الشعباني لـ"الأول": "استقالة الأحزاب من التأطير وعدم قيام المدرسة والأسرة بأدوارها من أسباب أعمال الشغب في الملاعب"


لاتزال الأحداث التي شهدها مركب مولاي عبد الله بالرباط، يوم الأحد الماضي عقب مباراة الجيش الملكي والمغرب الفاسي برسم منافسات كأس العرش، تسيل الكثير من المداد، بعد ماخلفته من إصابات في صفوف الجماهير ورجال الأمن، لتعيد هذه الظاهرة المؤسفة إلى الواجهة، والتي تطرح حولها العديد من الأسئلة بخصوص الأسباب، وتحديد المسؤوليات من مختلف الفاعلين سواء الأسرة، او مؤسسات الدولة، أو الهيئات المعنية بالشأن الكروي.

وفي هذا الصدد أوضح علي الشعباني، أستاذ باحث في علم الاجتماع، لـ”الأول” أنها “ليست المرة الأولى التي تندلع فيها مثل هذه الأحداث، وقد سبقتها مرات عديدة، وقد لقيت الظاهرة اهتماما كبير من من لدن مختلف وسائل الإعلام السمعي البصري والمكتوب، وندوات عديدة تمّ تنظيمها في هذا الخصوص، لكنها لاتزال قائمة لأن هناك تراخي ملحوظ في الضبط والتنظيم لمثل هذه التظاهرات الرياضية”.

وأضاف ذات المتحدث: ” يبقى السؤال المطروح مسؤولية من؟ ولماذا هذا الشغب؟، الذي يتحول إلى أعمال عنف ينتج عنها خسائر كبيرة وتخلق فوضى وتؤدي إلى إنفلات أمني ومصابين في صفوف المشاغبين أنفسهم ورجال الأمن”.

وتابع علي الشعباني، ” هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي للشغب، منها ماهو مرتبط بالمشاغبين، وأخرى مرتبط بالسياسات الاجتماعية والرياضية؛ فبالنسبة للعوامل الذاتية الخاصة بالمشاغبين، نلاحظ أن أغلبهم من القاصرين أي أن المسؤولية تقع بالأساس على الأباء والأسر التي لا تعرف كيف تربي أبنائها وتراقبهم وتقوم بضبط تصرفاتهم، ثمّ المدرسة في مرتبة أخرى التي لم تعد تقم بدورها في تأطير هؤلاء القاصرين، وتربيتهم”.

مضيفاً، “لا ننسى أيضاً وجود إختلالات نتيجة التأثير الجماهيري، فعندما يكون المشاغب وحيداً بعيداً عن الجماعة لا يفعل أي شيء والعكس عندما يكون وسط المجموعة، حيث يسمح له ذلك بإخراج مكبوتاته عن طريق أفعال عنيفة”.

من جهة أخرى قال شعباني، إن ” السياسة العامة تساهم في تنمية الشعور بالحقد الدفين عند هؤلاء الذين يخربون ويهاجمون أي شيء كالوحوش، مما يجعلنا أمام مسؤولية الدولة في التخفيف من هذا الحقد، خصوصاً أن أغلبهم لا يعمل ولا يدرس، بينما يشاهدون تنامي الفوارق الاجتماعية مما يغدي هذا الحقد”.

وأكد علي الشعباني على أن الأحزاب السياسية تتحمل مسؤولية أيضاً في ظاهرة الشغب، مشيراً إلى أنها إستقالت تماماً من دورها في التأطير والتوعية، بالإضافة إلى مؤساسات أخرى مثل دور الشباب ودور الثقافة، مما يسبب فراغا في هذا الجانب”.

تاريخ الخبر: 2022-03-15 12:25:03
المصدر: الأول - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية