أكد تقرير نشرته صحيفة "ذا صن" البريطانية أن الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا أظهر بشكل مثير للدهشة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتبع نفس الأسلوب الذي اتبعه في سوريا لدعم حليفه بشار الأسد، فحوَّل المدن السورية إلى أنقاض.

كما قالت المخابرات العسكرية البريطانية الأحد إن روسيا "لجأت في السابق إلى أساليب مماثلة في الشيشان عام 1999 وسوريا عام 2016 عندما استخدمت الذخائر الجوية والأرضية" في هجماتها.

ففي عام 2013 كان الكرملين وراء الهجمات الكيميائية التي شنها نظام الأسد على المدنيين في سوريا. إذ وافق الروس على فكرة استخدام الأسلحة الكيميائية المحظورة وسمحوا لجيش النظام السوري بتنفيذ تلك الهجمات على شعبهم، وفق الصحيفة.

واليوم تعيد القوات الروسية السيناريو ذاته في أوكرانيا، إذ هاجمت المحطات النووية في أوكرانيا، الأمر الذي يهدد بكارثة تصل تبعاتها إلى دول أخرى في المنطقة.

ومن جانبها ترجح صحيفة "دايلي سيغنال" أيضاً أن تلجأ القوات العسكرية الروسية إلى تنفيذ تكتيك "الأرض المحروقة"، وهو التكتيك ذاته الذي استخدمته في مدينتَي حلب في سوريا ومدينة غروزني في الشيشان.

واستهدفت القوات الروسية في هجماتها العسكرية على سوريا البنية التحتية المدنية وحولتها إلى أنقاض، لا سيما المستشفيات والمدارس والأسواق العامة ومحطات توليد الطاقة وإمدادات المياه، في خطة منها لدفع اللاجئين إلى البلدان المجاورة، والحيلولة دون الدعم الشعبي للمعارضة المسلحة، حسب رأي الصحيفة.

كما دمرت القوات الروسية مدينة حلب التي كانت تعد معقل المقاومة، وتسببت في نزوح 6.8 مليون لاجئ سوري إلى البلدان المجاورة والبلدان المجاورة للاتحاد الأوروبي، وشردت 6.7 مليون مدني إضافي داخل سوريا، وفق الصحيفة.

وبالطريقة ذاتها تعتقد الصحيفة أن بوتين قد يلجأ إلى استعمال اللاجئين الأوكرانيين "سلاحاً" ضد الدول الغربية، كما فعل من قبل مع اللاجئيين السوريين.

وتؤكد الإحصائيات أن أكثر من مليون لاجئ أوكراني فر بالفعل من البلاد، ويعتقد أن يرتفع العدد إلى حدود 7 ملايين لاجئ نهاية المطاف.

ومع إعلان القوات الروسية استئناف هجومها على مدينة ماريوبول الاستراتيجية جنوب شرقي أوكرانيا يعتقد مراقبون ومحللون أنها ستكون نقطة تحول مهمة في مسار المعركة التي تدخل أسبوعها الثاني.

وقد تؤدي السيطرة على المدينة إلى التحام القوات الروسية القادمة من شبه جزيرة القرم التي استولت مؤخراً على بيرديانسك وخيرسون والقوات الانفصالية والروسية في دونباس وتوحيد هذه القوات للتحرك شمالاً.

وسيسمح ذلك للجيش الروسي الذي حقق تقدماً كبيراً في الأراضي الأوكرانية بتشديد الضغط العسكري على وسط البلاد وشمالها حيث يحتدم القتال، لا سيما في كييف وخاركيف.

من جانبها أعلنت المخابرات العسكرية البريطانية الأحد أن "القوات الروسية تستهدف المناطق المأهولة في أوكرانيا" وأن "شدة المقاومة تبطئ التقدم الروسي".

ونقلت رويترز عن المخابرات العسكرية البريطانية قولها: "لا يزال حجم المقاومة الأوكرانية وقوتها يشكلان مفاجأة لروسيا".

وأضافت أن روسيا "ردت باستهداف المناطق المأهولة في العديد من المواقع من بينها خاركيف وتشرنيهيف وماريوبول".

وأوضحت المخابرات البريطانية أن روسيا "لجأت سابقاً إلى أساليب مماثلة بالشيشان عام 1999 وسوريا عام 2016 عندما استخدمت الذخائر الجوية والأرضية" في هجماتها.

TRT عربي - وكالات