذ البقية الباقية من أصول روادنا الكبار والذين يتم تكريمهم سنويا عبر الملتقى، حتى تتذكرهم الأجيال جيلا بعد جيل، ويقتدون بأعمالهم الفنية .

وتحدث الفنان فرج حسن عن مشواره الفني وكيف كان يرسم في المرحلة الابتدائية ويجد تشجيعا من مدرسيه وكذلك أسرته وكان يرسم احيانا على الجدران أشكالا جماليه قبل أن يتجه إلى فن الكاريكاتير، مشيرا إلى دراسته فى كلية الفنون الجميلة وكيف أثرت فيه ليجد نفسه عاشقا لفن الكاريكاتير ومتجها إليه، مضيفا أن عمله بجريدة الأهرام امتد طوال عقود، والتقى بتوفيق الحكيم ويوسف إدريس ونجيب محفوظ ومحمد حسنين هيكل وغيرهم من عمالقة الفكر والثقافة والفن فى ذلك الزمان، ليشارك فى رسم أغلفة كتبهم وفى قصصهم المنشورة بالجريدة.

وقال فرج إنه لا يحب الرسم بالدييجتال مؤكدا على أن جمال الرسمة حين تحمل نبض يد الرسام ومشاعره وتنتقل أحاسيسه إلى الورق فتخرج نابضة بالحياة، وليست ميكانيكية مصطنعة، مشيرا إلى أن أعمال صلاح جاهين الأصلية ورسومه ورسوم رسامى الكاريكاتير بالأهرام، تحولت إلى الكترونية رقمية، لافتا إلى أن الكاريكاتير يتراجع في الصحف والمواقع الالكترونية .

كما تحدث في الندوة الباحث عبد الله الصاوي حول رائد الكاريكاتير الكسندر صاروخان متطرقا إلى نشأته فى أرمينيا واكتشاف قدراته فى الرسم، وكيف وفد إلى مصر في بداية العشرينيات ليشارك مع زميليه جوان سانتس الأسباني وعلى رفقى التركي واللذان كان يرسمان في مجلة خيال الظل والكشكول بأنامل مبدعة وألوان نابضة ساخنة، متطرقا إلى العلاقة التى ربطت بين الصحفى الكبير محمد التابعي وصاروخان، وكيف جذبه التابعى للعمل بمجلة روزاليوسف ليصبح واحدا من أهم رساميها في تاريخها، وعندما انتقل التابعي إلى مجلة آخر ساعة ذهب صاروخان معه أيضا وكذلك مع مصطفى أمين وعلى أمين فى أخبار اليوم مشاركا في تأسيس هذه الجريدة العريقة.

وأشار الصاوي إلى أن صاروخان تم تكريمه من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1955 وتم منحه الجنسية المصرية بعد أن قضي معظم سنوات عمره فى مصر ولا تزال أسرته وأحفاده يعيشون في مصر ويملكون آلاف اللوحات من تراث صاروخان الكاريكاتيري، والذى اعتبره "نمبر وان" وهي تعبر عن تاريخ مصر السياسي والاجتماعي، مشيرا إلي مشاركتهم في هذه الدورة من الملتقى بعشرات اللوحات النادرة التى تعرض للمرة الأولى في ملتقى عربي ودولى .

يشار إلى أنه افتتحت فعاليات الدورة الخامسة من الملتقى العربي لرواد الكاريكاتير، بحضور أعداد غفيرة من الفنانين والرسامين والإعلاميين تتقدمهم الفنانة هبة مراد مدير إدارة الفنون التشكيلية والمتاحف بدار الأوبرا المصرية، وأسرة الفنان صاروخان، وتم تكريم الفنان الكبير فرج حسن والفنان الكبير حسن المصري والفنان الفلسطيني ماهر الحاج .