خلّف القصف الروسي المستمر على مدينة «ماريوبول» الأوكرانية تكدس جثث الأطفال والنساء الملقاة في الخندق الضيق الذي تم حفره، على عجل، في تراب «ماريوبول» المتجمدة.

ووصف القصف الروسي هناك بأن كل دقيقة تمر تحمل معها قذيفة، حتى أصبح هذا الميناء البحري الجنوبي، الذي يبلغ عدد سكانه 430 ألف نسمة، رمزًا لمساعي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لسحق أوكرانيا، وجعل المدنيين يلجأون لتذويب الثلج للشرب، وحرق الأثاث للتدفئة، بينما يقول أطباء إنهم يعالجون 10 مدنيين مقابل كل جندي أوكراني مصاب.

الموت في كل مكان

أحصى المسؤولون المحليون أكثر من 2500 حالة وفاة في الحصار، لكن لا يمكن إحصاء العديد من الجثث بسبب القصف اللامتناهي. ولقد طلبوا من العائلات ترك موتاهم بالخارج في الشوارع، لأنه من الخطورة جدًا عقد الجنازات، فالعديد من الوفيات التي وثقتها وكالة «أسوشيتد برس» كانت لأطفال وأمهات، على الرغم من مزاعم روسيا بأن المدنيين لم يتعرضوا للهجوم.

وذكر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في 10 مارس: «لديهم أمر واضح باحتجاز ماريوبول كرهينة، للاستهزاء بها، بقصفها وقصفها باستمرار».

ممرات الإجلاء

منذ اندلاع الحرب الروسية، كان صحفيان من وكالة Associated Press الإعلاميين الدوليين الوحيدين الموجودين في «ماريوبول»، ويؤرخان سقوطها في حالة من الفوضى واليأس، وأوضحا أن المدينة الآن محاطة بالجنود الروس، وذهبت عدة نداءات لممرات إنسانية لإجلاء المدنيين أدراج الرياح، حتى قال المسؤولون الأوكرانيون، الثلاثاء، إن نحو 4000 سيارة ركاب تقل مدنيين قد فرت من «ماريوبول» في قافلة.

وقد أصابت الضربات الجوية والقذائف مستشفى الولادة، وإدارة الإطفاء، والمنازل. وأصبح بالنسبة لمئات الآلاف الذين بقوا لا يوجد مكان يذهبون إليه بكل بساطة، فالطرق المحيطة ملغومة، والميناء مسدود، والغذاء ينفد، والروس أوقفوا المحاولات الإنسانية لإدخاله.

ماريوبول سابقا

إذا كانت الجغرافيا هي التي تقود مصير المدينة، فإن «ماريوبول» كانت على طريق النجاح مع مصانع الحديد والصلب المزدهرة، وميناء المياه العميقة، والطلب العالمي المرتفع على كليهما.

هكذا كانت خلال الأيام القليلة الأولى من الغزو، ولكنها الآن تستنجد.

لذلك يعمد الروس إليها، لأن الاستيلاء على «ماريوبول» من شأنه أن يمنحهم أرضًا واضحة الممر على طول الطريق، والسيطرة على بحر «آزوف».
الهجمات الحالية
سقطت شظية من قذيفة مدفعية على مبنى سكني مكون من 12 طابقًا في وسط كييف في وقت مبكر من يوم الأربعاء.

هبت انفجارات قوية في المنطقة المحيطة بخيرسون، وهو ميناء استراتيجي على البحر الأسود.

المدن الأوكرانية

غارة جوية روسية بلدة مارخاليفكا جنوب غرب العاصمة تدمر العديد من الشقق السكنية.

تحتل روسيا الآن مدينة إيفانكيف، على بعد 80 كيلومترًا شمال كييف، وتسيطر على المنطقة المحيطة على الحدود مع بيلاروسيا.

قصفت ضربات عنيفة مدينة خاركيف الشمالية الشرقية القريبة من الحدود الروسية التي تعرضت لقصف متكرر.

خطوات الإخلاء

فر أكثر من 28800 مدني من ميناء ماريوبول المحاصر عبر عدة ممرات إنسانية.

فشلت القوافل الإنسانية في الوصول إلى ماريوبول بسبب الهجوم الروسي.

قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 3 ملايين لاجئ فروا من أوكرانيا.

تجاوب العالم

عاد زعماء ثلاث دول أوروبية إلى العاصمة الأوكرانية المحاصرة لإظهار دعمهم.

في جميع أنحاء العالم، واصلت الحكومات معاقبة موسكو على حربها.

أعلنت اليابان أنها ستلغي وضعها التجاري «للأمة الأولى بالرعاية» بالنسبة لروسيا

طرد مجلس أوروبا روسيا من أكبر هيئة لحقوق الإنسان في القارة.