حققت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» العديد من الإنجازات العملاقة لتغيير شكل الريف المصرى، خاصة القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا، وذلك عبر تحديث البنية التحتية فى هذه القرى، وتوفير الخدمات والمرافق الأساسية اللازمة لضمان أفضل معيشة للمواطنين.

ولعب المسئولون عن المبادرة الرئاسية فى مختلف وزارات الحكومة المعنية دورًا بارزًا فى رصد المشكلات والأزمات التى تعانيها القرى المدرجة ضمن المبادرة، وتحديد المشروعات التى تحتاجها كل قرية، وتذليل العقبات أمام تنفيذها فى أفضل صورة ممكنة.

فى السطور التالية، يكشف عدد من مسئولى الوزارات المختلفة، لـ«الدستور»، عن حجم الإنجازات التى تحققت، وتفاصيل المشروعات والأنشطة والفعاليات التى أطلقتها المبادرة وتواصل أو انتهت من تنفيذها فى قرى المبادرة.

«الصحة»: إقامة مُنشأة علاجية فى كل قرية

كشف الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة والسكان، عن عمل الوزارة على أكثر من محور فى مبادرة «حياة كريمة»، على رأسها توجيه قوافل طبية وعلاجية إلى المناطق النائية والمحرومة من الخدمات الصحية، لتقديم خدمات الفحص والعلاج لأهالى هذه المناطق بالمجان، مع تحويل الحالات التى تحتاج لتدخل علاجى إلى المستشفيات التابعة للوزارة.

وقال «عبدالغفار» إن دور وزارة الصحة والسكان لا يقتصر على إطلاق القوافل الطبية فقط، ويمتد ليشمل تطوير المنشآت الصحية، كاشفًا عن أن الوزارة تستهدف إنشاء وتطوير ١٢٥٠ وحدة رعاية صحية، بحيث يتم توفير منشأة صحية على الأقل فى كل قرية، وإجراء تطوير شامل لكل المنشآت لتتطابق مع معايير منظومة التأمين الصحى الشامل.

وأوضح أن التطوير يشمل المستشفيات المدرجة ضمن محافظات المرحلة الأولى للمبادرة الرئاسية، إضافة إلى مراكز تنمية صحة الأسرة، التى يبلغ عددها ٥٢ مركزًا على مستوى الجمهورية، علاوة على نقاط الإسعاف وبنوك الدم.

وأضاف: «الوزارة تورد أجهزة طبية حديثة إلى هذه المستشفيات والمراكز الصحية ووحدات طب الأسرة.

«الزراعة»: 15 مليار جنيه لتمويل «القومى للبتلو»

قال الدكتور محمد القرش، المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن مبادرة «حياة كريمة» تستهدف تطوير حياة سكان الريف المصرى على كل المستويات، فى ظل وجود عدد كبير من سكان المناطق الريفية محرومين من الخدمات الأساسية.

وأضاف «القرش»: «(حياه كريمة) هو المشروع الأكبر فى مصر وعلى مستوى العالم، ويعد مشروع القرن للدولة المصرية، فى ظل امتداده إلى نحو مليون كم مربع، واستفادة كل المحافظات من مشروعاته، التى تنفذها الدولة لرفع مستوى معيشة المواطنين وتوفير فرص عمل لهم، على امتداد هذه المساحة الواسعة». 

وفيما يتعلق بوزارة الزراعة تحديدًا، قال معاون الوزير: «نعمل على تنفيذ العديد من المشروعات فى المحافظات، فى مقدمتها العمل حاليًا على إنشاء ٣٢٣ مجمعًا زراعيًا، يضم الواحد منها مركزًا لجمع الألبان وجمعية زراعية ومركزًا إرشاديًا ووحدة بيطرية».

وأشار إلى تنفيذ الوزارة كذلك قوافل بيطرية لحماية الثروة الحيوانية لدى المربين، مع استكمال مشروع «البتلو»، الذى ارتفع التمويل الخاص به من ٢٠٠ مليون إلى ١٥ مليار جنيه، لمساعدة المزارعين فى الريف، وتوفير فرص عمل لصغار المربين.

«التعليم»: بناء 399 مدرسة بـ2.2 مليار جنيه

قال مصدر فى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى إن مبادرة «حياة كريمة» تخدم العملية التعليمية وتعمل على تحسينها، خاصة فيما يتعلق بالقضاء على أزمة الكثافة داخل الفصول، ببناء المئات من المدارس الجديدة فى مختلف محافظات الجمهورية.

وأضاف المصدر: «يتم حاليًا إنشاء ٣٩٩ مدرسة بإجمالى ٥٥٨٢ فصلًا، بتكلفة ٢.٢٢ مليار جنيه، بعد انتهاء الوزارة بالفعل من إنشاء ١٨٨ مدرسة بإجمالى ٢٧٠٦ فصول، بتكلفة ١.٠٤ مليار جنيه».

وكشف عن افتتاح ٧٥ فصلًا لمرحلة رياض الأطفال فى ١١ محافظة، وافتتاح ١٢ فصلًا للتعليم المجتمعى لخدمة المتسربين من التعليم، إلى جانب إنشاء العديد من المدارس فى المناطق النائية، مثل تطوير ورفع كفاءة مدرستين وإنشاء مدرسة ابتدائى جديدة فى قرية «سيدى عبدالرحمن» فى العلمين بمحافظة مطروح، مع توفير كل التجهيزات اللازمة لهذه المدارس الثلاث.

وأشار إلى توفير مقاعد للفصول وشراء ١٧١ جهاز حاسب آلى و١٢٧ طابعة لـ٤٤ مدرسة على مستوى الجمهورية، وإقامة شبكات إطفاء حريق لـ٣٧٨ مدرسة بمديرية التربية والتعليم بمحافظة أسيوط، علاوة على إعداد «بحث اجتماعى» للطلبة غير القادرين والأيتام للتكفل بمصاريف تعليمهم. ونوه إلى تنفيذ قوافل إعلامية فى مراكز وقرى مبادرة «حياة كريمة».

«التضامن»: تنفيذ مبادرتى «وعى» و«سكن كريم»

وصفت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، «حياة كريمة»، بأنها من أكبر المبادرات على مستوى العالم، خاصة مع وصول تكلفة تنفيذها إلى نحو ٨٠٠ مليار جنيه، كاشفة عن تقديم الوزارة العديد من الأنشطة والأعمال التى تستهدف المواطنين فى القرى من خلال المبادرة، مثل إنشاء وتطوير الحضانات، بحيث تكون هناك حضانة أو اثنتان فى كل قرية. 

وقالت وزيرة التضامن الاجتماعى إن مبادرة «سكن كريم» هى أحد عناصر مشاركة الوزارة فى «حياة كريمة»، ويتم تنفيذها مع عدد من الشركاء، على رأسها وزارة التنمية المحلية، التى توفر العديد من التسهيلات لإنهاء تراخيص هدم وبناء منازل الأهالى المتهالكة، بهدف تحسين شكل المجتمعات المحلية، وتنمية حياة الأسر الفقيرة والأولى بالرعاية. 

ونوهت كذلك إلى برنامج «وعى» الذى يستهدف المواطنين الأولى بالرعاية، فى ١٢ قضية تهم كل الفئات المستهدفة، منها: التمكين الاقتصادى، والتعليم والمعرفة ومحو الأمية، وصحة الأم والطفل، والتربية الإيجابية، والاكتشاف المبكر للإعاقة، والهجرة غير الشرعية، والزيادة السكانية.