الإنسانية لا تكيل بمكيالين، أحد مبادئ منظمة الهلال الأحمر المصري بعدما رأت شكاوى المصريين والعرب أثناء نزوحهم من الحرب الروسية ـ الأوكرانيّة التي بدأت في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، وكانت معظم المشكلات تتلخّص في نقص الموارد لديهم من دواء وكذلك ملابس نتيجة فرارهم مسرعين، والأسوأ كان تعاملهم بشئ من العنصرية.

الهلال الأحمر: نعمل على مساعدة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين

كان التعامل السيء نتيجة احتقار كل ما هو ليس أوروبي وهذا تم مهاجمته في العديد من وسائل الإعلام، فلم يُسمح بدخول عدد كبير من النازحين إلى بولندا أو رومانيا من الجنسيات العربية والإفريقية لذا تدخل الهلال الأحمر بمُعاونتهم على تجاوز تلك الأزمة و نجدة المحتاجين بالسبل المختلفة، وذلك بحسب ما ذكر محمود ثروت، مدير إدارة الصحة بالهلال الأحمر المصري.

وقال إنه تم استقباله من قبل وفد يمثل سفارتنا هناك على رأسه السفير مؤيد الضلعي، لمعرفة آخر التطورات الميدانية على الحدود الرومانية - الأوكرانية، وجهود الإغاثة التي يتم تقديمها هناك، كذلك معرفة ما ينقص النازحين لحين إجلائهم لدولهم، موضحًا أن تلك الجهود ليست مكرسة للمصريين فالدّولة ترعاهم من اللحظة الأولى وأجلت العديد منهم بالفعل  حيث نقلت 5 رحلات من رومانيا، حتى الآن، فضلًا عن الدول الحدودية الأخرى كبولندا وسلوفاكيا وهنغاريا ومولدوفا.

وأكمل أن منظمة الصليب الأحمر لا تعمل في معزل، لكن هو اتجاه للمنظمة الدولية الأم، لذا قد زاروا مقر الهلال الأحمر بعد تسهيل السفارة المصرية لذلك وتستمر المهمة لمدة أسبوع قابلة للتمديد إذا اقتضت الحاجة.

وواصل أن الفريق يعمل حاليًا على الحدود الرومانية ـ الأوكرانية للقاء العرب خاصة السوريين والفلسطينيين فهم لا يستطيعون العودة في بلادهم، فقد فروا منها مسبقًا لذا ذاقوا مرارة اللجوء أكثر من مرة، ويحاول الفريق تقنين وضعهم، في بوخارست.

الهلال الأحمر ببولندا: نحاول معالجة اللاجئين العرب

وعلى الحدود البولندية التي يعانى فيها العرب كثيرًا بسبب تحذير الحكومة هناك دخول أي عربي، بدعوى أن ذلك يوفر بيئة خصبة لتشكيل تكوينات إرهابية أو جالية عربية كبيرة من اللاجئين كما هو الحال في ألمانيا من بعد الحرب السورية، وقف مصطفى رفعت، مشرف غرفة عمليات الهلال الأحمر المصري ومسؤول الإغاثة الدولية مع عدد كبير من المتطوعين المصريين لإجلاء العرب فور وصولهم الحدود وإسكانهم فنادق بشكل مؤقت مع وسيلة مواصلات لنقلهم للعاصمة بودابست بعد توفير غطاء قانوني لوجودهم.

أما عن المصريين، فيذكر مشرف غرفة العمليات أن هناك تواصل حكومي ودبلوماسي مع الحكومة البولندية على إجلاء الرعايا المصريين وإعداد فيزة إقامة تمتد لـ 90 يومًا لراغبي الاستمرار في التواجد هناك، وأما عن الراغبين في الرحيل فقد ساعد الهلال الأحمر في تسيير 3 طائرات لإجلاء المصريين من بولندا إلى القاهرة من ومساعدتهم بكافة السبل حتى الإقلاع  من مطار وارسو (شوبان).

محمد علاء: فريق الهلال الأحمر ساعد في علاج زوجتي 

كان من بين من تمت مساعدتهم محمد علاء الذي كان يعمل في مهندسًا في إحدى شركات تصنيع " الميكروشيبس" الإلكترونية ويعيش في أوكرانيا مع زوجته، وعند اشتعال الحرب أجبر على الرحيل فورًا، لكنه فقد جواز السفر الخاص بزوجته، فكان أمام مشكلتين أولًا أنها حامل في الشهر السادس وتحتاج رعاية طبية والأخرى جواز سفرها السوري، فتواصل مع فريق الهلال الأحمر لحل المشكلة.

يروي علاء أنه خشى أن تقتصر السفارة المصرية على نقله وحده لمصر، نظرًا لأنه مصريًا ويجبر على ترك زوجته وفي هذه الحالة كان سيختار البقاء معها في بلندا حتى وإن لم يكون وضعهما قانونيًا.

لذا تواصل مع فريق الهلال الأحمر الذي توجهوا لفندق إقامته على الفور ونقلوا زوجته لمستشفى لعمل الفحوصات اللازمة و الاطمئنان على صحة الجنين، ثم تواصلوا مع السفارة لمعرفة قانونية وضعه، وكان الرد إن كان حملها لا يتضرر بركوب الطائرة سيتم نقلها مع الزوج كونه يحمل صورة من وثيقة زواجهما، وبالفعل تم نقلهم على الطائرة التي قدمت من مطار وارسو للقاهرة مساء الجمعة الماضية.