كشفت وثائق رسمية رُفِعَت عنها السرية مؤخراً، استخدام المعتقل الكويتي عمار البلوشي كأداة لتدريب المحققين الجدد على التعذيب، في أثناء احتجازه بمركز سري في أفغانستان تابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية.

جاء ذلك في تقرير حكومي أمريكي صدر عام 2008، ورُفِعَت عنه السرية مؤخراً ضمن إجراءات قضائية طالب بها محامو البلوشي، تهدف إلى إخضاعه لفحص طبي مستقلّ.

وذكر التقرير أن المحققين المتدربين اصطفُّوا وطرقوا تباعاً رأس البلوشي في الجدار الخشبي، مما أدَّى إلى إصابته بتلف في الدماغ، وذلك كجزء من تدريبهم على تقنيات التعذيب في أفغانستان.

وعمار البلوشي هو كويتي يبلغ من العمر 44 عاماً، وهو أحد خمسة وُجّهَت إليهم اتهامات بالمشاركة في أحداث تفجير برجَي مركز التجارة العالميين بنيويورك في 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وظلت القضية العسكرية التابعة لمعتقل غوانتانامو في جلسات استماع منذ 10 سنوات، وسط تشكيك واسع في قانونية شهادات المتهمين المنتزَعة تحت التعذيب والترويع.

وأوضح التقرير الأمريكي أن الاستخبارات الأمريكية كانت على علم بأن نقل المعتقل عمار البلوشي عام 2003، من حجز باكستاني إلى "الموقع الأسود" شمال كابول، قد حدث "خارج نطاق القانون".

وتجاوز المحققون في الموقع الأسود، المعروفون باسم "الكوبالت والملح"، إرشادات الاستخبارات الأمريكية في تعذيب البلوشي، وطبّقوا تقنيتين في التعذيب عبر استخدام عصا ووضعها خلف رُكبتيه في وضعية الإجهاد، التي تتطلب الانحناء إلى الخلف في أثناء الركوع، والغمر بالماء المثلَّج.

أما التدريب على الضرب في الجدار فقد وافقت عليها الاستخبارات الأمريكية، وهي طريقة للتعذيب يكون فيها المعتقل عارياً، وتوضع منشفة حول رقبته، ويُطرَق به الجدار وتُسحَب المنشفة في الجهة المقابلة، وتستمر هذه العملية لمدة ساعتين.

وقد دُرّب عدد كبير من المحققين الجدد على تلك التقنية على عمار البلوشي، حتى أصيب بتلف دائم في الدماغ.

أمضى البلوشى أكثر من 3 سنوات في حجز تابع للاستخبارات المركزية الأمريكية، وتَنقَّل ما بين نحو 6 "مواقع سوداء" تَعرَّض فيها جميعاً للتعذيب، ثم نُقل عام 2006 إلى معتقل غوانتانامو، وما زال هناك في انتظار محاكمته حتى اليوم.

TRT عربي - وكالات