تغير المناخ: الأمين العام للأمم المتحدة يصف الاعتماد مجددا على الوقود الأحفوري بسبب حرب أوكرانيا بـ"الجنون"

  • مات ماغراث
  • مراسل شؤون البيئة - بي بي سي

صدر الصورة، Getty Images

وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تسرع دول في الاعتماد مجددا على الوقود الأحفوري كمصدر طاقة بديل بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا بأنه "جنون" يهدد أهداف المناخ العالمية.

وكان غزو أوكرانيا قد أدى إلى تسجيل ارتفاع سريع في أسعار الفحم والنفط والغاز، بسبب تدافع الدول نحو استبدال مصادر الطاقة الروسية.

بيد أن غوتيريش حذر من أن هذه الإجراءات قصيرة المدى قد "تغلق النافذة" أمام أهداف باريس المناخية.

كما دعا الدول، بما في ذلك الصين، إلى التخلص تدريجيا من اعتمادها على الفحم بشكل كامل بحلول عام 2040.

ولم يجزم الأمين العام، في أول خطاب رئيسي له عن المناخ والطاقة منذ مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في غلاسكو (COP26)، بحقيقة أن التقدم المحدود الذي أحرزته تلك القمة غير كاف لدرء التغير المناخي الخطير.

تخطى مواضيع قد تهمك وواصل القراءة
مواضيع قد تهمك
  • روسيا وأوكرانيا: هل يستطيع العالم الاستغناء عن النفط والغاز الروسي؟
  • مدينة نيوم: ما الحقيقة وراء مخطط المدينة صديقة البيئة في الصحراء السعودية؟
  • تغير المناخ: لماذا عارضت ألمانيا خطة أوروبية "صديقة للبيئة"؟
  • روسيا وأوكرانيا: الولايات المتحدة ودول الغرب تستهدف قطاع الطاقة الروسي بالعقوبات

مواضيع قد تهمك نهاية

ويعتقد العلماء أن الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية بأقل من 1.5 درجة مئوية خلال القرن الحالي، يعد أمرا بالغ الأهمية للحد من حجم الضرر الناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

  • الغزو الروسي لأوكرانيا: روسيا قد توقف ضخ الغاز إلى أوروبا إذ طالت العقوبات نفطها

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

قال غوتيريش إن التسرع في إيجاد بدائل للوقود الروسي يمثل تهديدا لأهداف المناخ

ولتحقيق هذا الهدف، يتعين خفض إنتاج الكربون إلى النصف بحلول نهاية العقد الجاري، لكن بدلا من ذلك، كما يشير غوتيريش، قد ترتفع نسبة الانبعاثات بواقع 14في المئة.

وأضاف غوتيريش في كلمته أمام قمة الاستدامة الاقتصادية: "المشكلة لم تُحل في غلاسكو، في الواقع المشكلة تزداد سوءا".

وقال إن الحرب الدائرة في أوكرانيا تهدد بصورة تجعل من هذا الوضع إشكالية.

وتتطلع دول أوروبا والمملكة المتحدة ودول أخرى إلى خفض اعتمادها على النفط والغاز الروسي خلال العام الجاري، إذ يتجه كثيرون إلى الفحم أو استيراد الغاز الطبيعي المسال كمصادر بديلة.

يرجى تحديث المتصفح للاطلاع على الخصائص التفاعلية

بيد أن غوتيريش حذر من أن هذا النهج قصير المدى ينذر بخطر كبير على المناخ.

وقال "قد تصبح الدول مستهلكة للغاية بسبب هوة إمدادات الوقود الأحفوري الحالية، على نحو يجعلها تتجاهل سياسات الحد من استخدام الوقود الأحفوري".

وأضاف "إنه جنون، فإدمان الاعتماد على الوقود الأحفوري بمثابة تدمير متبادل للأطراف بكل تأكيد".

ودعا الدول إلى ضرورة "تسريع خطى التخلص التدريجي من الفحم وجميع أنواع الوقود الأحفوري"، واتخاذ تدابير تكفل انتقالا سريعا ومستداما للطاقة.

  • روسيا وأوكرانيا: هل تستطيع الجزائر تعويض أوروبا عن الغاز الروسي؟

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

حذر غوتيريش من أن هذا النهج قصير المدى ينذر بخطر كبير على المناخ.

ووصف غوتيريش الخطوة بأنها "الطريق الحقيقي والوحيد لأمن الطاقة".

وقال إن حلول أزمة المناخ في الغالب تخضع لمجموعة العشرين، التي تنتج نحو 80 في المئة من الانبعاثات العالمية.

وعلى الرغم من أن دولا عديدة اتخذت خطوات كبيرة لخفض الانبعاثات بحلول عام 2030، مازالت هناك"مجموعة من الدول الرافضة، مثل أستراليا".

وقال غوتيريش إنه يجب استبعاد الفحم، وتخليص الدول الغنية منه بالكامل تدريجيا بحلول عام 2030، و 2040 بالنسبة لدول أخرى، من بينها الصين.

وأضاف الأمين العام أن الفحم "استثمار غبي، يؤدي إلى مليارات من الأصول العالقة".

وقال إنه يتعين بناء تحالفات، لإحراز تقدم، تهدف إلى مساعدة الاقتصادات الناشئة الكبرى على التحرك بسرعة بعيدا عن الوقود الأحفوري.

  • روسيا وأوكرانيا: ما المخاطر التي تحملها الأزمة بين البلدين للدول العربية، وهل من فرص يمكن استثمارها؟

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

تعتمد دول أوروبا بشكل كبير على روسيا في إمدادات الغاز الطبيعي وتسعى حاليا إلى إيجاد بدائل

واستشهد غوتيريش بالوضع في جنوب أفريقيا، فخلال قمة المناخ في غلاسكو، وافقت دول عديدة، من بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى، على برنامج تمويل بقيمة 8.5 مليار دولار لإنهاء اعتماد جنوب أفريقيا على الفحم.

وقال إن الإجراء سيشمل تحالفات مماثلة في إندونيسيا وفيتنام وأماكن أخرى.

وأضاف غوتيريش أن المال يعد أحد المشاكل الرئيسية التي تواجه قضية المناخ، ودعا إلى بذل قصارى الجهود لتوفير التمويل اللازم لمساعدة الدول على التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة.

وأشار إلى أنه في الوقت الراهن يعاني شخص من كل ثلاثة أشخاص على مستوى العالم من عدم الاستفادة من أنظمة الإنذار المبكر للكوارث، ويصل العدد في أفريقيا إلى ستة من كل عشرة أشخاص.

وقال إن عام 2022 يجب أن يشهد أخيرا وفاء الدول الأكثر ثراء بتعهداتها وتوفير 100 مليار دولار سنويا إلى الدول النامية.