صدرت مؤخرا عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام، رواية بعنوان  "كوكينا .. مائة ليلة بعيدا عن نورتبيكورت"، من تأليف هدي رويش. والتي تشير في مقدمتها للرواية، إلي أنها تنطلق من مذكرات قديمة لسيدة مصرية يونانية تدعى "تهاني برجلجوت"، عاشت في تلك السنوات بين الإسكندرية و مدينة نورتبيكورت الفرنسية الصغيرة.

كانت كوكينيا ـ الاسم القديم اليوناني لحي الإبراهيمية ــ على الأرجح  مسرحا لأحداثها، كُتبت على مدى مائة ليلة بصورة متقطعة بين عامي 1979 ـ 1980، عثرت عليها البطلة "صافيتا" في أرشيف مكتبة قديمة مهملة ولدى قراءتها لها أصبحت تقرأ تاروت حياتها بتفاصيل دقيقة ومخيفة  وتكتشف في كل مرة النقاط المشتركة بينها وبين صاحبة المذكرات الأصلية.

و كأن تهاني برجلجوت أرخّت لوجعها ولجزء من الحياة القدرية للبطلة صافيتا التي جاءت بعدها  بعشرات السنين دون أن تشعر، من خلال قدرتها على تدوين بعض أحساسيها وآلامها من عمق ما عاشته في هذه التجربة المرضية المريرة . في نوبة بارانويا عميقة وموجعة كتبت من خلالها تعلقها برجل يوناني كان يقيم في الإسكندرية آنذاك وكان لها بمثابة المخّلص وهو الذي ظهر في الرواية بشخصية يورغوس و كان يمثل رجلا نبيلا أحبها واعتنى بها لكن مصيره كان مجهولا لدرجة أنه يمكننا طرح السؤال : هل كان يورغوس شخصية حقيقية أم من نسج الفصام ؟

 كانت هذه السيدة تعاني فيما يبدو من خلال مذكراتها من الوحدة والافتقاد للحب و من مرض نادر يشبه في أعراضه تماما مرض الذئبة الحمراء وهي احدى أمراض المناعة الذاتية والذي يمثل مشكلة صحية حقيقية في مجتمعنا الحالي ...

ويعتبر تاريخ 15 فبراير 1980 تاريخا مهما  في هذا الورق، حيث كان موعد لقاء منتظر بين صاحبة المذكرات ويورغوس واعترف لها بحبه وصادف هذا اللقاء أنه عيد ميلاد البطل ومن ثمة بدأت قصة حبها له وغاصت في تفاصيل كوكينيا وشارع لاجيتيه بالإبراهيمية وكثير من التفاصيل لمدينة الإسكندرية الكوزموبوليتية الساحرة أنذاك.

ــ الطبعة الثالثة من رواية "شال قطيفة" ما أريد أن يعرفه العالم عن أمي
في سياق متصل، طرحت مؤسسة شمس للنشر أيضا، الطبعة الثالثة من رواية "شال قطيفة" ما أريد أن يعرفه العالم عن أمي، من تأليف مصطفي فتحي عبد الفضيل.

وبحسب الناشر عن الرواية: يتناول الكاتب في رواية "شال قطيفة" علاقته الإنسانية بوالدته، السيدة الصعيدية البسيطة التي رحلت في العام 2018، ويقول مصطفى فتحي عن هذه التجربة: "بعد وفاة أمي شعرت بغربة شديدة، اختبرت معنى الاكتئاب لأول مرة في حياتي، رفض كلٌّ من عقلي وقلبي الاعتراف بأن هذه السيدة العظيمة التي كانت سندًا حقيقيًا لي في هذه الحياة قد غادرت بالفعل دنياي، ولن أراها أو أسمع صوتها مرة أخرى".