إفلاس وهمجية.. الإرهاب يقتات من العنف لا طاولة المفاوضات


أكد مختصون أن التصعيد الإرهابي الحوثي، يؤكد للعالم نهج الميليشيا الرافض لكل جهود السلام، لأن الإرهاب يقتات من العنف لا طاولة المفاوضات، مشيرين إلى أن استمرار تلك الجماعة في استهداف المدنيين والمنشآت الاقتصادية بطائرات مسيرة وصواريخ، دليل على أنها لا يمكن أن تتعايش في محيط قائم على التفاهم السياسي والاتفاقات الدولية، وأنها لا تحترم أبسط المبادئ الإنسانية.

واوضحوا لـ «اليوم» أن استهداف الميليشيا للمدنيين، هو ممارسات مكتسبة من نظام الملالي في إيران، وأن الجماعة لا تملك قرارها، وبالتالي لا يمكن لها أن تكون جزءا من الحل في اليمن.


ممارسات مكتسبة من نظام الملالي

أكد أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود د. عادل عبدالقادر أن الإفلاس الحوثي، وراء استهداف المدنيين، وإفشال أي مخططات للسلام، وهو أمر ليس جديدا على تلك الجماعات الإرهابية، التي بدأ نشاطها الإرهابي بالانقلاب على الشرعية، ثم تدمير العمران والإنسان.

وقال: الميليشيا بطبيعة حالها دائمة الاستهداف للمدنيين، وهي ممارسات مكتسبة من نظام الملالي في طهران الحاقد على العروبة، بغية تحقيق أي مكاسب، ولو كانت على حساب الأبرياء، لذلك يعد الهجوم الأخير هو انقلاب على أي محاولات للسلام، لأن الإرهاب يقتات من العنف ومحاولات الابتزاز، مؤكدا أن للمملكة الحق كاملا في الرد على تلك الاعتداءات التي تطال المدنيين والأبرياء، وهي تمتلك الأدوات التي تبتر أيادي الشر الساعية لتنفيذ أجندة تخريبية، لا تهدف سوى للعبث بأمن العالم.

أجندة إيرانية لإطالة أمد الحرب

أوضح اللواء المتقاعد مسفر الغامدي، أن النظام الإيراني، أصبح أكثر إصرارا على توظيف عملائه في المنطقة، لتنفيذ أجندته الخبيثة، والمبنية على تخريب دول المنطقة، وهي السياسة التي ابتدأتها من العراق في عام 2003، ثم احتوت الحوثيين في اليمن تحت عباءة ولاية الفقيه.

وقال: اليمن يعد أهم حلقه في السياسة الخارجية الإيرانية، لأن موقع اليمن في جنوب المملكة، يخدم إيران وأهدافها الخبيثة، إذ إن المملكة هي الدولة الوحيدة التي تشكل عقبة في تمدد النظام الإيراني بالمنطقة، وبالتالي، هي عدوها الإستراتيجي عقائديا وسياسيا وهذا ما جعلها تمنع الحوثيين من التفاوض لحل المشكلة اليمنية، وتمدهم بالمال والدعم اللوجيستي والعسكري، لتطويل مدة الحرب.

دليل على عدم مصداقية الميليشيا

قال المحلل الأمني والخبير السياسي د. أحمد الركبان إن تصعيد تلك الهجمات بعد طلب الحوار، يؤكد للعالم نهج الميليشيا الإرهابي الرافض لكل مبادرات السلام، مشيرا إلى أن استهداف المدنيين والمنشآت الاقتصادية بطائرات مسيرة وصواريخ قصيرة المدى، هو دليل على خطورة تلك الجماعة ونواياها الخبيثة.

وأضاف: الحوثيون لن يكتفوا بتخريب اليمن بل هدفهم أمن بلاد الحرمين والملاحة الدولية، مشيرا إلى أن المملكة تراعي كل المعاهدات الدولية والأنظمة الإنسانية، وتتصدى لتلك المحاولات البائسة بما يتوافق مع القانون الدولي، دفاعا عن أمنها وأمن مواطنيها والمقيمين على أرضها المباركة، وحماية للأعيان المدنية.

وبين أن ذلك الهجوم الجبان، بعد المشاورات الخليجية لحل الأزمة اليمنية، دليل على عدم مصداقية الحوثي، أو صدق شعاراته الواهية في الحفاظ على اليمن أو مصلحة وطنه، وأيضا دليل على أن تلك الميليشيات لن تلتزم بأي معاهدة تصب في مصلحة اليمن، إذ إن أنشطتها نابعة من مبدأها الإرهابي، والحل الوحيد، هو القضاء عليهم، واجتثاثهم.

وأضاف الركبان: المملكة تمتلك الحق في الرد بما تراه مناسبا، ولا شك أن قوات التحالف تراعي دائما عدم المساس بالمدنيين والأبرياء، رغم استخدام تلك الجماعة للأبرياء كمصدات بشرية، بالإضافة إلى أن أغلب المخازن الحوثية هي في وسط المدن وبين الأبرياء.

رهينة للخارج والأفكار العبثية

أكد الباحث السياسي فيصل الغامدي أن هذا الهجوم على مصفاة النفط بجازان يؤكد سلوك الميليشيا الإرهابية، التي لا تعترف بالشرعية، ولا بالمعاهدات والاتفاقات الدولية، وهو دليل على أن هذه الجماعة برغم انضمامها في فترات سابقة للعمل السياسي إلا أنها لا تزال رهينة للخارج، وللفكر الإرهابي الذي تشربته، ولا يمكن لها أن تتعايش في محيط قائم على تبادل السلطة أو المفاهمات والاتفاقات الدولية، والتاريخ يحفظ رفض هذه الميليشيا للعديد من المبادرات التي تقدمت بها المملكة من أجل المصالحة بين الأطراف المتنازعة في اليمن.

وقال: يأتي هذه الاستهداف تأكيدا على همجية هذه الجماعة التي لا تملك قرارها، ولا يمكن لها أن تكون جزءا من الحل في اليمن أو تتحول من فصيل إرهابي لفصيل سياسي، فحتى في عالم الحروب هناك حروب نزيهة لا تستهدف المدنيين، على عكس ما تنفذه جماعة الحوثي التي تصر على الضرب بجميع الاتفاقيات والمبادرات عرض الحائط.

وتابع: التحرك الحوثي الأخير يؤكد الغباء السياسي الذي تتعامل به هذه الجماعة، من خلال هذه العملية، التي تأتي بعد دعوة مجلس التعاون الخليجي للأطراف اليمنية إلى مشاورات بالرياض لوقف الاقتتال، فبدلا من استغلال الفرصة لتقديم أجندتهم السياسية ومشروعهم السياسي يقومون بهذه المقامرة التي تدل أن هذه الجماعة لا يمكن لها أن تنتقل من ساحات الإرهاب إلى طاولة المفاوضات، لأنها، في الأصل، لا تمتلك قرارها في ظل انصياعهم التام لنظام الملالي الذي يريد إشعال فتنة طائفية في المنطقة بهدف تحقيق بعض المكاسب.

وقال: يأتي النجاح السعودي حتى اليوم في دحر هذه العملية وأشباهها من عمليات، دليلا على ما يمتلكه الجيش السعودي من قدرات بشرية وعسكرية قادرة على ردع هذه الجماعة، وهو حق مشروع للسعودية كدولة ذات سيادة وتمثل رأس حربة في مشروع الأمن الدولي والإقليمي من خلال سياستها المتزنة القائمة على دعم الشرعية والنظام الدولي من خلال ما تقوم به من مبادرات اقتصادية وسياسية والتاريخ يسجل ذلك ويحفظ للمملكة دورها في حفظ النظام الدولي القائم على العلاقات الإنسانية بين دول العالم.
تاريخ الخبر: 2022-03-21 00:25:15
المصدر: صحيفة اليوم - السعودية
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 30%
الأهمية: 42%

آخر الأخبار حول العالم

التقدم والاشتراكية يشجب القرارات التأديبية في حق طلبة الطب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 15:26:09
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

محمد التويمي رئيسا لمقاطعة مرس السلطان الفداء خلفا لبودريقة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 15:26:29
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 63%

التقدم والاشتراكية يشجب القرارات التأديبية في حق طلبة الطب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 15:26:03
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 65%

المغربي آدم أزنو يوقع أول عقد احترافي مع بايرن ميونيخ الألماني

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 15:25:54
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

المغربي آدم أزنو يوقع أول عقد احترافي مع بايرن ميونيخ الألماني

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 15:26:00
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

محمد التويمي رئيسا لمقاطعة مرس السلطان الفداء خلفا لبودريقة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 15:26:30
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية