أيدت محكمة هندية الثلاثاء، حظراً على ارتداء الحجاب في الفصول الدراسية بولاية كارناتاكا، في حكم قد يمثّل سابقة ينسحب تأثيرها على سائر البلاد التي تضمّ أقلية مسلمة كبيرة.

والشهر الماضي فرضت الولاية الجنوبية حظراً أثار احتجاجات من بعض الطلبة والآباء المسلمين، واحتجاجات مناوئة من الطلبة الهندوس.

ويشكّل المسلون 14 بالمئة من عدد سكان الهند البالغ 1.4 مليار نسمة.

من جانبه قال ريتو راج أسواستي كبير القضاة بالمحكمة العليا في كارناتاكا: "نحن مع الرأي المدروس القائل بأن ارتداء النساء المسلمات للحجاب لا يمثّل فرضاً من فروضهن الدينية".

وأضاف أن الحكومة لديها السلطة لتحديد التوجيهات في ما يتعلق بالزيّ، رافضاً التماسات مختلفة تطعن على الحظر.

وقبل صدور قرار المحكمة أعلنت السلطات في الولاية إغلاق المدارس والكليات وفرضت قيوداً على التجمعات العامة في بعض مناطق الولاية لمنع أي اضطرابات محتمَلة.

وقال عبد المجيد رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي الهندي في الولاية، الذي يدافع عن قضايا المسلمين، إنه سيخاطب أصحاب الالتماسات والآباء لمساعدتهم على الطعن على الحكم، إذا ما رغبوا.

وأضاف: "قرار المحكمة العليا بالولاية يتعارض مع حقوق الأفراد ومع الحقوق الأساسية ومع الحقوق الدينية، فالمسلمات يرتدين الحجاب منذ مئات السنين".

وبدأ الخلاف حول الحجاب في الهند عندما مُنعت مسلمات في يناير/كانون الثاني الماضي، من حضور فصولهن الدراسية بكلية حكومية بمنطقة أودوبي في كارناتاكا، لأنهن كن يرتدين الحجاب، الأمر الذي تكرر لاحقاً في كليات أخرى بالولاية.

وأسفر الخلاف عن اندلاع مظاهرات في أماكن مختلفة في الهند خلال الأسابيع الماضية، احتجاجاً على الحملة المناهضة للحجاب.

وقد أدَّى قرار حظر الحجاب في الهند إلى احتجاجات دولية، ففي 10 فبراير/شباط الماضي استدعت باكستان القائم بالأعمال الهندي في إسلام آباد سوريش كومار، وأبلغته قلقها العميق وإدانتها حظر الحجاب في الكليات.

وأشار بيان لوزارة الخارجية الباكستانية أن الحملة المستمرة ضد الحجاب جزء من "أجندة إقصائية تهدف إلى نزع الصفة الإنسانية عن النساء المسلمات وتشويه سمعتهن".

وتابع بيان الوزارة: "أبلغنا الدبلوماسي الهندي قلق باكستان العميق من استمرار التعصب الديني واستخدام القوالب النمطية السلبية والوصم والتمييز ضد المسلمين بلا هوادة".

وحثّت إسلام آباد نيودلهي على الوفاء بمسؤوليتها في اتخاذ التدابير المناسبة لضمان سلامة النساء المسلمات وأمنهن في البلاد.

TRT عربي - وكالات