عدم إيجاد حلول انية ومستعجلة لمشكل ارتفاع أسعار المحروقات عجل بتحريك المياه الراكدة والمتراكمة منذ الشروع في تحرير الأسعار بالسوق الوطني وبالتالي خضوعه للتقلبات الدولية على غرار مايحصل اليوم جراء الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا وتأثير ذلك مباشرة على الوضع الاجتماعي والاقتصادي لفئات عريضة من المهنيين. هذا الإرتفاع غير المسبوق في أثمان الكازوال والبنزين، دفع نقابات وهيئات قطاع النقل بمختلف أصنافه إلى دعوة الإضراب الوطني لجر الحكومة إلى الجلوس على طاولة الحوار، بيد أن هذا الحوار لم يثمر جديدا في الملف.
في هذا الصدد، لم تفلح الحكومة في اجتماعها أمس الإثنين، وفق مصادر مطلعة في ثني ممثلي مهني النقل الطرقي وإقناعهم بالصيغة التي تقترحها الحكومة لحل مشكل الإرتفاع الصاروخي في أسعار المحروقات التي بلغت ذروتها مع اشتداد الصراع العسكري في أوكرانيا.
وأكدت مصادر من داخل النقابة الوطنية لقطاع النقل الطرقي ل”الأيام 24″ أن المهنيين يرفضون بشكل كلي ما اعتبروه إعانات الحكومة لقطاع النقل الي يعاني مشاكل جملة ويحتاج إلى عمل في العمق وسياسة حكومية واضحة المعالم للنهوض بالقطاع بدل الحلول الترقيعية.
واعتبرت أنه خلال الحوار الذي عقد أمس مع الحكومة والذي دعت إليه وزارة النقل واللوجستيك استجابة لقرار رئيس الحكومة عزيز اخنوش، بالبحث عن صيغة توافقية لإعانة المهنيين في مثل هذه الظروف الصعبة والدقيقة، لاتعني بالضرورة حل المشكل الكمتراكم منذ سنوات والذي برزت معالمه أكثر اليوم.
بالإضافة، تقول المصادر إن رؤية الحكومة في التعاطي مع ملف قطاع النقل غير واضح وما تجريه الحكومة من إجراءات في هذا الصدد غير فعال بالنظر إلى حجم الاختلالات البنيوية في القطاع، “فإذا كان تحرير سعر النفط شراً لابد منه، نطالب الحكومة باتخاذ إجراءات موازية للتخفيف من حدة الزيادات ووطأتها لأن هذه الزيادات المتتالية أنهت هامش الربح القليل الذي أصبح يتضاءل يوماً بعد آخر”.
وكان وزير النقل والتجهيز، محمد عبد الجليل، أكد أن الحكومة اختارت التدخل لدعم مهنيي النقل بهدف الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين، في ظل وضع يتسم بارتفاع أسعار المحروقات على المستويين الوطني والعالمي.
من جانبه ذكر فوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، أن الحكومة منكبة مع مهنيي النقل على دراسة الحلول التي سيتم تقديمها من أجل حل المشاكل الهيكلية التي يعرفها القطاع.داعيا إلى مواصلة النقاش لإيجاد حلول جذرية لهذه المشاكل، بما يسمح للقطاع بتجاوز العقبات التي تعترض تطوره.
