قال نبيل فهمي وزير الخارجية الأسبق، إن النظام العالمي المعاصر لازال قائمًا على فكرة مراكز القوى والحرب العالمية الثانية وما بعدها، مؤكدًا أن الأمريكان في عام 1823 بدأوا عهد مراكز القوة عالميًا.

وأضاف «فهمي» لبرنامج «يحدث في مصر» الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر على شاشة «MBC مصر، أن الغرب خالف كل تعهداته بعدم ضم دول شرق روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، موضحًا أن انهيار الاتحاد السوفيتي كان اقتصاديًا قبل أن يكون عسكريًا.

وأوضح وزير الخارجية الأسبق، أن الروس بعد انتهاء الاتحاد السوفيتي أصبحت منظومة مادية مثل أمريكا، مُشيرًا إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يشعر أن الغرب وأوروبا ضعفاء ويعلم جيدًا أن الأمريكان لن يتدخلوا عسكريًا في أوكرانيا، قائلًا: «الأمريكان لن يخوضوا معارك عسكرية بعد تجاربهم في أفغانستان والعراق».

وأكد «فهمي» أن هناك انكماش لدول الغرب خلال الـ5 سنوات الماضية، قائلًا: «هناك مبالغة في الفعل الغربي.. ومبالغة في رد الفعل الروسي»، لافتًا إلى أن روسيا سوف تحدد مواقع معينة لن تنسحب منها في أوكرانيا وستعمل على تعيين حكومة أوكرانية جديدة.

وعن القضية الفلسطينية، أكد «فهمي» أن القضية الفلسطينية ليست على أولويات الغرب حاليًا ولا تحظى بالاهتمام، لافتًا إلى أن تطوير القضية الفلسطينية بالتركيز على المخالفات الإنسانية ولكن حلها سياسيًا صعب، قائلًا: «ينبغي أن نستمر في الدفاع عن الحق حتى نحافظ على دورنا الريادي في المنطقة وهو ما يحدث في القضية الفلسطينية».

وشدد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر هي العمود الفقري لمنطقة الشرق الأوسط، مُشيرًا إلى أن علاقة مصر بالولايات المتحدة الأمريكية مهمة دون وصفها بالشراكة، قائلًا:»الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلينا حاليًا كأصحاب رأي لمعرفة اتجاهنا نحو قضايا المنطقة«.

وأشار «فهمي» إلى أن أمريكا أصبحت ترى أن مصر بلد أصبحت تقف على قدميها وأصبح لها موقف ورأى، مؤكدًا أن البعض كان يعتقد أن التيار الإسلامي سيغلب على حكم المنطقة.

وقال «فهمي»: «أمريكا شعرت بعد أحداث 11 سبتمبر أنها تستطيع أن تقضي على بعض القيادات ولكن لا تستطيع القضاء على الفكر المتطرف»، مؤكدًا أن جميع الأحداث الهامة في الشرق الأوسط لم تتم على الهوى الأمريكي.

وعن ثورة 30 يونيو، أوضح وزير الخارجية الأسبق، أن 30 يونيو، وحرب أكتوبر، لم يكونا على هوى أمريكا وروسيا، مؤكدًا أن 30 يونيو كانت ضرورية لأنه كان هناك سعي لسرقة الهوية المصرية.

وقال «فهمي» إن السعوديون هم أول من دعموا مصر بعد ثورة 30 يونيو واعتبروا أن المساس بمصر هو مساسًا بالمملكة، قائلًا: «السعوديون قالوا لي حينما كنت وزيرًا للخارجية»إحنا مش في ضهركم إحنا قدامكم«وشكرتهم على هذا الدعم».

ولفت إلى أن الإمارات والسعودية دعما مصر بعد ثورة 30 يونيو وهذا دليل على قوة العلاقات الثابتة مع البلدين، مؤكدًا أن ما يحدث في مصر ينعكس على المنطقة وهو من مزايا مصر عالميا.