من هو فولوديمير زيلينسكى...؟ إنه رئيس جمهورية أوكرانيا، منذ مايو 2019 بعد أن فاز فى الانتخابات الرئاسية الأوكرانية بنسبة 73٫2 فى المائة من الأصوات. و كان من ضمن عناصر حملته الانتخابية وعده بإنهاء الصراع الطويل والخطير مع روسيا...ولكنه اليوم فى قلب المعمعة بعد أن فشل فى الوفاء بهذا الوعد !..لماذا أتحدث عنه اليوم...؟ لأننى أعتقد أنه لا يمكن الفصل بين تطورات المواجهة بين روسيا وأوكرانيا ، وتصاعدها إلى الصدام والحرب الضارية التى نشهدها اليوم بينهما ...وبين شخصية وسلوك الرئيس الأوكرانى نفسه. إن من حق المراقب والمحلل أن يتساءل: ألم يكن من الممكن تجنيب الشعب الأوكرانى ويلات ومعاناة تلك الحرب ...؟ إن حكمة القائد السياسى وقدراته تشكل عاملا لا يمكن إهماله . وتقديرى الخاص أن السيد زيلينسكى افتقد هذه الحكمة و تلك القدرات، خاصة مع صغر سنه (44سنة) و ضعف خبرته السياسية....حتى ولو كان قد وصل إلى منصبه بالانتخابات الحرة! إننى لا أقف هنا كثيرا عند عمله السابق كممثل كوميدى..فقد كان الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان – قبل انخراطه فى السياسة - ممثلا ، واستمرت مسيرته فى هوليود لمدة ثلاثة عقود، قبل ان ينخرط فى النشاط الحزبى والعمل السياسى .إننى هنا أتساءل: لماذا لم يدرك زيلينسكى حساسية روسيا من العلاقة التى كان ينشدها ويلح عليها مع حلف الأطلنطى ..خاصة أن بلده الصغير- أوكرانيا- ملاصق للعملاق الروسى...؟ بل إنه استمر فى مطالبته بالانضمام إلى الناتو فى عز معارك الاجتياح الروسى...وهو أمر كان من المستحيل –بداهة- أن يحدث.. فكانت النتيجة أنه أخذ يشكو ويولول من خذلان الناتو له! هناك أيضا نقطة أخرى لا يمكننى– كمصرى وكعربى- تجاهلها وهى أن زيلينسكى ينتمى للعرق اليهودى...حسنا، لا بأس فى ذلك على الإطلاق..، فاليهود شأنهم – شأن كل الأعراق فى العالم- فيهم شخصيات عظيمة وعباقرة فى جميع المجالات، ولكن زيلينسكى عبر للأسف عن تحيز مقيت لإسرائيل فى موقفها واضطهادها الشعب الفلسطينى، وهو ما كشفته تغريدة كتبها معلقا على سلوكها فى غزة، فى مايو 2021و نصها :سماء إسرائيل مليئة بالصواريخ، بعض المدن مشتعلة، هناك ضحايا وجراح كثيرة و عديد من المآسى البشرية. من المستحيل أن ننظر لكل هذا دون حزن وأسى...إلخ ؟
نقلا عن الأهرام
