مع حلول الذكرى 58 لرحيل عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد، أبن أسوان، عن عمر يناهز 75 عام، مضاها فى مجالات الفكر والأدب والإبداع، استطاع خلالها أن يتبوأ مكانه رفيعة كأحد أهم كتاب القرن 20 في مصر والعالم العربى، بعد أن ساهم بشكل كبير في الحياة الأدبية والسياسية.
وأضاف للمكتبة العربية، أكثر من مائة كتاب في مختلف المجالات، ورغم مرور أكثر من نصف قرن على رحيلة، الأ أن العقاد أصبح غريب فى بيته، بعد أن تاه مشروع تطوير المنزل وتحويلة إلى متحف تراثى يضم بين جنباته أدق التفاصيل عن حياة العقاد الخاصة بسبب الروتين الحكومى.

تحل هذه الأيام الذكرى58 لرحيل عملاق الادب العربى وأحد رواد الفكر والتنوير فى مصر والوطن العربى والعالم، الأديب عباس محمود العقاد ابن مدينة أسوان والتى نشا وتربى فيها منذ نوعة اظافرة قبل رحلته للقاهرة لينطلق منها الى العالمية، ورغم مرور أكثر من 58 عام على رحيله، ومايزال العقاد لم يكرم فى بلدته بالشكل الذى يليق به كأديب عملاق قال عنه الزعيم الراحل سعد زغلول ” أديب فحل ، له قلم جبار، ووطنية صافية، وإطلاع واسع.

منزل العقاد الذى تربى فيه ويحمل اجمل الذكريات له ولاسرته بشارع عباس فريد بمدينة أسوان، مهدد الان بالانهيار فى اى لحظة رغم ضمه لاملاك الترث المعمارى بالقرار الجمهورى رقم 2650 لسنة 2007 وأن سقوطة وإنهيارة لا قدر الله يمثل خسارة حقيقية لهذه القيمة التاريخية التى تحمل ذكريات الأديب العملاق باعتباره يمثل ثروة قومية للمصرين بشكل كامل، حيث كان يلتقى فية العقاد بمحبيه وزائرية بشكل سنوى عند زيارته لأسوان، كما كان يعقد فيه حلقات الأدب واللقاءات والدواوين الشعرية.

أبن شقيق الأديب الراحل عبد العزيز احمد العقاد، والذى رحل أيضا عن دنيانا منذ بضعة أشهر، خاض رحلة كفاح ومعركة من أجل إنقاذ المنزل التراثى والذى يحمل ذكريات الاديب العملاق، بعد ان اصبح مهدد ما بين عشية وضحاها بالانهيار والسقوط فى اى لحظة بسبب تصدع حوائطة وجدرانه فى ظل تراكمات المياه الجوفية للمنطقة المحيطة به المنزل كما تقول الشواهد والوثائق الرسمية، يتبع الابنية الخاضعة للتراث المعمارى وفقا للقرار الوزارى رقم 2650 لسنة 2007 ، وقد وقف الروتين والبيروقراطية الحكومية، حالا امام ترميم وانقاذ المنزل من السقوط، بعد أن تاه مشروع الترميم ما بين اروقة الوحدة المحلية لمدينة أسوان ومديرية الاسكان ومحافظة اسوان ومنطقة أثار أسوان الإسلامى ووزارة الإسكان من أجل استقدام لجنة فنية هندسية لمعاينة المنزل لسرعة طرحة للترميم.

أسرة العقاد، تقدمت بطلب للوحدة المحلية لمدينة أسوان فى 12 نوفمبر 2015 للحصول على رخصة إعادة ترميم المنزل الامر الذى إحالته بدروها إلى منطقة أثار أسوان الإسلامية باعتبار المنزل مدرج ضمن المبانى الخاضعة للتراث المعمارى ، فيما جاء رد الأثار مشابة تمام للوحدة المحلية والتى إحالة الطلب إلى مديرية الإسكان والتى رفضت التعامل وإحالته أيضا إلى وزارة الإسكان فى 20 يناير 2016 الماضى ولكن لم يتم الرد حتى الآن.

متحف العقاد شاهد على العصر

ومع حلول الذكرى ال 58 لرحيلا عملاق الأدب العربى والمصرى، يعتبر المتحف الوثائقى للعقاد، والذى يتواجد بقصر الثقافة الذى يطلق عليه أسمه بكورنيش النيل بمدينة أسوان تخليدا لذكراه ، محط أنظار الكثيرين من مواطنى وأبناء محافظة أسوان وزوار المحافظة، ومحبى وأسرة الأديب الراحل، حيث خصصت قاعة كبرى بقصر الثقافة على هيئة متحف لوضع عدد من المقتنيات والمتعلقات الشخصية للعقاد ، إذ نقلت غرفة نومه من شقته بمصر الجديدة إلى المتحف المتواجد بقصر الثقافة ، كما نقل جزءا من صالون العقاد الذي كانت تقام فيه الندوات بشقته بالقاهرة، وبعض الصور التذكارية التي التقطها في مناسبات مختلفة طيلة حياته، والشهادات التقديرية التى حصل عليها إلى داخل متحفه الخاص بقصر الثقافة.
كما يوجد بالمتحف بعض مقتنياته الشخصية مثل روبه الشهير والعصا الخاصة به وطربوشه وحذائه وكتب بعدة لغات، وصور لعدد من الشخصيات الوطنية من أبرزها صورة الأمام محمد عبده، الذي تبنأ له بالنجاح وصور تذكارية لأعياد أسرته وأصدقائي.