«أقراص اليود».. سلاح المدنيين في أوكرانيا بعد الحديث عن الحرب النووية

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ثم تطورها وتهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي في حال لم يُستجب لمطالبه، بدأت أوكرانيا بتوزيع ما يُعرف بأقراص اليود على مواطنيها استعدادًا لاستقبال أيًا من تسريبات الإشعاعات النووية وذلك خوفًا من تكرار شبح تشرنوبل والإقبال على مأساة إنسانية جديدة. 
 

فما هو تأثير استخدام أقراص اليود أمام الإشعاع النووي، وهل سيكون اليود هو المطلب الحيوي الهام للعالم بعد تهديدات الرئيس بوتين؟.

الدكتور على عبد النبي نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق أوضح في حديثه "للدستور" أن أقراص اليود تُستخدم للوقاية في حال التعرض للإشعاعات النووية ذات الجرعات الخفيفة والمتوسطة، وذلك لتقليل الضرر الناتج عنها على جسم الانسان. 


وتابع أنه في حال التعرض للإشعاع النووي، ينتج عن ذلك تدهور كفاءة الغدة الدرقية، نتيجة استقبالها لليود المُشع، الذي يتسبب في الإصابة بعدة أعراض قد تنتهي بالوفاة، لذا يتم التزويد بأقراص اليود في هذه الحال لتخفيف تلك الآثار.
 

في الوقت نفسه أكد عبد النبي أن تلك الأقراص لا تفيد في حال كان التعرض للإشعاع النووي ذات الجرعات الشديدة، والذي ينتج عنه حدوثًا فعليًا لما يعرف بالحرب النووية.


أما عن تلك الحرب النووية أوضح أنه من المستبعد تمامًا حدوثها في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا لكونها تعني فناءًا للعالم وليس فناء الجهة الموجه لها تلك الحرب، مشيرًا إلى أن ذلك يعنى أن كافة الأحاديث التي يتبادلها البعض عن احتمالية حدوث حربًا نووية قادمة هي أحاديث عارية تمامًا من الصحة، وذلك نظرًا لما يدركه تمامًا جميع أطراف الأزمة من خطورة قيام تلك الحرب على البشرية جميعها وعلى الأحياء المتواجدة على كوكب الأرض. 
 

 

من جانب آخر؛ أشار نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق، إلى أن هناك نوعان من الحرب النووية أولهما الحرب النووية الاستراتيجية "وتلك هي المُدمرة للعالم"، والتى تستخدم فيها قنابل قدرتها التدميرية تزيد عن 15 كيلوطن من الـ "تى ان تى"، أى قنابل نووية إستراتيجية، وهى تستخدم فى تدمير أى أهداف كبيرة، مثل المدن الكبيرة، وثانيها الحرب النووية التكتيكية، والتى يستخدم فيها قنابل نووية صغيرة، قدرتها التدميرية تقل عن 15 كيلوطن من الـ "تى ان تى"، وهى تستخدم فى ساحة المعركة، بغرض الحسم السريع للمعركة، أو ضد أهداف يصعب تدميرها بالقنابل التقليدية، أى تدمير الجزء الذي أطلقت بصوبه فقط، مثل تدمير حاملة طائرات أو غواصات أو تشكيلات قتالية من الدبابات، موضحًا أن تلك الأخيرة قد تكون هي الورقة الأخيرة المُستخدمة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ولكنه أكد أنه يظل هذا الأمر كذلك مُستبعد الحدوث حيث تمتلك كلًا من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية قنابل تقليدية، مثل "أبو القنابل" و"أم القنابل"، لها قدرات تدميرية تماثل القنابل النووية التكتيكية، دون الأخطار الجمّة التي تُسببها القنابل النووية، وفي الوقت نفسه تتسبب في ردع وذعر العدو.

الأمر نفسه أكدته الدكتورة هدى أبو شادي وكيل كلية الدراسات العليا للنانو تكنولوجى بجامعة القاهرة، وعضو المجلس الاستشاري التي أوضحت أن أهمية أقراص اليود تأتي بالبلدان التي تقترب من مجال الإشعاع النووي لتقلل من حدة هذا الإشعاع وتأثيره على المواطنين، مشيرة إلى أن مصر بعيدة تمامًا عن هذا المجال لذا فلن تكون تلك الأقراص مطلبًا حيويًا لمواطنيها.

وتابعت أنه حتى إجراء توزيع أوكرانيا على مواطنيها تلك الأقراص، لا يعدو أن يكون إجراءًا احترازيًا روتينيًا ناتجًا على ما لا يزيد كونه مجرد تهديدات من الجانب الروسي باستخدام السلاح النووي.

مؤكدة على أن الجميع يعلم تمام العلم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتمتع بالذكاء السياسي والفطنة والإدارة الحكيمة صاحبة العلم، ما تمنعه من الدخول في حرب نووية، فهو يُدرك تمامًا أن الدخول بهذه الحرب يعني الخسارة والدمار وليس الانتصار، وبالطبع لا أحدًا يدخل بحرب يعلم تمام العلم أنه خاسر بها.

إضافة إلى ذلك أكدت هدى أن هناك العديد من أواصل الصلة التي تجمع بين سكان أوكرانيا وروسيا حيث أن عددًا كبيرًا من مواطني أوكرانيا هما روسيو الجنسية إذن فليس من المنطقي أن تضرب روسيا بأبنائها. 
 

وذكر الدكتور سمير عبد الحميد استشاري أمراض الصدر، أن تناول اليود بجرعة كبيرة يمنع استقرار اليود المُشع في خلايا الجسم.
وتابع أنه في حال تم تناول اليود "الجيد" والكافي في الوقت المناسب، فلن يكون هناك أي مكان في الغدة الدرقية لـ "اليود المشع السيئ"، وبالتالي لا يمكن لليود المشع أن يتراكم في الجسم ومن ثم يتم إفرازه من خلال الكلى.

وأضاف أن تناول عنصر اليود هام للغدة الدرقية التي تتحكم في إنتاج الهرمونات المُسيطرة على العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك نمو الدماغ.

 في الوقت نفسه أشار عبد الحميد إلى أنه لا يجوز تناول أقراص اليود كإجراء احترازي، وتابع أنه عند حدوث تدمير محطة للطاقة النووية ومن ثم إطلاق النشاط الإشعاعي، فليس من المنطقي تناول تلك الأقراص فوراً كإجراءًا وقائيًا، وذلك لأن الغدة الدرقية تخزن اليود فقط لفترة زمنية معينة، مشيرًا إلى أنه يمكن أن يتسبب التناول غير الضروري لجرعات عالية من اليود في حدوث آثارًا جانبية خطيرة، لذا نصح بعدم تناول هذه الأقراص إلا إذا كان الشخص يتعرض لخطر شديد.

يُذكر أنه مع أزمة الحرب الروسية الأوكرانية التي تهدد باستخدام السلاح النووي، صرحت الرابطة البلجيكية للصيدلة (APB) ، إن 29179 بلجيكيًا حصلوا بيوم واحد على أقراص اليود مجانًا من الصيدلية، وبحسب الرابطة، تم توزيع ما مجموعه 32483 عبوة في يوم واحد، وهذا هو ثالث أعلى رقم منذ عام 2018 ، عندما أطلقت الحكومة حملة إعلامية حول المخاطر النووية وأتاحت الأدوية مجانًا في الصيدليات.
كذلك شهدت دولة فنلندا في الوقت نفسه إقبالًا واسعًا على شراء أقراص اليود وتخزينها  استعدادًا لحدوث أي أزمة نووية ناتجة عن حرب روسيا وأوكرانيا.

وقد حددت الجرعات المناسبة من اليود في حال التعرض للتسرب الإشعاعي لكل الفئات العمرية والصحية، فعلى سبيل المثال يتم تناول الأطفال حتى شهر واحد 1/4 قرص ، ومن شهر إلى 3 سنوات: 1⁄2 حبة ؛ 3-12 سنة: 1 قرص ؛ و12-40 سنة: حبتان في جرعة واحدة،  كما تتناول النساء الحوامل والمرضعات حبتين، و في حالة وقوع حادث نووي ، فإن جرعة واحدة من اليود كافية بشكل عام، وفي حالة التعرض المتكرر أو المطول لليود المشع ، يجب اتباع تعليمات السلطات المختصة بدقة.

تاريخ الخبر: 2022-03-11 21:20:59
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية