دعاة حقوق الإنسان يرفرفون بسماء أوكرانيا!
دعاة حقوق الإنسان يرفرفون بسماء أوكرانيا!
يواصل الجيش الروسي الحرب علي أوكرانيا وسط تشديد الدول الغربية وأمريكا عقوباتها السياسية والاقتصادية والرياضية ضد موسكو, مع زيادة الدعم العسكري الغربي للسلطات الأوكرانية. فلم تعد أمريكا اللاعب الوحيد علي الساحة الدولية, ولا هي المتحكم الأوحد بالعالم, بل تصاعد التوتر بشكل رهيب بين روسيا من جهة وأمريكا وحلف الناتو من جهة أخري لرفضهم القاطع الرد علي مقترحات موسكو بتزويدها بضمانات أمنية رسمية لحماية حدودها ومواجهة العدوان الروسي عبر ضخ السلاح إلي الطرف الأوكراني, ولا يقتصر ذلك السلاح علي الاحتياجات الدفاعية, بل تجاوزها إلي الأسلحة الهجومية المتطورة وفتحت الحدود للشعب الأوكراني, وتم ضخ الملايين من العملات الأجنبية لشراء احتياجاتهم للصمود أمام الآلة العسكرية الروسية, إذا العالم كله مشترك في حرب أوكرانيا.
وستظهر تلك الحرب مزيدا من التداعيات والتداخلات, وصولا إلي صياغة عالم جديد ومختلف في مفاهيمه وسياساته وتحالفاته.
وعلي صعيد الداخل الروس تواصل السلطات الرسمية إعادة بناء البيت من الداخل بما يتوافق مع العقوبات التي تتزايد حدتها يوما بعد يوم, لاسيما بعد إعلان الاتحاد الأوروبي تهديداته لروسيا بحرب اقتصادية ومالية شاملة, والسؤال الذي يطرح نفسه هل الأطراف التي تسببت في اشتعال الحرب ونفخت في النار تريد بالفعل إنتهاءها, ماذا لو تم الانصياع والتوافق علي المطالب الرئيسية لموسكو, والتي هي ضمانات موثقة لمنع المزيد من التوسع نحو الشرق لحلف الناتو, والامتناع عن نشر أسلحة هجومية بالقرب من الحدود الروسية, وإعادة القدرات العسكرية والبنية التحتية للحلف في أوروبا إلي الوضع الذي كان عليه في 1997 عندما تم التوقيع علي القانون التأسيسي للعلاقات المشتركة والتعاون والأمن بين روسيا وحلف الناتو. إن قبول أوكرانيا في حلف الأطلسي الناتو يعني تقريب البنية التحتية العسكرية للناتو من حدود روسيا الأمر الذي سيختصر وقت وصول الصواريخ الأمريكية إلي موسكو إلي بضع دقائق!
لا عقل لهؤلاء السياسيين ولا رحمة, فهم من يري أنهم دعاة الحرية وحقوق الإنسان, وينصبون أنفسهم مرسلين من السماء لتحقيق العدالة الإلهية, وها نحن نشاهدهم عن كثب!
[email protected]