البرهان الرابح و خسران الإنقلابيين


 

البرهان الرابح وخسران الإنقلابيين

خالد فضل

الإنقلابيون هنا ليس العسكريين وحدهم بل المجموعة الضئيلة العدد والقيمة التي زيّنت لهم الإنقلاب وساندتهم وحرضتهم على قتل الثوار،  بعض أفراد هذه الشرذمة طفقوا يملأوون الفضائيات أكاذيبا وتأليبا تحت زعم التحليل الأمني والإستراتيجي،  لحسن الطالع سلّط الله عليهم بعض الإعلاميين البارعين مثل أحمد طه في قناة الجزيرة فجعلوهم أمثولة في الغباء وأضحوكة في عز المآتم .

الإنقلابيون خسروا منذ البدء في عمليات التحضير للإنقلاب، كان كل الناس في مختلف بقاع الدنيا يعرفون ويحللون ويستنبطون ، لقد كان الإنقلاب زاحفا كما في الوصف الدقيق الذي أطلقته عليه وسائل إعلام سودانية ، وإرهاصاته كانت جليّة من خلال تقاعس المكون العسكري في السلطة الإنتقالية من القيام بمهامه المحددة في الوثيقة الدستورية , ومحاولاته المستمرة لعرقلة مهام وأدوار السلطة المدنية ، من تفريط في حفظ الأمن إلى إطلاق يد العصابات واشعال الفتن بين القبائل ، وتدني مستوى انضباط وعمل الشرطة تحت ذريعة ( ياها دي المدنية الدايرنها) , وصولا لى إلاق الموانئ في الشرق ، والزعم أن ذلك عمل سياسي سلمي،  وكانت مطالب السيد ترك هي ذات الأجندة التي نفذها قائد الجيش بحذفارها , حل الحكومة المدنية , تفكيك لجنة التفكيك , إقصاء قوى الحرية والتغيير وإعتقال الناشطين .. لخ , ولكن الخسران الأكبر للإنقلابيين جاء من الناحية السياسية , حيث واجه الإنقلاب مقاومة شرسة مستمرة منذ قبل إذاعة بيان الإنقلاب إلى يوم الناس هذا , ستة أشهر تقريبا والمقاومة لم تهدأ , وأرتال الشهداء تتزايد يوميا في شوارع الخرطوم , وحال البلد واقف تماما .

ستة أشهر والخسران السياسي للإنقلابيين يتبدى في التخبط والفشل والعجز عن إدارة وطن , اتضح بما لا يتطرق إليه الشك أنّه أكبر من أفقهم المحدود , فعجزوا عن تأليف حكومة تدير الشأن التنفيذي , وأكتفى قائد الإنقلاب بتكليف أشخاص من ذوي القدرات المحدودة لجعلهم ديكور يجيز به ما يسمى موازنة الدولة , وبستقالة د. عبدالله حمدوك ( راح ليهم الدرب تماما ) فباتوا لا يعرفون لى أين يسيرون , فلا شرعية شعبية ولا عتراف خارجي ولو في حده الأدنى كأمر واقع , انقطعت أي أخبار عن منح وقروض وتسهيلات وتمولات ودعم , كل ذلك لدى الهيئات والمؤسسات الدولية مرهون بحكومة يقودها المدنيون , ولن يستطيع جبريل أو مناوي الزعم بأنهم مدنيون !! مثلما لا يستطيع حميدتي التنبر والتحدث باسم الجيش السوداني !! هذه هي وقائع خسران انعكس على حياة الناس , زادت الأسعار عشرات المرات خلال ستة الأشهر , وتدنت قيمة العملة السودانية لا بل انفلت الدولار , بارت كل الخدمات من ماء وكهرباء وصحة بيئة حتى دا وسط الخرطوم بركة آسنة تنبعث منها الغازات الضارة والنتنة , وعطرالشوارع هو الماء الوسخان والبمبان الذي يمطرون بة المتظاهرين بمعدل ثلاث لى أربع مرات اسبوعيا , لم تسلم منه أقسام الطوارئ في المستشفيات , هذا عصارة ما قدمه الإنقلابيون لشعبهم خلال 180يوم تنقص قليلا , فهل من خسران بعد ذلك .

نعم الخسران سمة الإنقلاب , فهو لم يقدم إلا الضحايا من الشباب والشابات قربانا لشهوة السلطة , أما الموارد على شحها فقد استنفدها التهريب والتلاعب واستلغال النفوذ , ما الذي فعله الإنقلابيون لمصلحة الوطن والشعب ؟ لا شئ إطلاقا , في الحقيقة وأدوا كل الأحلام التي بدأت تشرق وبدأت امكانية تحقيقها تلوح , وها هم يتفرجون على شعب يتألم وأمهات تحرق أحشائهن نيران فقد الأحبة من ولد وبنت , لا يستطيعون حتى كتابة سطر عزاء لأسر الشهداء , ولكنهم يتقدمون بالتعازي لأسرة الطفل المغربي ريان ولملك المغرب وشعبها , فتأمل في حالة الخسران هذه !

في المقابل يبدو الرهان الرابح فيما يطرحه الثوار من مبادئ تهدف إلى تيير جذري يستهدف بصراحة قطع رأس أفعى التدمير والتخريب الممنهج للوطن ولحياة شعبه , الرهان على وعي الشباب والشابات الذين قرروا وضع حد فاصل بين تاريخ العبث الوطني المستمر منذ الإستغلال , لقد أوضحوا بجلاء مكان ومهام كل مهنة وكل مجموعة , ليس بعد الآن من وصايا على الشعب تحت أي ذريعة , لا مجال لإنقاذ الوطن والشعب والسير به للأمام إلا عبر سكة واضحة واحدة لا شريك لها هي سكة الحرية والسلام والعدالة , هذه هي ملخص الرهان الرابح فليختر كل فرد موقعه يا سادة .

 

تاريخ الخبر: 2022-03-13 00:22:13
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:14
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية