محمد تكناوي.

يحتفل المجتمع الدولي بيوم الرياضيات في 14 مارس من كل عام، وهو يحي بذلك ذكرى اليوم الذي اعتمده المؤثمر العام الاربعون لمنظمة اليونسكو سنة 2019 كيوم العالمي للرياضيات.

وفي أجواء الاحتفاء بهذا اليوم الذي يلتئم هذه السنة في نسخته الثالثة تحت شعار ” الرياضيات توحدنا”، وفي إطار الأنشطة التي سطرتها المنسقية الجهوية للرياضيات بمراكش، نظمت هذه الاخيرة، صباح أمس الإثنين 14 مارس بمقر مجلس تنسيق التفتيش التخصصي الجهوي بملحقة الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي بعرصة المعاش، تظاهرة علمية وبيداغوجية، تم على هامشها تكريم عدد من المفتشين الذين احيلوا على التقاعد.

و افتتح اللقاء بكلمة توجيهية لاحمد الكريمي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي،عبر من خلالها، عن سعادته بحضور هذا اللقاء المائز المتفرد، والذي يؤشر على نهج وسيرورة جديدة ، وتتويج مستحق لعمل دؤوب ومتنوع تم ترسيخه على مستوى اشتغال المنسقية الجهوية للرياضيات، املا ان يشكل بداية وانطلاقة نحو محطات أخرى، كملتقى للافكار والارادات والتوجهات الخيرة والنيرة. و

هذا النهج يضيف الكريمي يتطلب من المنسقية الجهوية للرياضيات وباقي المنسقيات التخصصية الاخرى ، مواكبة المكونات الأخرى للمنظومة التعليمية، في مختلف المجالات، وعلى مختلف المستويات، ويساير التحولات، ويؤطر، ويتتبع، ويضع رصيده وخبرته، في خدمة المنظومة التربوية والتكوينية جهويا، وان يجسد دور القوة الاقتراحية الحقيقية، التي تبدي الملاحظات الضرورية، وتشكل عنصر دعم إضافي لمشروع الإصلاح.

وتاسيسا على هذه المرامي اقترح المسؤول التربوي الجهوي ان توجه بوصلة البحث لدى المنسقية الجهوية لسبر اغوار بعض الاشكالات الأفقية ، كمساءلة نظام التقويم الاشهادي في التعليم المدرسي، حيث لا تتوافق في احايين كثيرة نقط المراقبة المستمرة ونقط الامتحانات، من جهة ونتائج التقويمات الوطنية والدولية من جهة ثانية، وتنظيم رصد تربوي تقويمي حول أنشطة التكوين الأساس والمستمر، و ابداء الرأي في بعض صيغ ومجزوءات التكوين خاصة المستمر، وتقييم الحاجيات الضرورية لانشطته بناء على نتائج الدراسات والبحوث التربوية ، وايضا البحث عن سبل او تشخيص تدني مكتسبات المتعلمين في مادة الرياضيات.

و حرصت الكلمة الافتتاحية ايضا على الترحيب بالمفتشين الجدد الذين التحقوا بالاكاديمية وبفضاء هذه المهنة التربوية والتوجيهية التأطيرية النبيلة، كما توجه بالتحية والتقدير الى المفتشين الذين انهوا مهامهم ، مؤكدا أن الإحالة على المعاش، ليس في جوهره إلا إجراء إداري شكلي، لا يمكن ان يضع حدا للخبرة التربوية والعلمية والانسانية لهذه الفئة والتي اعطت أفضل ما لديها لقطاع التربية والتعليم، شاكرا لهم ايضا الجهد والتضحية والتي اسست للحظة انتقالية إيجابية مثمرة، و على الوفاء للرسالة التربوية وعلى عمق الوعي التربوي، وعلى اخلاق المسؤولية، متمنيا لهم موفور الصحة وطول العمر، وأن تبقى صلاتهم بالأكاديمية ممتدة موصولة. وأضاف الكريمي أن الاكاديمية ستلتجىء إليهم والى خدماتهم وفق مقتضيات الضرورة. وهناك عدة محطات تستدعي الاستعانة بخبراتهم. فلا تقاعد او الإحالة على المعاش في حقول التربية والعلم والمعرفة والإبداع.

وقد عرف برنامج الجلسة الافتتاحية، تقديم كلمة الكاتب العام لنقابة المفتشين، محمد لهلالي الذي عبر بدوره عن سعادته، بحضور هذا الملتقى البهيج، الذي شكل فرصة لتجديد صلته مع زملاءه بهذه الجهة، موجها تحية امتنان وعرفان للمفتشين الذين سيغادرون سفينة الهيئة، و تقديره ايضا للفريق الذي سهر على تنظيم هذه التظاهرة، و على المجهودات النبيلة التي تقدمها المنسقية الجهوية للرياضيات بمراكش في سبيل النهوض والارتقاء بتدريس هذه المادة.

و توالت فقرات البرنامج، بكلمة خالد مجتهد المنسق الجهوي لمجلس تنسيق التفتيش التخصصي، تحدث فيها عن الدلالة الرمزية لهذه التظاهرة، فالى جانبها الاحتفالي ، فهي تؤشر على الاهمية التي تليها هذه الهيئة ، لمواكبة وتطوير الإمكانات النظرية والمعرفية الذاتية، كما عرج على المجهودات التي تبدلها الإدارة لتحقيق انسجام وتفاعل مع هيئة التاطير والمراقبة، وفي استحضار لرصيدها من العطاء والتجربة والتراكم، للنهوض بالمنظومة وفي مسارات الإصلاح التربوي.

كما انصت الجمع في لحظات من التذكر الى كلمة معبرة، تنضح بحس الوفاء، تقدم بها رمز من رموز هيئة التفتيش التربوي بجهة مراكش آسفي القيدوم مصطفى الصبان،
بعد ذلك قدم عرض حول” استعمال تكنولوجيا الإعلام والتواصل ولغة البرمجة في تدريس الرياضيات”.

لتختتم هذه الحلقة البحثية، بتنظيم مائدة مستديرة حول موضوع” تدريس الرياضيات الواقع والافاق” تم فيها تعميق النقاش وتبادل الخبرات والممارسات، والبحث عن مقترحات حلول وأفكار استشرافية في سبل تجويد طرق تدريس الرياضيات ليسدل الستار عن هذه التظاهرة العلمية والتربوية التي لقيت ترحيب واستحسان الجميع.