شغلت تطورات الأحداث الروسية الاوكرانية العالم بمجمله، والسودان لم يكن بمعزل عن تلك الأحداث، فهنالك مواقف الحكومة الانقلابية تجاه القضية من جانب وآراء الشارع السوداني الرافض للانقلاب و الحرب من جانب آخر.
التغيير: فتح الرحمن حمودة
امتنع السودان بجانب 35 دولة أخرى عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي طالب روسيا بالتوقف الفوري عن استخدام القوة ضد أوكرانيا .
وتبنت الجمعية العامة القرار بمجمل أصوات بلغ 141 من أصل 193 دولة عضو، فيما عارضته 5 دول هي روسيا وبيلاروس وكوريا الشمالية وإريتريا وسوريا وهي الدولة العربية الوحيدة المعارضة للقرار.
قرار ذكي
المحلل السياسي اللواء المتقاعد أمين إسماعيل مجذوب، وصف لـ (التغيير)، امتناع تصويت السودان في الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ “الذكاء” الذي جعل البلاد ان تقف في موقف محايد.
وأشار إلى أن التصريحات الفردية لا تخدم السياسة الخارجية، بينما يرى أن الامتناع جاء بناءا على الترتيب الذي تم مابين وزارة الخارجية والوفد الممثل في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة الانقلابي قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد أيد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بسيادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
فيما تضاربت بيانات وزارة الخارجية السودانية وسفارة السودان في موسكو حول تلك التصريحات.
ونفت السفارة إدلاء (حميدتي) بأي تصريحات لأي وسيلة إعلامية، بينما عادت وزارة الخارجية لنفي بيان السفارة.
كما نفى البيان أن يكون (حميدتي) قد صرح بمساندة السودان لموقف الرئيس فلاديمير بوتين، بشأن اعترافه بسيادة دونيتسك ولوغانسك.
ضد الحرب
وفي استطلاع أجرته (التغيير) لمعرفة آراء السودانيين حول الغزو الروسي لأوكرانيا، قال عبدالله إبراهيم، إنه ضد الحرب اي كانت الأسباب، وأنه ليس هناك سببا يدفع الروس لغزو أوكرانيا.
ذلك أعربت ايناس منصور، عن رفضها الحرب الروسية على أوكرانيا، التي ترى أنها قد تترك تأثيرات واضحة على السودان في هذا التوقيت.
وأشارت إلى أن روسيا تعلم بأن اغلبية الشارع السوداني رافض لها، فيما طالب أحمد توم، بضرورة محاسبة الحكومة الروسية على الانتهاكات التي ارتكبتها في حق الشعب الأوكراني.
وقال “توم” لـ (التغيير) أنه يرفض الحرب ضد أوكرانيا من حيث المبدأ، ويدعو لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي حدثت خلال الحرب.
ونوه “توم” إلى أن انحياز معظم دول العالم إلى الشعب الأوكراني يكشف المفارقات بين قضية أوكرانيا وقضايا أخرى مشابهة.
وأشار إلى أن هذا لا يعني النظر للاوربيين على انهم وصلوا الى قمة الضمير الإنساني والأخلاقي.
تأييد وتضامن
بدورها أعلنت ريان طه، تأييدها ودعمها لأوكرانيا باعتبارها دولة ذات استقلالية، وأنه لا يحق لروسيا الهجوم عليها أو التحكم في قرارتها.
وأضافت أنه اذا كانت هنالك خطوات لروسيا تجاه أوكرانيا يجب أن تبدأ بالتفاوض.
وجدت الأزمة الاوكرانية طريقها الى لافتات الاحتجاجات المستمرة في السودان والرافضة للانقلاب العسكري.
جاء ذلك في الوقت الذي تحارب فيه روسيا، حيث لم تخلو تظاهرات الشارع السوداني الرافضة للانقلاب من التضامن الكامل مع أوكرانيا حتى خريجي الجامعات الروسية من السودانيين لقد كانوا منددين بالحرب الروسية على أوكرانيا.
