الاختيار الصحيح بين طرفى الزواج من عدمه، يبدأ من فترة الخطوبة التى تظهر بها العيوب والمشكلات الشخصية، عبر التأنى والتركيز فى كل أمور حياته وتصرفاته، وهى الإشارة الحمراء التى توضح هل ستستمر هذه العلاقة بنجاح أم ستفشل، ولكن فى حال عدم الملاحظة والحساب جيداً، حتى لا يقع البعض فى أزمة الطلاق أو الانفصال، خاصة بعد إنجاب الأطفال، لذا توجد عدة خطوات مهمة يجب اتباعها، وهو ما يوضحه الرأى النفسى والاجتماعى. الدكتور محمد هانى، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، شرح أنه إذا اختار الطرفان بعضهما منذ الخطوبة بطريقة صحيحة، حينها لا تحتاج المرأة لتأجيل أو تأخير الإنجاب بعد الزواج ووضع نفسها فى مشاكل، موضحاً أن هناك الكثير الذين لا يهتمون بتلك الفترة، ويعتقدون أنها فقط لتجهيز عش الزوجية.

«أنا مش مع البنت تعجل فى الجواز بدون فترة خطوبة مناسبة».. هكذا وصف «هانى»، أهمية فترة الخطوبة، التى يجب ألا تكون أقل من عام، لمعرفة جميع التفاصيل من حياته الشخصية والاجتماعية والعائلية والمهنية والمادية، والبحث عنه أيضاً فى السجل المدنى للتأكد منه، حتى لا تكتشف بعد الزواج كوارث تجعلها تنتهى بالطلاق، خاصة أن أغلبية الناس حالياً يهتمون بأمور أخرى، مثل الشقة والسيارة والمرتب وغيره بدون التركيز هل هو شخص سوىّ أم لا، أو يفعل تصرفات خاطئة: «لازم يكون شخص أمين إنك تعيشى معاه».

«هانى»: ما تجيبوش عدد كبير من الأطفال فى مدة قصيرة

وأوضح أن العلاج الصحيح فى الزواج بداية الاختيار، ووجود الأبناء يوطّد العلاقات فى حال مشاركة شريك الحياة المناسب: «فكرة تأخير الإنجاب ساعات بيزرع نوع من أنواع الخوف بين الطرفين، والمهم فى الموضوع، أن كمان لما تقرروا تخلفوا ما تجيبوش عدد كبير من الأطفال فى مدة قصيرة، القصة مش كده لازم أبدأ طبيعى».

«صادق»: إحنا مش بنخلّف وبعدين ندور على الحكومة تربى لنا العيال

فيما شرح أستاذ علم الاجتماع الدكتور سعيد صادق، أنه فى البداية يجب معرفة أن أغلب حالات الطلاق تكون فى السنة الأولى من الزواج بسبب المسئوليات الكبيرة والضغوطات الحياتية، لذلك يجب عدم التسرع فى خطوة الإنجاب: «العشرة ممكن تطلع عدم توافق وخلافات ومشاكل فإيه الداعى للاستعجال، لازم نستنى أول سنة حتى بعدها نفكر الأول ونشوف ظروفنا مناسبة ولا لأ». «إحنا مش بنخلف وبعدين ندور على الحكومة تربى لنا العيال».. هكذا قال «صادق»، عن الأهالى الذين يقررون الإنجاب بعدد كبير من الأبناء، بدون التفكير فى أهم الأمور الحياتية، وكيفية الصرف عليه وأن يكون شخصاً سوياً لا يكبر بداخله عقد نفسية تؤدى لمشاكل كبيرة: «الانفجار السكانى له أثر على نوعية الخدمات لأن العدد بيبقى كبير على الموارد الموجودة». وتأتى أغلبية المشاكل من الطبقة الفقيرة لأنهم ليس لديهم وعى كافٍ، حيث إنهم يسيرون على منطق «العيل بييجى برزقه»، ومعتقدين أن هناك من سينقذهم للصرف على أبنائهم، أى يحاولون الاعتماد على الآخرين، بحسب قول «صادق»: «والنتيجة بتكون مش عارف يصرف على الأولاد، فإما يبقى معقد لما يلاقى نفسه مش زى اللى حواليه، أو مجرم لأنه متعلمش كويس أو متسول أو إرهابى، كل مشاكل مصر طالعة من الانفجار السكانى»، وتصبح المعيشة مأساة كبيرة.

ونصح أستاذ علم الاجتماع، بأنه لا بد من تغيير ثقافة هذه الطبقة وتطوير فكر المرأة كونها هى مَن تحمل، وأن كثرة الإنجاب ربما تؤدى إلى موتها ويتم الأبناء: «لو الواحد هيقدر يصرف على عياله، ويعلّمهم كويس عشان يبقى إنسان سليم يبقى كويس».