أمهات رغم تمزق قلوبهم صمدوا لتشجيع أبنائهم على الاستشهاد


اليوم يحتفل العالم بعيد الأم ونحن ندرك عظمة كلمة أم وما تحمله من معنى عديدة فهي رمز للأمان ونبع الحب الذي لا يجف.. ومصدر الراحة والسعادة والقوة وغيرهم كثيرا، وفي عصور الاستشهاد قدمت الأم أبنائها ذبيحة للرب يسوع وكانت وسط العذاب تشجع وتقوى أبنائها لكي يصمدوا، رغم تمزق قلبها على عذاب أبنائها ولكن كانت قوية بالإيمان..حكيمة بمحبة الله.
لذلك كانت صامدة حتى تعزى أبنائها، وكان لموقع جريدة وطنى لقاء مع مسئول الكنيسة ليروى لنا قصص أمهات قديسين شجعوا أبنائهم على الاستشهاد.

قال القس فيلوباتير زكى كاهن كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بالخصوص: نحن ندرك أن الأم هى المثل الأعلى لأبنائها في كل أمور حياتهم.. هى المرشد والمعين في وقت المحن وهي قارب النجاه في وقت الغرق، لذلك يجب أن ندرك إن الأبناء يستمدوا قواتهم من أمهاتهم وسوف أروى لكم ثلاثة قصص تؤكد قوة وصمود الأم التي ترى أبنائها يتعذبون ويهلكون.. ورغم ألامها تقويهم وتشجعهم حتى ينالوا أكليل الشهادة.

_القديسة دولاجى
وروى القس أول قصة قائلا: كانت القديسة الأم دولاجي أرملة لديها أربعة صبية أشقاء وهم صوروس وهرمان وأبانوفا وشنطاس، قبالهم الوالي وهو فى طريقة فأوقفهم وأمرهم أن يسيروا معه للسجود للأوثان، لكن الصبية الشجعان أبوا وأعلنوا مسيحيتهم، حاول معهم بالإغراء فلم يفلح، فأخذ الوالي يتوعدهم بأنه سيلحق بهم التعذيب حتى الموت، وإذ لاحظ إصرارهم على التمسك بالإيمان أمهلهم لكي يتراجعوا عن إصرارهم.
طار الخبر إلى أمهم التقية والشجاعة دولاجي، والتي تحسب مفخرة من مفاخر الشهداء.. هبت مسرعة إلى مكانهم.. وأمام الوالي كانت تشجعهم وتقويهم، فامتلأ أريانوس غيظًا، وأمر بحبسهم جميعًا، تمهيدًا لمحاكمتهم.
وفي داخل السجن أخذت الأم دولاجي تصلي مع أولادها. كانت تطلب عونًا إلهيًا ليثبت هؤلاء الأولاد الصغار.. استطاعت الأم بأحاديثها العذبة أن ترفع قلوب أولادها إلى السماء، وأن يشتهوا نوال أكاليل المجد.
وفي الليل ظهرت لهم السيدة العذراء، وكانت تشجعهم وتخبرهم بأن السيد المسيح قد أعدّ لهم مكانًا أبديًا في السموات.. وقد كانت الرؤيا مشجعة لهم ومقوية لإيمانهم.. وهنا يا أحبائى يجب أن ندرك إن الأم دولاجي هي التي كانت معين لأبنائنا وكانت مصدر الإطمئنان في الضيق.
وفي الصباح استدعاهم الوالي، وحاول معهم مرة أخرى أن يبخروا للآلهة، فإذا بالأم دولاجي تصرخ معلنة إيمانها المسيحي هي وأولادها، قائلة: “إني مسيحية مؤمنة بالسيد المسيح الذي خلق السموات والأرض والبحار والأنهار وكل ما فيها”.. وكان من خلفها أبناؤها الذين كانوا يهتفون “نحن مسيحيون” وأنهم يرفضون عبادة الآلهة الكاذبة.. وأمر الوالى بقطع رؤوسهم ونالوا أكليل الشهادة.

_القديسة رفقة وأولادها الخمسة

والقصة الثانية لقديسة عظيمة شاهدت عذاب أبنائها أمام عينها وهى القديسة العظيمة رفقة التى ترملت وهى أمًا لخمسة أبناء وهم أغاثون وبطرس ويوحنا و آمون وأمونه.. وكان موطنهم قامولا مركز قوص بجوار الأقصر محافظة قنا.. اهتمت الأم بتربية أولادها في الرب، فالتهبت مشاعرهم بحب الله الفائق.
أعلن لهم ملاك الرب في رؤيا أنهم سينالون إكليل الشهادة بشبرا بالقرب من الإسكندرية، وأن أجسادهم ستنقل إلى نقرها بمحافظة البحيرة (وهي جزء من مدينة دمنهور الحالية).

وإذ سمعت الأم رفقة هذه الأخبار إلتهب قلبها وتأججت أشواقها فجمعت أولادها الخمسة وقصت عليهم ما وصل إلى مسامعها عاملةً علي تثبيت الإيمان في قلوبهم رغم كل التيارات .. وذكرتهم بأن الرب قال :” في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم” ، وأن لا يخافوا الموت ولا العذاب لأن الموت لا يخيف إلا الجبان .. وقالت لهم : إن أعظم عطية يقدمها الإنسان هي أن يقدم حياته بغير تردد ولا ندم بل بكل فرح وشجاعة وأعطتهم أمثلة لقديسين أبطال لم يرهبوا كل وسائل التعذيب بل قابلوها ببسالةٍ ولم تقدر جميع صنوف الآلام أن تزعزع إيمانهم.

ولفتت نظرهم أن هؤلاء الذين قدموا حياتهم كانوا تائبين وأنقياء يستعدون لأبديتهم بالطهارة والقداسة التي بدونها لا يعاين أحد الرب ثم وفقت بهم للصلاة والتوسل إلي الله أن يرحم كنيسته وشعبه ويُثبت الإيمان في قلوب المؤمنين ويعضد الضعفاء ويرد الضالين طالبين منه طلبةً خاصة لأجل نفوسهم .

ورفعت الأم المثالية قلبها إلي الله في صلاة ودموع وإنسحاق من أجل أولادها الخمسة،. وفي الصباح وبعد ليله مملؤة بالتعزيات والرؤى قامت القديسة رفقة فوزعت ما تملك علي الفقراء وذهب إلى قوص واعترفوا أمام الولي بأنهم مؤمنين بالرب يسوع المسيح.

وفقد أمر الوالي ديونيسيوس بأن يعذبوا القديسة فعذبوها بعذابٍ شديد ولكنها إحتملته وكانت تشجع أولادها ولم تتزعزع فأمر الوالي بأن تُربط مع أولادها ويُرفعوا جميعاً وتُشعل من تحتهم النيران حتى تحترق أجسادهم ولكن النيران لم تؤثر فيهم وكانوا يشكرون الرب الذي حفظهم ولم تظهر النيران أي أثر في أجسادهم .

وغير ذلك العديد من العذبات التي لم تؤثر فيهم، فأمر بقطع رؤوسهم ولما سمعت القديسة هذه الكلمات فرحت وصلت إلي الرب قائلةً : ” نشكرك أيها الرب الإله لأنك ساندتنا إلى هذه الساعة ومنحت لنا أن نقف أمامك ، أهلنا يا سيدنا أن يكون لنا شرف الشهادةعلى إسمك القدوس ولا تدعنا نحن عبيدك أن يتزعزع إيماننا بك ” .
وضمت الأم أولادها الخمسة بين يديها وتقدمت بهم إلي الجندي المكلف بتنفيذ الحكم فقطع رؤوسهم ونالوا جميعاً إكليل.

_القديسة يوليطة
والقصة الثالثة سوف نتعرف على القديسة الأم يوليطة التى وُلدت القديسة يوليطة في مدينة أيقونية عاصمة ليكاؤنية، لها مركزها الاجتماعي المرموق بجوار غناها وجمالها وتقواها كانت محبة لخدمة الفقراء والمحتاجين، تزوجت رجلًا تقيا يخاف الرب، وأنجبت منه طفلًا أسمياه قرياقوس، توفي الزوج في ريعان شبابه وترك قرياقوس مع الأرملة الشابة يوليطة.

عندما شدد دقلديانوس اضطهاده على المسيحيين هناك أرادت ترك مدينتها طلبًا للسلام لتذهب إلى مكان آمن حيث لا يعرفها أحد. فقد بدأ الحاكم الروماني دومتيانوس في نشر الاضطهاد في جميع مدن الإقليم بكل وحشية. خشيت الأم لئلا إذا قُتلت يقع طفلها الصغير في أيدي الوثنيين فلا يتمتع بالإيمان المسيحي.

أخذت طفلها قرياقوس الذي كان عمره ثلاث سنوات، مع اثنين من خدمها وذهبت أولًا إلى سلوكية بسوريا، حيث وجدت حاكمها الروماني أشد عنفا وقسوة في تعذيبه للمسيحيين، ومن ثمة تركت المدينة وذهبت إلى طرسوس عاصمة كيليكية. كان وصولها إلى المدينة مع وصول الحاكم إسكندر وحاشيته معه، فتعرّفوا عليها وفي الحال قادوها إلى السجن.
بعد هروبها من وجه الاستشهاد مرتين خوفا علي إيمان طفلها شعرت حين أُلقى القبض عليها بسلامٍ داخلي.. وأدركت أن عناية الله التي دعتها للاستشهاد كفيلة برعاية ابنها والحفاظ علي إيمانه.

واعترفت أمام الحاكم بأنها مسيحية ثار الحاكم جدًا وحكم عليها بالتعذيب، وأُخذ قرياقوس من بين يديها بالرغم من دموعه وتوسلاته وحمله الحاكم على ركبتيه في محاولة لتهدئته، لكن عيني الطفل وأذنيه كانت متجهة فقط نحو أمه.. وأثناء تعذيبها كانت يوليطة تردد: “أنا مسيحية” فصرخ قرياقوس بشدة: “وأنا أيضًا مسيحي”.
استشاط الحاكم غضبًا، وأمر بتجريد القديسة يوليطة من ثيابها وجلدها حتى تمزّق جسمها.

بينما كان الجلادون يضربون القديسة يوليطة بكل وحشية أمام ابنها، كانت تصرخ: “أنا مسيحية!” كانت تحتمل الألم بإيمان وفرح وهي تنظر إلى ابنها كمن تسنده للثبات علي إيمانه.
كان الوالي يلاطف الطفل وأراد أن يقبله، لكن الطفل لم يعره اهتماما بل كان متجها نحو أمه.
أخيرا في محاولة الطفل للتخلص من يدي إسكندر للذهاب إلى أمه، ركله ونشب أظافره في وجهه، فاستشاط إسكندر غضبا وأمسك برجل الطفل وقذفه من على السلم، فكسرت جمجمته واستشهد في الحال.. وبدلًا من أن تتأسف أمه على موته، قدمت الشكر لله لأنه وهب لابنها إكليل الاستشهاد وبذلك يعد الشهيد كرياكوس من أصغر الشهداء في السن، ثم أمر بقطع رأسها لتنال إكليل الشهادة .

ومما سبق يجب أن ندرك يا أحبائي أن الأم هي التي تعلم وترشد أبنائها ويجب على كل أم أن ترعى أبنائها روحيا مثل رعايتها جسديا، ويجب ان تغذى فيهم العمل على وصايا الرب يسوع ومبادئ المسيحية حتى يترعرعون فى بيئة روحية وينشئون على محبة واحترام الآخر ويصبحون أبناء الله الذين يحملون صورته.

تاريخ الخبر: 2022-03-21 09:21:26
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

بينهم طفلة.. 4 شهداء في قصف للاحتلال على منزل برفح الفلسطيني

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-13 09:22:01
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 52%

العدد الورقي الأسبوعي لجريدة وطني بتاريخ 12/5/2024

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-13 09:21:36
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (١٣)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-13 09:21:38
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

تدابير‏ ‏الخلاص‏ ‏قرار‏ ‏وبالقيامة‏ ‏انتصار

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-13 09:21:35
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 61%

صباح الخير يا مصر

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-13 09:21:37
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية