نظمت المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، التابعة لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، اليوم الاثنين، بالمدينة الحمراء، (الدورة السابعة من الملتقى الدولي للمعمار 2022)، في موضوع "الاكتفاء "frugalité "، برعاية كرسي اليونسكو "البناء بالتراب، ثقافات البناء والتنمية المستدامة"، وبدعم من برنامج "Erasmus" الدولي.

وأكد المشاركون في هذا الملتقى، الذي حضره عدد من المهندسين، وأساتذة جامعيون، وطلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، ومهتمون بشأن التعمير، وتم نقل أشغاله عبر شبكة الانترنت، أهمية التكوين المستمر في جميع المجالات المرتبطة به، من أجل تكوين أجيال في هذا المجال قادرة على مواكبة التحديات، ومسايرة التنمية والابتكار وتهييئ المجالات.

وأبرزوا، في مداخلاتهم، أهمية المقاربة التشاركية والانفتاح على الآخر ضمن التوجهات الجديدة لوزارة إعداد الترتب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وكل الفاعلين من جامعات ومعاهد تطوير البحث العلمي، بغية المساهمة في التنمية الشاملة للمواطنين، والمواكبة في وضع تصاميم التهيئة للجهات لتوحيد المخططات القطاعية الاقتصادية، وهي المبادرة التي بدأت مع ثلاث جهات (الدار البيضاء - سطات، مراكش - آسفي، ودرعة- تافيلالت).

وأكدت مديرة إعداد التراب الوطني بالوزارة، السيدة لطيفة النحناحي، أن هذا اللقاء يشكل فرصة لتبادل التجارب وتقاسم الأفكار على الصعيد الوطني والدولي وكذا المحلي، الذي هو مسألة مهمة لإبراز المفهوم الجديد " الإكتفاء"، الذي له معاني كبيرة، ويشكل مبدأ من القيم الإسلامية، وتدبيرا معقلنا للموارد.

وقالت السيدة النحناحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مفهوم "الاكتفاء" هو مبدأ يتقاطع مع مبادئ إعداد التراب المبنية على التنمية المستدامة، والنجاعة الاقتصادية والتضامن والتماسك الاجتماعي، والتدبير المستدام للمجالات والموارد، وتنمية التراث المادي واللامادي، في إطار الحكامة الجيدة.

وأضافت أن هذا الملتقى يشكل فرصة لتلقين الطلبة مراجع إعداد التراب الوطني، التي يتم إعدادها بمشاركة جميع الفاعلين، جهويا ومركزيا، حتى يكونوا على إلمام بجميع الإشكالات المتعلقة بالتعمير والتهيئة المجالية.

وأكدت السيدة النحناحي "أهمية إشراك الجامعات والمدارس والمعاهد المختصة في بناء جماعي للمفاهيم الجديدة، التي جاء بها النموذج التنموي الجديد، حتى نتمكن من خلق ترابط عملي بين الإدارة ومؤسسات البحث العلمي، للوصول إلى الهدف الأسمى الذي ينبني على الإنصاف المجالي، ويساهم في توفير إطار سليم لعيش الساكنة".

من جهته، قال مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، السيد عبد الغني الطيبي، إن "الدورة السابعة لملتقى المعمار الدولي 2022 تندرج في إطار سلسلة الأنشطة التي تنظمها المدرسة، من شهر مارس إلى غاية شهر أكتوبر، وذلك من أجل تنشيط دور المؤسسة، ونشر ثقافة الهندسة المعمارية".

وأبرز، في تصريح مماثل، أن موضوع هذه الدورة يرتكز على أهمية التكوين والتأهيل في مختلف الأبعاد، مع ترسيخ مفهوم " الإكتفاء" في عدة ميادين تتعلق بالبناء المسؤول، والبناء المستدام، واستعمال الموارد المحلية.



وأوضح السيد الطيبي أن الدورة، التي عرفت حضور أساتذة وخبراء ومهتمين بمجال التعمير والطلبة، تكتسي أهميتها لكونها تأتي لتعميق مفاهيمهم في ميدان الهندسة المعمارية.

وتجدر الإشارة إلى أن المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية تسعى من خلال هذا اللقاء، إلى الرفع من حسن أدائها، سواء في مجال التكوين أو البحث العلمي، وذلك لتمكين الطلبة من المهارات والقدرات اللازمة للرفع من فرص اندماجهم في سوق الشغل، فضلا عن الانخراط في ورش النموذج التنموي الجديد.