من مذكرات شاعر ألمانيا الكبير
من مذكرات شاعر ألمانيا الكبير
(1) حكايات لم تتم
في المركز الثقافي الألماني جوته, وبمناسبة ندوة الابداع والطفل, حكي لنا كاتب الأطفال الألماني المعروف بول مار, أحد أسرار عبقرية جوته, شاعر ألمانيا الكبير. قال:
عندما كان جوته صغيرا, اعتادت والدته أن تحكي له حكاية قبل النوم.
لكن عندما تصل القصة إلي ذروة التشويق, تتوقف الأم عن سرد بقية القصة, وتطلب من ابنها أن يتخيل بنفسه بقية الأحداث, ثم تتركه مع مربيته.
وتظل المربية تستمع إلي الطفل, وتحاوره, وتستحثه علي التخيل والابتكار والإبداع, إلي أن يصل معها إلي خاتمة للقصة.
ثم تذهب المربية إلي الأم, تحكي لها ما وصل إليه الصبي قبل أن ينام.
وفي الصباح, يطلب الابن من أمه أن تكمل له القصة, فتكملها علي نحو قريب جدا من النهاية التي يكون قد وصل إليها هو نفسه.
وكم كان الطفل يمتلئ ثقة بنفسه وبقدراته, فيتلهف علي سماع قصص أخري, يؤلف لها بنفسه نهايات أخري.
ويقول جوته في مذكراته, إن هذه اللعبة التي كانت والدته تلعبها معه كل مساء, وتشجيعها الدائم له لكي يفكر بنفسه, ويتخيل ويبدع بنفسه, كانت أقوي ما فجر فيه شرارة العبقرية والإبداع.
(2) رحمان والصبي الأعمي
رحمان طفل ريفي يعيش في قرية صغيرة يقوم بأداء الأذان في المسجد, وفي نفس الوقت يبيع اللبن لعائلات القرية, كما كان صديقا للقسيس العجوز الذي يعيش وحيدا, وكانت لوحة العذراء مريم وما توحي به من حنان الأمومة, عاملا رئيسيا في اجتذاب الطفل اليتيم ليشاهدها مرة بعد أخري. لكن حادثا يقع للقس العجوز يمنعه من الحركة, وهنا يتقدم رحمان وصديقه الصبي الأعمي لمعاونة رجل الدين المصاب, ومواجهة مسئوليات ذلك الموقف ومفاجآته.
هذا موضوع فيلم للأطفال اسمه ابن مريم من إنتاج إيران عام 1998, يؤكد قيمة التعايش بسلام بين الناس, وأن الكفيف يتساوي مع غيره في القدرة علي تقديم المساعدة لمن يكون في حاجة إليها.
يعقوب الشاروني
Email: [email protected]