الإندبندنت: السعودية تشهد تحولا سياحيا غير مسبوق


«في السنوات القليلة الماضية، ظهرت لمحات من النشاط غير العادي داخل المملكة للتطوير السياحي، حتى أصبحت مدعاة حقيقية للأمل»

«الرياض تعهدت بتمويل آمن وطويل الأجل لسلسلة من مشاريع الحفظ، مثل المحميات الطبيعية الجديدة وبرنامج التشجير التوسعي»

في تقرير موسع، سلطت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية الضوء على التحولات السياحية الكبيرة التي طرأت على السعودية في السنوات القليلة الماضية، مؤكدة أن المملكة بربوعها المختلفة تتمتع بنقاط قوة يمكنها جذب الزائرين الدوليين، وبمقدورها التميز على مستوى المنطقة في القطاعات السياحية الترفيهية والدينية على حد سواء.

وقال محرر الصحيفة، ديفيد تشانسيلور، إنه انطلق في رحلة برية نادرة عبر مناظر المملكة الخلابة، لرصد جهود التحول التاريخي في مجال الحفاظ على البيئة في المملكة.

وأضاف: «بدأت رحلتي البرية التي استغرقت 10 أيام عبر المملكة العربية السعودية، كما هو الحال مع العديد من رحلات السيارات الطويلة في كثير من الأحيان، في الساعات الأولى من الصباح وقبل أن تشرق الشمس بعد، حيث رأيت مشاهد مذهلة».

واستطرد: «بعد برودة لندن، كانت حرارة الصحراء الجافة في المملكة بمثابة حضن دافئ». وأبرز الكاتب أهمية برنامج النمور العربية الأصلية، والحفاظ على المناظر الطبيعية في المملكة، ضمن مشروع طويل الأمد للتحول والتنويع الاقتصادي.

وأردف: «جاء قراري بزيارة المملكة العربية السعودية بسبب فضولي العميق بصفتي مصورا للحياة البرية سافر حول العالم لتوثيق ازدهار النظم البيئية لكوكبنا، وللأسف في كثير من الأحيان ظلت منطقة الشرق الأوسط هذه غير مرئية إلى حد كبير بالنسبة لي، حيث ندرك جميعا أن هذا الجزء من العالم معروف بشكل أفضل بإنتاج النفط الخام بدلا من العمل البيئي. مع ذلك، كنت أعلم أيضا أن التغيير يتم على قدم وساق. وفي السنوات القليلة الماضية، ظهرت لمحات من النشاط غير العادي داخل المملكة للتطوير السياحي، حتى أصبحت مدعاة حقيقية للأمل».

وأوضح محرر «الإندبندنت»، أنه قبل عامين، فتحت المملكة أبوابها للسياح من العالم الخارجي لأول مرة. في الوقت نفسه، صعدت كمدافعة عن البيئة، وتعهدت بحماية واستعادة هذا المشهد التاريخي مع قيام المملكة بتنويع اقتصادها بعيدا عن النفط. منذ ذلك الحين، تعهدت الدولة بتمويل آمن وطويل الأجل لسلسلة من مشاريع الحفظ، مثل المحميات الطبيعية الجديدة وبرنامج التشجير التوسعي.

وقال: «بدأنا في رؤية موكب ثابت من دعاة الحفاظ على البيئة المؤهلين تأهيلا عاليا ينتقلون إلى المملكة ليكونوا جزءا من هذا التحول العميق. وإذا سألتهم عن السبب، فإنهم ببساطة يقولون: هذه فرصة تحدث مرة واحدة في العمر لإحداث تغيير على نطاق عالمي».

وأشاد المحرر ببرنامج التربية البرية في الطائف، وقال: «إنه مثال واحد على هذا الجهد الوطني الكبير، حيث يحاول البرنامج استعادة جميع أنواع الحيوانات النادرة المحلية التي كانت شائعة في البلاد، مثل: الفهود والمها العربي والوعل والأسود البربرية».

ووصف المحرر العمل مع العلماء البيئيين في المملكة بأنه «أشبه بالجلوس على قمة جبل إيفرست من حيث الإحساس بنطاق عملهم وقوته». فمن بعيد، يمكنك أن ترى مدينة صغيرة مليئة بعمال البناء يضعون الأسس والبنية التحتية لوجهة سياحية فاخرة، ولكن كنتيجة مباشرة لعملهم، سيتم وضع خطة جديدة من أجل حماية النظم البيئية المحلية من أي ضرر.

وقال: «إحدى الطرق البسيطة التي يمكن للعلماء بها تحديد رفاهية البيئة الساحلية، والتي تعد موطنا لغابات المانجروف والشعاب المرجانية وأنواع الحيوانات النادرة، في إيلاء اهتمام وثيق للكائنات الحية التي تعيش هناك».

ويتم رصد مجموعة من المؤشرات البيئية في المملكة على نطاق واسع، حيث تخبر هذه المؤشرات العلماء ما إذا كانت البيئة المحلية تتأثر سلبا بالنشاط البشري، وتتسبب في تغيرات سلبية في المناخ أم لا.

وحول جهود التشجير، وبصفة خاصة أشجار المانجروف، يحرص العلماء على حماية ودراسة هذه الأشجار لسبب وجيه، حيث تعيش الطيور والملقحات بين الأوراق والأزهار الصغيرة فيها، ولدى هذه الأشجار أيضا إمكانات هائلة لعزل الكربون.

وقال المحرر: «شاهدت العلماء في المملكة وهم يجرون تقييمات على أعلى مستوى من أجل تحديد أهم مواقع تكاثر الطيور النادرة، مثل الصقور العربية، والتأكد من الحفاظ عليها بعناية. وفي بعض الحالات، قاموا بتحسين تلك المواقع باستخدام وسائل علمية متداخلة، كما قاموا بتزويد عدد صغير من الصقور بأجهزة جي بي إس صغيرة للسماح بمراقبة الهجرة الآمنة، وتحديد مواقع البحث عن الطعام والراحة لهم».

واختتم المحرر مؤكدا أن جهود الحفظ هذه تشكل جزءا رئيسيا من رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تنمية المناطق المحمية لتصل إلى 30 % من إجمالي أراضي المملكة بحلول 2030. ولفت إلى أن الحجم الهائل للأراضي يمنح السعودية الفرصة لدفع عملية حماية البيئة على نطاق واسع، كما أن مستوى الاستثمار الهائل يسمح بإنشاء تقنيات جديدة، بالإضافة إلى ممارسات الإدارة والاستعادة القياسية، التي سيكون لها تأثير داخل وخارج حدود البلاد.
تاريخ الخبر: 2022-03-13 21:25:03
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

غادة عبد الرازق: ندمانة ولو رجع بيا الزمن مكنتش هخش التمثيل

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:59
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

مهمة غير مسبوقة.. الصين تغزو الجانب البعيد من القمر

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:54
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 53%

سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

أول تعليق من نيشان بعد إعلان ياسمين عز حصولها على حكم ضده

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:57
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية