نحو المستقبل:ماذا تريد لجنة تحكيم الأطفال؟!
نحو المستقبل:ماذا تريد لجنة تحكيم الأطفال؟!
(1) حكاية في فصل
حدثنا كاتب الأطفال الألماني بول مار عن تجربته في الكتابة للأطفال, قال: وجهت لي إحدي المدرسات الدعوة لأقرأ قصة من قصصي لتلاميذ فصلها, وكانوا ما بين السابعة والثامنة من عمرهم.
وقد اختارت المعلمة قصة كتبتها عن صبي مات والده, فانتابه حزن شديد, وخرج يسير وحيدا مسافات طويلة, إلي أن أجهده التعب, فجلس تحت شجرة يبكي عدة ساعات, عاد بعدها وقد تغلب علي آلامه.
قال الكاتب الكبير: وما إن انتهيت من قراءة القصة, حتي انفجر أحد أطفال الفصل في بكاء عنيف.
وتجمع حوله زملاؤه يحاولون تهدئته. لكنهم, بدلا من ذلك, بدءوا يشاركونه البكاء!!
هنا أخبرتني المعلمة أن ذلك الصبي قد فقد أخته فجأة, إذ توفيت في حادث سيارة قبل أسبوعين. ومنذ ذلك الوقت, وهو متحجر الوجه, لا يتبادل أي حديث مع زملائه أو مع المعلمة.
لكن عندما انفجر في البكاء بعد سماعه قصتي, انطلقت مشاعره الحبيسة, ووجد الطريق الطبيعي ليعبر عن حزنه.
وأضاف الكاتب الألماني الشهير: ولاشك أيضا أن المشاركة الوجدانية التي وجدها في بطل القصة ومن زملاء الفصل, قد خففت عن ذلك الطفل, الذي أصيب إصابة شديدة في مشاعره, وأعادت التوازن إلي سلوكه ونفسيته.
(2) لجنة تحكيم الأطفال
أهم ما نريده من أفلام الأطفال, أن تدور حول علاقة الأطفال بالكبار.
هذا ما أعلنه 29 طفلا من 11 دولة من آسيا وأوروبا والبلاد العربية في ختام أحد مهرجانات القاهرة الدولي لسينما الأطفال.
كان أعضاء لجنة تحكيم الأطفال الدولية يعلنون في مؤتمرهم الصحفي عن الأفلام التي وقع عليها اختيارهم للفوز بجوائز المهرجان, عندما سألتهم: ما هي الموضوعات التي يهمكم أن تدول حولها أفلام الأطفال في مهرجان العام القادم؟.
أمسك الأطفال بالميكروفون يكشفون سر اهتمامهم بعلاقات الصغار مع الكبار.
قال طفل من إيطاليا: نريد أفلاما تتحدث عن حقوق الأطفال, ومن أهمها حق الطفل في أن يعبر عن نفسه بحرية, وحقه في حياة خالية من الخوف والفقر والاستغلال.
وقال طفل من الأردن: نريد أفلاما تبرز مساوئ التفرقة العنصرية بين الأطفال, فللأطفال حقوق متساوية مهما اختلف لونهم أو ديانتهم أو جنسهم أو جنسيتهم أو مستواهم الاجتماعي.
وقالت طفلة من تونس: نريد أفلاما يقود فيها الأطفال عالم الكبار ضد الحرب, فالأطفال هم أول من تصيبهم الحروب بأضرارها وويلاتها.
وأخيرا قالت طفلة من مصر: نريد أفلاما مصرية للأطفال تدل علينا, وتزيد من معرفتنا ببلدنا.
Email: [email protected]