الفنان الزعيم أحمد.. «الدستور» في معرض خان المغربي

الأصل معناه ومفهومه قديم قدم وجودنا على الأرض، الأصل الذي يستعيد الحنين للسنوات الأولى لطفولة الريفيين، ويشير إلى هؤلاء الذين تدربوا كثيرا على الشقاء، حاملين وراء ظهورهم البهجة.

 في زيارة «الدستور» لمعرض خان المغربي خطفني عالم الفنان الزعيم أحمد، مجرد التفاته سريعة إلى أعماله كان هناك ما يشدني «شخصيا» إلى سنوات طفولتي الأولى، ذلك الرجل الذي يشبهنا وتلك العجلة التي تشبه الحياة والبهجة القديمة الطازجة، ودوما نحملها وراءنا لنقدمها محبة لهؤلاء الذين نراهم دوما يستحقون كل الورد.

ذلك البياض الخارجي الذي يظهر واضحا في زي هؤلاء يتبعه بالضرورة بياض داخلي يشغل قلوبهم ويضيء سماء أرواحهم، في زمن القسوة المليء بالسواد. 

أصل الحكاية عنوان للجمال والبهجة والحنين للفنان الجنوبي الأصل والمولد الزعيم أحمد وافتتحه مؤخرا بجاليري خان المغربي بالزمالك. 

وقال الفنان التشكيلي الزعيم أحمد: «جاءت لبدايات كانت مبكرة جدا، ودون وعي بمفهوم ومعنى الفن، لكن كانت ممارسته هي الأصل عندي، ممارسته بالتفكير أولا فيما أرى منه صور يومية وحياتية، ورسم هذه الصور على الورق بطريقتي ـ وما أريده أنا فيها، وكانت البداية نتيجة تعلقي إلى حد الهوس بالفن والرسم تبدو متعثرة، وتشير إلى طالب فاشل في الحياة الدراسية، خاصة أن في تلك الفترة من التعليم كان بصحبتي أخي توائمي في الدراسة، وكان متفوقا دراسيا عكسي تماما».

 كل الأمور تشير إلى رحلة دراسية متعثرة، المفاجأة كانت في الثانوية العامة حينما قررت دخول كلية الفنون الجميلة بالأقصر، وحققت فيها تقدم دراسي غير معتاد بالنسبة وعكس بداياتي الدراسية، حتى أنى رشحت للعمل معيدا بالكلية وحدث ذلك ومن ثم اصبحت الآن مستشار فنيا بكلية الفنون.

يلفت الفنان الزعيم أحمد ما يخالف قناعاتي الفكرية والفنية لا أفعله ولا أقدم أعمله، ممارستي للفن ورؤيتي له أنه هو الأهم من الذهاب إلى التفرغ الأكاديمي كان سبب رئيس في عدم انجازي رسالة الماجستير، واختياري أن أكون ممارسا فقط للفن، ومع كامل تقديري لكل الفنانين الأكاديميين أرى أن الأكاديمية تأخذ من الفن، وأقصد الأكاديمية دون ممارسة الفن دون الاشتباك معه بشكل عملي، دون الحضور فنيا.

 

 الحنين في أصل الحكاية

 يبدو أن الزعيم أحمد معجون بالتدقيق في التفاصيل، واستعادة الأسئلة ويصفها بالعالقة والمربكة، حديث «الزعيم» عن الفن مرتبط ارتباط وثيق بماهية وجودنا، أصالتنا المنسية والمهمشة والمطمورة ويرى فيها أنها أحد أسرار تفردنا في أوقات ماضية، وواحدة من أهم وأبرز سمات هويتنا. 

الفنان التشكيلي الزعيم أحمد في ظني ان لم يتجه إلى التشكيل لأصبح واحدا من كبار ساخرين مصر، يتحدث الزعيم عن سنوات الطفولة الأولى وما عاناه نتيجة انشغاله بالرسم كأداة للتعبير عن ماهية وجوده، وتسريب إحساسه بالمتناقضات التي تعيشها مجتمعاتنا كل هذا يأتي عبر جمل مقتضبه يفهمها تماما أبناء الجنوب. 

عالم الجنوب 

يذهب الزعيم لما هو أبعد في معرضة «أصل الحكاية» الذي يعرض بجاليري خان المغربي، فهو يقدم نموذج لعالم الجنوب، ويندر فيه ظهور المرأة، يقدم المشتغلين بالفن «المزيكا» كمدنيين يرتدون البنطلون والقمصان.

ما يقدمه معرض “أصل الحكاية” هو حالة جمالية كاملة ترصد اجواء وحياة الجنوب لحظات الفرح والدهشة.

ويؤكد الزعيم على أن ندرة وجود المرأة في أعماله يؤكد حضورها، في الجنوب ثمة أدوار أخرى غير معلنة لعالم المرأة، فهي صاحبة القرارات المصيرية في حياة العائلة، دائما يظهر غياب المرأة بطريقة تعلن حضورها صراحة في كل خطوات حياتنا، ومصائرنا، وسطوة وجودها تأت من تلك الحالة التي تأخذنا لإعلان غيابها.

سيرة ووجوه الزعيم

يلفت الزعيم أن هناك من أشار إلى أن الملامح متطابقة لشخصيات اللوحات، وهذا صحيح، نفس الوجه المتكرر يعني تعدد للأصوات للحالة التي نعيشها لصورتنا الواحدة والمكررة والمختلفة فيما تحمله من انطباعات.

ويؤكد الزعيم لا شك أن شخصيات المعرض تشير إلى سيرتي وما عشته ولمسته واقتربت منه، هي جزء رئيس من قضاياي التي أعايشها، وابحث لها عن حلول بإخراجها دفقات على اللوحة.

يشير الزعيم إلى أنه يأسف كثيرا على حالة وضع الفنون في عالمنا العربي، وأن الحضور عالميا يعني تقديم ما هو مختلف بتقديم عالمنا والذهاب إلى أقصى درجة من فهم هذا، ليست الموهبة فقط كافية بل الأصرار على المتابعة لما يقدمه الأخر، وليس من الضروري محاكاته بل الأهم فهمه ومعرفته، وهذا ما نفتقده كثيرا إلى جانب ذلك هو البعد عن الأصالة وعن واقعنا وعن بيئتنا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

تاريخ الخبر: 2022-03-11 15:21:08
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

نافاس يغادر إشبيلية نهاية الموسم بعد مسيرة حافلة بالألقاب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 21:25:55
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

تزنيت.. الاحتفاء بالذكرى الـ 68 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-16 21:25:05
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

نافاس يغادر إشبيلية نهاية الموسم بعد مسيرة حافلة بالألقاب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 21:26:04
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية