مسارًا أكثر تفاقمًا وخطورة اتخذته الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك بعد أن أعلنت روسيا أنها اكتشفت برنامجًا للأسلحة البيولوجية فى أوكرانيا، ليتحول الأمر إلى سبب لقلق عالمي من حدوث كارثة إنسانية جديدة قد تحل ببلدان العالم. إذ أنه بعد أسبوعين من بدء العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريو زاخاروفا فى تصريحات للصحفيين: "بإمكاننا القول إن المعامل الأوكرانية القريبة من حدودنا، يتم بها تطوير مكونات الأسلحة البيولوجية".

وأضافت أنه صدر الأمر بالتدمير العاجل لهذه المواد، من أجل ألا يتم الكشف عن المواد والبرامج التى يتم تصنيعها هناك، موضحة أن هذه البرامج تشمل جراثيم قاتلة مثل الأنثراكس والطاعون، كما ذكرت أن الولايات المتحدة تدير معملًا للحرب البيولوجية فى أوكرانيا، و طلبت لهذا موسكو من واشنطن تفسيرًا لوجود معامل هذه الحرب بأوكرانيا.

ونتيجة لهذه التطورات المخيفة في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا ظهر وسمًا جديدًا وهو جراثيم أوكرانيا، حيث كانت عباراته هي الأكثر بحثًا على مواقع التواصل الاجتماعي فور إعلان روسيا عن وجود تلك الجراثيم بأوكرانيا.

"الدستور" رصد بالتحليل التفاعل مع هذا الوسم منذ لحظة ظهوره:

البداية كانت باستخدام أداة تحليل البيانات «track my hashtag» وحسب الأداة كانت النتيجة، أنه تم نشر 90 تغريدة وشاركها 90 مغردًا، 47217 ألف مغرد هو عدد الأشخاص الذين وصلوا إلى التغريدات المتفاعلة مع الهاشتاج.

جاءت بداية التفاعل الساعة الثانية مساءًا صباح يوم  الموافق 8 مارس، "وهو وقت تداول خبر وجود جراثيم بمعامل أوكرانيا"، وذلك بواقع تغريدة واحدة، وارتفع ليصل إلى أعلى معدلاته بالساعة الرابعة مساءًا يوم الجمعة الموافق 11 مارس بواقع 9 تغريدات.

ووصلت نسبة إجمالي التغريدات التي حللتها الأداة14.44%، فيما كانت الردود على تلك التغريد11.11%، أما إعادة التغريد وصلت إلى 74.44%، كما احتلت اللغة العربية نسبة 90% بالتفاعل.

وباستخدام أداة «social searcher» التي تقوم بتحليل أكثر من 11 من مواقع التواصل الاجتماعي، تصدر موقع «فوكنتاتي» النسبة الأكبر في التفاعل مع «الهاشتاج»، وذلك بعدد 71 تغريدة وتلاه مباشرة موقع «تويتر» بعدد 56 منشور.

وباستخدام أداة «Tweet blinder» جاء إجمالي عدد التغريدات 90 تغريدة، وصُنفت 67 تغريدة منهم كإعادة تغريد لتمثل النسبة الأكبر بمعدل 74.44٪، وتلاها الردود على التغريدات التي جاء عددها 10 تغريدة، بنسبة 11.11٪، ثم جاءت التغريدات بالصور واللينكات التي كان عددها إلى 7 تغريدة بنسبة 7.78٪.
‏

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، قال إنه من الواضح أنه فى أعقاب العملية العسكرية الخاصة، أن البنتاجون بدأ فى أن تكون لديه مخاوف جادة بشأن تجارب الحرب البيولوجية التى تم الكشف عنها فى الأراضى الأوكرانية.

كما أشار إلى أن الوثائق التى تم الكشف عنها، تؤكد أن مكونات أسلحة كيماوية تم تطويرها فى معامل أوكرانيا البيولوجية، فى أماكن قريبة من روسيا.

‏وفي الوقت نفسه نفى  المسئولون الأمريكيون ذلك، ووصفوه بالدعاية السخيفة واتهموا روسيا بالسعى إلى إيجاد ذرائع للحرب.

ويأتى ذلك فى الوقت الذى ذكرت فيه وكالة رويترز أن منظمة الصحة العالمية نصحت أوكرانيا بتدمير مسببات الأمراض الخطيرة الموجودة فى معامل الصحة العامة بالبلاد لمنع أى انتشار محتمل من شأنه أن ينشر الأمراض بين السكان.

وقال خبراء الأمن البيولوجى، إن تحركات القوات الروسية داخل أوكرانيا وقصف المدن قد أثار المخاوف من احتمال خروج الفيروسات أو الجراثيم المسببة للأمراض فى حال تدمير أى من المنشآت.

وردًا على أسئلة من رويترز بشأن عملها مع أوكرانيا قبل الغزو الروسى، قالت منظمة الصحة فى رسالة بريد إلكترونى أنها تعاونت مع معامل الصحة العامة الأوكرانية على مدار سنوات لتعزيز الممارسات الأمنية للمساعدة فى منع الانتشار العرضى أو المتعمد لمسببات الأمراض.

كما قالت المنظمة إنه كجزء من عملها، أوصت منظمة الصحة بشدة وزارة الصحة فى أوكرانيا والهيئات الأخرى المسئولة بتدمير الجراثيم التى تمثل مخاطر كبيرة لمنع أى انتشار محتمل.

ولم تكشف المنظمة عن وقت هذه التوصية ولم تقدم تفاصيل محددة عن نوعية الجراثيم أو السموم الموجودة فى معامل أوكرانيا. ولم تجب الوكالة أيضا عن أسئلة بشان التوصيات التى تبعت ذلك.